الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البلاذري... مؤرخ الأنساب والفتوحات

13 يونيو 2016 18:33
محمد أحمد (القاهرة) البلاذري، من مؤرخي القرن الثالث الهجري، يعد من جغرافيي المسلمين الذين اشتغلوا بالتاريخ والأدب، وإسهاماته في علم الجغرافية لا تخلو من اللمسات التاريخية والأسلوب الأدبي، وله ديوان شعر. هو أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البغدادي المعروف بالبلاذري، كنيته أبو الحسن، ولد العام 190هـ، نشأ في بغداد وتعلم على يد كبار المفكرين، حرص على قراءة ثقافات الأمم الأخرى من مصادرها الأصلية فانقطع للبحث والاستقصاء فخرجت مؤلفاته تشتمل على معلومات علمية دقيقة وفريدة، وتوفي العام 279هـ بدار السلام. تربى أبو الحسن البلاذري في بيت علم فهو من أسرة ثرية مثقفة كان جده جابر من كبار الشعراء والمؤرخين في عصره، وورث مهارته في الشعر من جده. كان من كبار المترجمين من الفارسية إلى العربية ومن أمهر كُتاب علمي الجغرافية والتاريخ، وأجمع المؤرخون للعلوم أن يضعوه في قائمة الجغرافيين في العالم. مصادر معلوماته تعتمد على شيوخه الأربعة في بغداد ابن أبي شيبة والقاسم بن سلام وعلي بن محمد المدائني ومحمد بن سعد الواقدي، كما أغنى معارفه بالرحلة بحثاً وراء المعرفة وزار مواقع الأحداث بنفسه في مدن الشام والحجاز وإيران. يعد أبو الحسن من رجال البلاط العباسي، مدح المأمون ثم أصبح من ندماء المتوكل على الله، وتقرَّب من المستعين بالله وكان يصله حتى لا يحتاج إلى شيء، وحظي بثقة المعتز بالله، فعهد إليه بتربية ابنه عبد الله. بعد وفاة المعتز بالله، اعتزل الناس، وفي عهد المعتمد كان أشد عهود حياته سوءاً، فقد نفد ماله وزادت ديونه، فكان يطلب الرزق من أبواب الوزراء، فيعطى مرة ويُمنع مرات، فيعبر عن ألمه ونقمته بالهجاء. الكتب التي صنعت مجد البلاذري هما كتاباً «فتوح البلدان»، و«أنساب الأشراف»، وله كتب أخرى منها «البلدان الصغير»، و«البلدان الكبير» - لم يتمه - و«عهد أردشير». و«فتوح البلدان»، من الكتب النادرة التي تجمع فروع المعرفة المختلفة، اختصره البلاذري من كتابه الضخم «البلدان الكبير»، واحتفظ في فصوله بالكثير من مساهمات المدائني الذي ألف «36» كتاباً في أخبار الفتوح، ويعد «فتوح البلدان» سجلاً شاملاً للفتوحات الإسلامية وهو معروف بهذا الاسم، وفي المخطوطات يحمل اسم «أمور البلدان»، فيه تفاصيل فتوح كل بلد وما يتعلق به نقلا عن أهل البلد أنفسهم وكتبهم، ويعتبر من أحسن الكتب وأهمها وأصحها فيما يتعلق بالفتوحات. كتابه الثاني «أنساب الأشراف» يعد موسوعة ضخمة، جاءت رواياته في الأنساب، احتوت الأخبار والشعر والتراجم، واحتوى على ترجمة للرسول - صلى الله عليه وسلم - وغزواته وزوجاته وقصة السقيفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©