الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الزراعة الملحية» يخطط لاستصلاح وتأهيل آلاف المزارع

14 مارس 2013 00:32
أبوظبي (الاتحاد) - يخطط المركز الدولي للزراعة الملحية من مقره في مدينة دبي، لاستصلاح وتأهيل آلاف المزارع التي تفتقر تربتها للخصوبة، نظراً لملوحة المياه الجوفية في الدولة. ويقدر عدد المزارع في أبوظبي والمنطقة الغربية بنحو 24 ألف مزرعة، 8 آلاف منها مهجورة أو شبه مهجورة في المنطقة الغربية والعين. وزاد اهتمام الدولة في الآونة الأخيرة بكمية المياه الجوفية ومقدار جودتها. وبانحسار منسوب هذه المياه، أصبح ما تبقى منها شديد الملوحة، الشيء الذي يهدد بإلحاق آثار بالغة الخطورة بالزراعة. ويقول الدكتور إسماعيل شعيب، خبير المحاصيل المالحة في المركز: “من المتوقع أن تزيد هذه الأحوال سوءاً، حيث تحولت العديد من المزارع من منتجة لغير منتجة”. وفي حالة عدم زراعة الأراضي لفترة طويلة من الوقت، تتحول إلى مهجورة. وبدلاً عن ذلك، يسعى المركز لزراعة محاصيل تتميز بدرجة تحمل أكبر للبيئة المالحة، في الوقت نفسه الذي تكون فيه ذات فائدة من الناحية الإنتاجية والبيئية. وأضاف شعيب: “نبذل جهداً كبيراً لجعل هذه المزارع منتجة بأكبر قدر ممكن وتأهيلها لإنتاج الخضراوات. ويتعلق الأمر باختبار نظم الإنتاج المختلفة وكيفية استبدال النظم التي تتطلب استهلاك مياه ذات جودة ووفرة كبيرين”. ومن المنتظر زراعة الأراضي التي يتم تأهيلها بنباتات لاستخدامها كعلف للحيوانات كمرحلة أولية. وأردف شعيب بقوله: “نؤكد الآن على زراعة علف الحيوانات، لكن عند البدء في الزراعة نتوصل في نهاية الأمر لزراعة الخضراوات، وتلك هي المرحلة الثانية التي نخطط لبلوغها في غضون عامين أو ثلاثة. وهناك الكثير من المحاصيل التي تجد رواجاً مثل الكينوا، التي تعتبر من المحاصيل الجديدة لعام 2013”. وحقق المركز الدولي للزراعة الملحية، نجاحات عديدة على صعيد تجربة الكينوا، وهي من الحبوب الغنية بالبروتين. ويرى المركز أنه لا فائدة من زراعة القمح مثلاً، الذي يستهلك قدراً كبيراً من المياه بدلاً من التوجه نحو محاصيل أخرى أكثر سهولة. وتستهلك نظم الزراعة الجديدة التي يقوم المركز باستخدامها، ربع الكمية من المياه التي تتطلبها النظم التقليدية. ويؤكد الدكتور شعيب، أنهم بصدد الإثبات للمزارعين أنه من الممكن استهلاك كميات أقل من المياه وتحقيق إنتاج مربح أيضاً وينعقد على ذلك مستقبل الزراعة في الدولة. وتم حتى الآن تحويل ثلاث مزارع، يجري استخدامها كنموذج للمحاصيل الجديدة. كما يتطلب استصلاح وتأهيل المزارع المهجورة كافة حول مختلف أرجاء الدولة الكثير من الوقت والمال. ويقول الدكتور خليل عمار خبير جيولوجيا المياه في المركز: “من الصعوبة بمكان استرجاع كل هذه المزارع لطبيعتها الأولى، حيث تتمتع معظمها بتربة مالحة، لذا من الممكن استخدام الزراعة المائية. وفي حالة شح المياه وصلاحية التربة، يبقى الخيار الأفضل هو تحلية المياه”. وتتضمن خطط المركز المستقبلية تجارب تغذية الحيوانات داخل المزارع، بهدف تقليل تكاليف المواصلات والخدمات اللوجستية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©