الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفخيخ «تايمز سكوير»...محاولة إرهابية فاشلة

4 مايو 2010 21:35
لقد استخدم ذلك الشخص المفترض فيه تدبير الهجوم بسيارة مفخخة على ساحة "تايمز سكوير" الواقعة في قلب مدينة مانهاتن، أبسط المكونات والمواد اللازمة لتنفيذ الانفجار: علب الجازولين، وصهريج وقود قابل للانفجار، ونوعاً من المسحوق الأسود الذي عادة ما يستخدم في الألعاب النارية التي تقام على جانبي الطرق في بعض الأحيان. لكن بساطة هذه المواد والمكونات، هي التي سهلت على ذلك الشخص تنفيذ هجومه الافتراضي، في الوقت ذاته الذي جعلت مستحيلاً تعقب تلك الخطة الإرهابية، على حد تصريح بعض المسؤولين وخبراء الإرهاب الأميركيين. وعليه فقد فهمت هذه المحاولة على أنها كثيرة الشبه بسلسلة من المخططات والمحاولات الإرهابية الفاشلة التي شهدتها الشهور الأخيرة الماضية. فالملاحظ أن الشخص الذي دبر لهجوم "تايمز سكوير" هذا، وكذلك المتهم الذي اعترف بمحاولة تفجيره لنظام مترو مدينة نيويورك خريف العام الماضي، قد استخدما وسائل ومواد لتنفيذ عملياتهما لم تكلف شيئاً سوى القليل من البحث في شبكة الإنترنت، إضافة إلى زيارة لأحد المحلات التي تبيع المواد التي يحتاجها، بما فيها المحلات التي تتوفر فيها مواد التجميل. وبينما فشلت هاتان المحاولتان الأخيرتان، فقد ارتبطت هذه المواد الانفجارية البسيطة التي حاولا استخدامها، بسلسلة من الهجمات الإرهابية القاتلة في الماضي، كما يؤكد عدد من العاملين سابقاً وحالياً في وكالات الاستخبارات وقوات تنفيذ القانون. في هذا الصدد قال مسؤول عن مكافحة الإرهاب - دون الإشارة إلى اسمه نظراً لحساسية منصبه-: صحيح أن المواد والوسائل المستخدمة في هذا النوع من الهجمات، ليست متطورة، غير أن في وسعها التسبب في الكثير من الألم والحزن لضحاياها وأقاربهم على حد سواء. وفي رأي هذا المسؤول أن آخر هذه المحاولات التي كان يفترض أن تشهد دمويتها ساحة "تايمز سكوير"، تذكرنا بإمكانية إفلات هذا النوع غير المتطور من الهجمات الدموية التي تستهدف أكبر وأهم المعالم الأميركية من شدة الإجراءات الأمنية غير المسبوقة التي تم تطبيقها في بلادنا عقب هجمات 11 سبتمبر. واستطرد المسؤول إلى القول: يصعب جداً التكهن المسبق بهذه الخطط الإجرامية. وفيما لو وجدت أي أدلة على وجود أشخاص ما مشتبه بهم في تدبير أي هجوم إرهابي، سواء كان قناصاً في واشنطن أم شخصا ما التقطته كاميرات الرقابة الإلكترونية، وهو يضع القنابل المستخدمة في الهجوم في سيارته أو ما شابه، فإن من الواجب أن ندرك صعوبة هذا النوع من العمل. فمنذ سنوات عديدة ظل مسؤولو الأمن الوطني، وعناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي، يحذرون من خطورة استخدام صهاريج الهيدروكربون وأنابيب الغاز وغيرها من المواد القابلة للانفجار في الهجمات الإرهابية. وقد اعتمدت هذه التحذيرات على المعلومات الاستخباراتية، التي تم الحصول عليها من العراق، حيث بدأ المتمردون باستخدام صهاريج الوقود القابلة