الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمد الحمادي: كشفنا الأوراق في «خيانة وطن».. والحكم للمشاهد

حمد الحمادي: كشفنا الأوراق في «خيانة وطن».. والحكم للمشاهد
14 يونيو 2016 03:50
تامر عبد الحميد (أبوظبي) احتل «خيانة وطن» المراتب الأولى بين المسلسلات الدرامية الرمضانية الأكثر مشاهدة عبر الشاشات و«يوتيوب» ونيله اهتماماً واسعاً لشريحة كبيرة من الجمهور الإماراتي والخليجي، الأمر الذي جعل الهاشتاق الخاص به يتصدر «ترند الإمارات» بأعلى نسب مشاهده حول العالم بعد عرض أولى حلقاته، لذا فإن اللقاء مع د. حمد الحمادي كاتب رواية «ريتاج» التي اقتبس أحداث مسلسل «خيانة وطن» منها، كان ضروياً للكشف عن أسباب تحويل الرواية إلى عمل درامي، وهل إذا كان يتوقع النجاح الكبير الذي حققه «خيانة وطن» من أرفف المكتبات إلى الشاشات التلفزيونية. أول مسلسل سياسي يعتبر «خيانة وطن» أول مسلسل وطني سياسي في تاريخ الدراما الإماراتية، وعما إذا كان يتوقع هذا النجاح الساحق قال الحمادي: ربما ليس من المفروض أن نتحدث عن نجاح المسلسل إلا بعد الحلقة الأخيرة، لنتأكد أن الرسالة الوطنية والفكرية التي يحملها قد وصلت للجميع، ولكن بالطبع أنا سعيد جداً لنسبة المشاهدة وتفاعل المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعل اسم المسلسل يتصدر «ترند الإمارات» خلال أقل من ساعة من عرض الحلقة الأولى. وتابع: هذا التفاعل قد فاق توقعاتي بشكل كبير، وأتمنى أن يستمر هذا التفاعل لا سيما أن منوال رواية «ريتاج» ومن ثم مسلسل «خيانة وطن» يتبنى مفهوم توزيع المفاجآت على مسار العمل بشكل كامل وليس تركيزه في البداية أو النهاية فقط، فالحلقات القادمة من المسلسل ستكشف العديد من المفاجآت والحقائق التي لم يتم التطرق إليها مسبقاً في الدراما الإماراتية، لا سيما أن الرواية والمسلسل مبنيان على أحداث حقيقية، كما أن بعض مشاهد المسلسل قد تم تصويرها في أماكن حقيقية احتضنت أحداث القضية التي عاشها مجتمع الإمارات، وبعض هذه الأماكن تم إتاحتها للمرة الأولى للتصوير الدرامي، لذلك أستطيع القول بأن المشاهد ستتاح له فرصة معرفة تفاصيل دقيقة وحقيقية عما حدث. مضمون درامي وعن رأيه في العمل بعد مشاهدته لأولى حلقاته من ناحية المضمون الدرامي والإنتاج، أوضح الحمادي أنه في النهاية كاتب روائي يركز على المجال الأدبي والثقافي وليس لديه أي إطلاع على الجانب الدرامي، مشيراً إلى أنه مع وجود أحد أفضل المخرجين في المنطقة وهو أحمد المقلة، ووجود كاتب كبير لكتابة السيناريو مثل إسماعيل عبدالله، ووجود منتج يحمل الخبرة الدرامية الكبيرة مثل الدكتور حبيب غلوم، ووجود التناغم الكبير بين هذه الأطراف، كل هذه الأمور جعلته يشعر بالاطمئنان حول تحويل روايته لعمل درامي، ومع بدء العرض والتفاعل الكبير من الجمهور حول مستوى المضمون الدرامي والإنتاج زاد هذا الاطمئنان إليه بحد كبير. قضية التنظيم يعتبر «خيانة وطن» أول عمل سياسي في تاريخ الدراما الإماراتية، وتعتبر رواية «ريتاج» أول رواية عن الإمارات تتحول إلى عمل درامي، ويتناول الاثنان قضية التنظيم بكل جرأة، وعما إذا انتابه حالة من الخوف في بادئ الأمر من أن ينال العمل قسطاً من الهجوم، قال: قرار التطرق إلى هذه القضية اتخذته قبل عامين حين كتبت رواية «ريتاج» التي تم بناء المسلسل عليها، فهي أول رواية لي، وحين قررت الدخول إلى عالم الروايات قررت البدء بدراسة المواضيع التي تتناولها الروايات الإماراتية، ووجدت أن معظمها يسير على خط الحياة الاجتماعية والرومانسية إن صح التعبير، وفي نفس الوقت لدينا في دولة الإمارات قضايا حساسة ذات بعد اجتماعي وسياسي وأمني مثل قضية التنظيم السري، وهذه القضية وجدت دعماً من ناحية الإعلام سواء في الصحف أو البرامج التوثيقية، ولكن ذلك لا يكفي لإيصال الحقيقة، ولا يكفي للوصول إلى فئات المجتمع خاصة من الأجيال الناشئة، فهؤلاء قد لا يلتفتون إلى أخبار الصحف ولا البرامج الوثائقية، ولهذا قررت أن أوظف الأدب لتوضيح هذه القضية، وقمت بتوثيقها بصورة أدبية من خلال رواية «ريتاج» التي تحولت فيما بعد إلى مسلسل يحمل نفس الرسالة بصورة فنية. رسالة بشكل مباشر يعرض