نصب النخلة بالشارقة .. رمز الشموخ والعلو

إن كان هناك جمال ، فإن المدينة الباسمة، مدينة الثقافة، تعتبر قصيدة بديعة بحد ذاتها في ديوان الجمال الذي تتمتع به الشارقة، هذه الإمارة التي تمتاز بمزيج رائع بين الماضي والحاضر، حيث يتقابل الشرق مع الغرب في تناغم ساحر، ويتعانق شموخ الماضي بعبق الحاضر. تحتضن فيها الكثير من نكهة الإمارة العصرية ، التي تستقبل زوارها بعبارة مكسوة بالورود على واجهة الطريق “ابتسم أنت في الشارقة”، ولم لا، فهي تتمتع بإمكانات سياحية خلابة بدءاً بمتاحفها وأسواقها التي تجمع بين الحداثة والعراقة، وانتهاء بحدائقها وميادينها وصحرائها المترامية الأطراف والتي تشكل نموذجاً حياً لمحبي الطبيعة الساحرة، وميادينها التي تتزين بالنصب التذكارية والتي تبلغ أكثر من 15 نصباً تزين ميادين الشارقة ، فلكل نصب حكاية وحدث ،يدعو كل من يمر بجانبها إلى التقاط صورة تذكارية بجانبها . بالطبع كل من يزور الإمارة الباسمة لابد أن يشعر بحرارة الاستقبال وكرم الضيافة النابع من أهلها وعراقة تاريخها . لكن ما يلفت الانتباه هو أن بلدية الشارقة ركزت على المسطحات الخضراء واهتمت بشكل خاص بالميادين العامة والنصب التذكارية ، التي لكل واحد منها مناسبة وحدث ، لكن نظراً لأهمية “ عمتنا النخلة “، فقد كان لها نصيب وافر في الحدائق العامة والمسطحات الخضراء وبعض الشوارع التي تتزين بها. وقد بذلت بلدية الشارقة جهوداً جبارة في تصميم وتجميل الميادين والنصب في شكل هندسي جميل وجذاب، ومن الميادين التي تنم عن إبداع المهندس في التصميم “ النصب التذكاري للنخلة” ، مقابل أندية الفتيات بالشارقة الذي يتميز بشكله الهندسي الفريد والمتميز. ونصب النخلة مصمم على شكل قواعد نافورية مرفوعة على أعمدة من الجرانيت الخالص يعلوها مجسم النخلة.وتم اختيار هذا الرمز كنموذج للعطاء الوافر المستمر، فالماء المنصب من النافورة يرمز إلى الحياة المتجددة، أما النخلة فتتميز بعطائها وفوائدها الكثيرة، سواء في ثمارها أو بذورها أو أخشابها أو أليافها إضافة إلى أنها رمز الشموخ والعلو. هذه هي الشارقة في كل ميدان من ميادينها تحاول أن تبرز أهم المعالم السياحية التي تستقطب الكثير من السياح الأجانب الذين كثيراً ما يغتنمون فرصة التصوير بجانب الميدان الذي يبهر بجماله وتصميمه الهندسي الفريد