الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تكنولوجيا جديدة لمعالجة المياه في 10 دقائق

تكنولوجيا جديدة لمعالجة المياه في 10 دقائق
3 مايو 2017 12:36
دينا مصطفى (تكساس) تطورت تكنولوجيا معالجة المياه وتنقيتها حول العالم بعد استخدام أساليب وأدوات حديثة لإزالة الملوثات من المياه الخام. ويعد الهدف الأول من ذلك إنتاج مياه نظيفة صالحة للاستهلاك البشري، وتلبية الاحتياجات الزراعية، والطبية، والصيدلية، والمواد الكيميائية والتطبيقات الصناعية التي قد تستخدم في مياه الشرب، ما ينذر بتفاقم مشكلة النقص الحاد في مياه الشرب حول العالم. وحسب إحصائيّات الأمم المتحدة يعاني ما يقرب من خمس العالم من نُدرة المياه، ويوشك مئات الملايين أيضاً الوصول إلى هذا الحال، بينما يعاني ما يقارب 1.6 مليار شخص حول العالم من مشكلة نقص المياه، نتيجة عدم وجود القدرة الماديّة لدى حكوماتهم لجلب المياه من مصادر مختلفة كالأنهار والينابيع. وتشمل التكنولوجيا الحديثة في تنقية المياه استخدام الأشعة فوق البنفسجية للتطهير، والترشيح لإزالة العوالق، وإزالة عسر الماء، وتطبيق التناضح العكسي في تحلية مياه البحر. وفي هذا الصدد، شرعت العديد من الدول حول العالم في وضع تدابير لمواجهة هذا التهديد قبل تفاقمه في المستقبل القريب، فبدأت السلطات الأميركية في وضع سياسات مشددة واتخاذ بعض القرارات الخاصة في سبيل ترشيد استخدام المياه، بسبب تعرض بعض الولايات مثل أوكلاهوما، ونيفادا وكاليفورنيا وتكساس وأريزونا منذ 11 عاماً لشح شديد في المياه بعد انخفاض مستواها في أحواضها الضخمة بصورة ملحوظة، وبعدما تنبأ علماء المناخ بأن المناطق الجنوبية والغربية للبلاد ستتعرض لجفاف شديد في النصف الثاني من القرن الحالي، بعد دراسة حالة التربة وكمية هطول الأمطار. ووضعت شركة «ووتر لينس» للمياه في مدينة أوستن في ولاية تكساس الأميركية تكنولوجيا جديدة لمعالجة المياه، بحيث تمنح المستخدمين القدرة على اختبار المياه في المنازل أو المزارع، حتى تمكنهم من الحد من استخدام مياه الشرب في الزراعة من خلال نظام آمن وسهل لتحديد نوعية المياه بدقة في الموقع في ثلاث خطوات فقط وعشر دقائق، حيث يقوم النظام المستخدم لاختبار المياه بتوفير نتائج ذات جودة مختبرية لعشرين معياراً مهماً لقياس درجة جودة المياه، والتي تمكن الشركات من تقليل النفقات بشكل كبير وتحسن عملية تنقية المياه. وأكد كيث كولن، رئيس مجلس إدارة شركة «ووتر لينس»، في تصريحات لـ «الاتحاد» أن نظام اختبار المياه يعتمد على عدسة المياه، ويعد وسيلة دقيقة وبسيطة وفعالة من حيث التكلفة لتحديد العديد من المعلمات، ونوعية المياه في الميدان أو في المختبر في غضون دقائق. وتم تصميم هذا النظام للمياه المعتادة الموجودة عادة في صناعة النفط والغاز، وبسبب هذه المتانة يعمل النظام في أي صناعة كثيفة الاستخدام للمياه، مثل توليد الطاقة ومعالجة مياه الصرف الصحي والزراعة ومصانع الورق. وأكد كولن أن نظام اختبار المياه يتكون من 96 لوحة مثبتة جيداً مع كل من الكيماويات اللازمة، التي تطور الألوان المميزة ويمكن قراءتها بسهولة على قارئ المحمولة المدمجة. ورأى أن النظام يوفر نتائج دقيقة ويتيح المعلومات اللازمة لإجراء أي تعديلات على كيمياء المياه دون تأخير ناجم عن نقل العينات إلى مختبر تحليل باستخدامات قديمة. وقال: إن النظام الجديد يقوم بتنقية المياه عبر 3 خطوات خلال 10 دقائق وفق 20 معياراً، أهمها أن تكون المياه آمنة بلا مواد كيميائية سامة أو أحماض وأن تكون سريعة ودقيقة، وأن تكون سهلة الاستخدام بلا كيميائيين أو فنيين مدربين، إضافة إلى توفير المياه بأقل تكلفة من التحاليل المخبرية التقليدية، بحيث يلغي تكاليف النقل عينة، ويساعد على تحسين المواد الكيميائية المضافة. من جانبه، قال الباحث الكيميائي د. أدام جارلاند: إن الهدف الأول من النظام الجديد لاختبار المياه هو الحد من استهلاك مياه الشرب في الزراعة والاستخدامات الأخرى، بحيث يمكن ترشيد المزيد من المياه العذبة لتستخدم في الزراعة والري بنسبة 75%، مشيراً إلى أن في تكساس يتم إنتاج ما يقرب من ضعفي كمية المياه المنتجة مما هو مطلوب للمياه وتربية الماشية باستثناء احتياجات الري. ومع ذلك، فإن القدرة على رصد هذه المياه باستمرار في الميدان أمر بالغ الأهمية لاستخدامها بشكل ناجح ، مشيراً إلى أن المياه التي تقل فيها نسبة المواد الصلبة الذائبة (تس) عن 10000 مغ /‏‏ لتر يمكن أن تستخدم عموماً للماشية، لذا يجب رصد مكونات محددة من المواد الصلبة الذائبة في المياه قبل استخدامها. وقال: بالنسبة للري، يمكن أيضاً إعادة استخدام مصادر المياه غير القابلة للتغيير من أجل تعويض الاعتماد الهائل على المياه العذبة. ويجب رصد نوعية المياه في ضوء مجموعة من المعايير والعوامل، منها على سبيل المثال معدلات امتصاص الصوديوم (سار) التي تعد أمراً بالغ الأهمية، وكذلك درجة الحموضة ومستويات الكلورايد والنترات، إضافة إلى ذلك، يجب مراقبة حجم المياه غير القابلة للاستخدام والتوصيل الكهربائي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©