المسلسل للمشاهد قضية التنظيم السري والإخوان المسلمين، وعن رسالة العمل، أشار الحمادي إلى أن الرسالة الأساسية لرواية «ريتاج» ومسلسل «خيانة وطن» هي أن القدر مثل أي رجل غامض لا يكشف أوراقه مرة واحدة، وهذا بالضبط ما حدث مع القضية التي أتناولها في الرواية والمسلسل، فمجتمع الإمارات عاش حينها واحدة من أكبر القضايا الغامضة على شريحة كبيرة منه، ولهذا كانت الرسالة تتمحور حول كشف جميع الأوراق وإيصال الحقيقة ثم ترك الحكم للمجتمع ليقرر ويحكم على الأمور بكل شفافية. خبرة معرفية وأدبية وحول تولي الكاتب الإماراتي إسماعيل عبد الله عملية كتابة السيناريو وتحويل الرواية إلى عمل درامي، أوضح أنه في بداية اتفاقه مع تلفزيون أبوظبي كان هناك شرط منه أن يتولى كتابة السيناريو كاتب كبير، وحين تم ترشيح إسماعيل عبدالله لهذه المهمة أصبح مطمئناً تماماً نظراً للخبرة المعرفية والأدبية الكبيرة التي يتحلى بها، لافتاً إلى أنه كان هناك تناغم وتنسيق كبير فيما بينهما ابتداءً من توسيع الشخصيات والأحداث إلى مراجعة السيناريو حلقة بحلقة، مضيفاً: من المهم جداً أن يكون هناك تعاون وتنسيق كبير عند تحويل أي رواية إلى عمل درامي، وأعتقد أنني مع إسماعيل عبدالله حققنا هذه المعادلة التي حولت الرواية من أرفف المكتبات إلى الشاشة، فكنا نتناقش في أدق التفاصيل حتى قبل كتابة السيناريو، وحتى بعد بدء التصوير، وكان لدينا نقاش يومياً حول التعديلات والاقتراحات التي تخدم العمل. إنتاج العمل أما بالنسبة لتولي حبيب غلوم عملية إنتاج المسلسل، الذي يعتبر ثاني تجربة إنتاجية له بعد مسلسل «لو أني أعرف خاتمتي» الذي عرض في رمضان الماضي، قال الحمادي: «خيانة وطن» هو ثاني تجربة إنتاجية لحبيب غلوم، لكن عندما تم ترشيحه من قبل تلفزيون أبوظبي لإنتاج هذا العمل كنا نضع في عين الاعتبار الخبرة الفنية الطويلة التي تتعدى ذلك إلى الكثير من الأعمال، ولهذا كنت واثقاً تماماً ومطمئناً حتى قبل ظهور العمل بشكل متميز، وخلال عمليات التصوير كنت أرى مدى اهتمام المنتج بهذا العمل ومدى الجهود التي بذلها لإخراجه بهذه الصورة، كما كان صدره رحباً لجميع الملاحظات التي كنت أقدمها، كما أن وجودي كمشرف على العمل مع حبيب قد جعلني مطمئناً حيث كنت أتناول موضوع الإشراف من الناحية الأدبية التي توصل الرسالة التي أردتها في الرواية من خلال المسلسل. اختيار الممثلين وكشف الحمادي أنه لم يتدخل في عملية اختيار الممثلين، موضحاً أنه ككاتب روائي ينصب تركيزه في مجال الكتابة والأدب والثقافة، ولهذا لم يتدخل بشكل كامل في هذه العملية التي ترتبط بعدة أمور منها مدى توفر الممثلين، وارتباطاتهم، والأهم من ذلك جاهزيتهم للمشاركة في عمل سياسي لأول مرة في الدراما الإماراتية، لافتاً إلى أنه ومع ذلك كانت لديه بعض الملاحظات أثناء عملية الاختيار إلى أن تم وضع القائمة النهائية. المعادلة الصعبة بعض الروايات التي حققت نجاحاً بعد إصدارها، لا تحقق النجاح نفسه بعد تحويلها إلى عمل تلفزيوني، لكن رواية «ريتاج» استطاعت تحقيق المعادلة الصعبة بنجاحها من إبداع على الورق إلى إبداع مرئي.. وعن سر هذا النجاح قال: أعتقد أن لكل مجالاً جمهوره الخاص، فالوسط الأدبي له جمهوره الذي يفضل قراءة الروايات الأدبية، والوسط الفني له جمهوره الذي يفضل مشاهدة الدراما، وهناك جمهور مشترك يفضل الاثنين، وحين كتبت هذه الرواية لم يخطر ببالي أن يتبناها أحد ويحولها إلى عمل درامي، ولكن بعد نشرها تواصل معي تلفزيون أبوظبي ومنتج آخر في نفس الفترة تقريباً لتحويلها إلى مسلسل، وقد جلست مع الطرفين وفضلت التعامل مع تلفزيون أبوظبي لتحويل الرواية، أما بالنسبة لأي كاتب، فتحويل العمل الأدبي إلى عمل درامي يعني الكثير ويسهم في إيصال الرسالة المطلوبة إلى جمهور أوسع. وأضاف: شرف لي كتابة أول رواية عن الإمارات تتحول إلى عمل درامي، وشرف لي تحويلها إلى أول مسلسل وطني سياسي في تاريخ الدراما الإماراتية، فكل ذلك يعني لي الكثير كمواطن إماراتي أولاً ساهم في مجاله في قضية وطنية وحساسة، وككاتب روائي ثانياً انتقل عمله الأدبي من أرفف المكتبات إلى الشاشات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©