للانفجار في هجمات واسعة شنوها في عام 2007. كما أشارت المذكرة المتعلقة بأساليب تفجيرات تنظيم "القاعدة"، وهي المذكرة التي أعدت منذ عام 2004، وتتألف من 39 صفحة، إلى اعتماد تنظيم "القاعدة" بدرجة رئيسية على استخدام صهاريج وقود السيارات، وكذلك المواد الرخيصة الأخرى القابلة للانفجار، التي يمكن الحصول عليها من الصيدليات ومحال بيع أدوات ومواد التجميل وغيرها. وبهذه المناسبة يجب أن نذكر أن تيموثي جي. ماكفيه، قد تمكن قبل سنوات طويلة من حرب العراق، من تفجير مبنى فيدرالي في مدينة أوكلاهوما في عام 1995، باستخدام شاحنة محملة بعبوة ناسفة تتألف من 4 آلاف رطل من وقود السيارات والأسمدة الزراعية. وكان قد عثر على حقيبة تحتوي على قنبلة عبارة عن صهريجين للوقود قابلين للانفجار في محاولة هجومية فاشلة على قطار ألماني في عام 2006، نسبت إلى خلية إرهابية محلية. وفي الهجمات التي شنت على كل من لندن وجلاسجو في يونيو من عام 2006، عثر كذلك على سيارات مفخخة استخدمت فيها صهاريج الوقود وغيرها من المواد البسيطة القابلة للاشتعال. وقد نسبت تلك المحاولات إلى طبيب بريطاني مسلم انضم إلى صفوف التطرف بسبب الحرب على العراق. أما الهجمات التي شنت على مترو لندن في يوليو 2005، فقد نفذت بواسطة حقائب قابلة للاشتعال استخدمت فيها مواد مزيلة لتلميع الأظافر وغيرها من المواد التي تستخدم لتنظيف الشعر. يذكر أن نجيب الله زازي –السائق لإحدى حافلات مطار دينفر، الذي تلقى تدريباً على يد تنظيم القاعدة- قد استخدم مواد مشابهة واعترف بمحاولة تفجيره لنظام مترو مدينة نيويورك في شهر سبتمبر المنصرم. وكان زازي قد تلقى تدريباً على استخدام المتفجرات في باكستان. هذا وقد حذر خبراء مكافحة الإرهاب من خطر مثل هؤلاء الأفراد، نظراًً لقدرتهم على إلحاق ضرر بالغ بأرواح الناس وممتلكاتهم. هذا ولم يتضح بعد، ما إذا كانت للمتهم بتفجير ساحة "تايمز سكوير" في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي، أي صلة أيديولوجية أو تنظيمية أو عملية بتنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات الإسلامية الأخرى المتطرفة. وفي حين تكررت تحذيرات المسؤولين الأميركيين من التسرع في ربط مثل هذه الأحداث بالمتطرفين الإسلاميين، فقد تزامنت محاولة الهجوم الفاشل على ساحة "تايمز سكوير" هذه، مع تصاعد محاولات تنظيم "القاعدة" شن سلسلة من الهجمات داخل الولايات المتحدة. غير أن" بروس رايدل" أحد كبار مسؤولي مكافحة الإرهاب السابقين في الـ"سي. آي. إيه"- أكد أن للإرهاب وجهاً أميركياً متطرفاً، من قاعدة "فورت هود"، مروراً بمحاولة تفجير مترو نيويورك، انتهاءً بمحاولة الهجوم الفاشل على ساحة "تايمز سكوير"، ولذلك فإننا بحاجة إلى تفادي ردود الفعل المدفوعة بالإسلاموفوبيا إزاء مثل هذه الهجمات. كما ينبغي علينا أن نحلل جيداً هذه الحالات، حتى نكون فكرة متكاملة ودقيقة عن تصاعد ظاهرة التطرف هذه. جوبي واريك وسبنسر إس. هسو نيويورك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©