الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حـــــــــوار الحضـــــــــارات

2 مايو 2017 22:58
الحوار كلمة محببة سهلة على الآذان، مقربة إلى عقول وقلوب العقلاء، وهي السبيل الوحيد والناجح للخروج من المآزق ومصائب الدهر، الحوار يقتضي مبدئياً قبولاً - على الأقل - بوجود الآخر وبحقه في هذا الوجود والعيش بكرامة، وأن تكون له خصوصية لا يجوز لأحد مهما كان ولا تحت أي عنوان أن يتدخل لتغييرها وتبديلها، وأن يكون للآخر حق امتلاك مقومات بقائه مغايراً مختلفاً، وأن يكون أيضاً قادراً على الاحتفاظ بحقه في المحافظة على هذه المقومات وتوريثها للأجيال القادمة، وليس المقصود بالاعتراف بالآخر مجرد المعرفة بوجوده، ولكن أن يكون وجوده مصوناً مكرماً كما هو وبما فيه من اختلافات، وإنْ اختلفت الديانات، فالمنهج واحد والرسالة واحدة، وهي إصلاح الإنسان واستمرار بقائه على الطريق الصحيح القويم، فوجود الدين، خدمة للإنسانية والبشرية، ودافع لتعمير الأرض، وليس القتل والدمار والحرق والتشريد. فإذا تلاقينا في حوار الأديان، فهناك متشابهات كثيرة، نستطيع أن نلتقي فيها ونتفق عليها دونما شك، فالتلاقي هنا أكيد، لأنه لا اختلاف في جوهر كل الأديان والرسالات السماوية، وهذا ما أكده حوار الأزهر الشريف، وما أكده من نبذ العنف، وأن هناك طوائف من كل الأديان شذت على الطريق القويم، في المسيحية والإسلام، وأيضاً اليهودية، فهؤلاء القلة لا يمثلون جوهر الدين، سواء كان مسيحياً عندما قتل الناس باسم الصليب أو مسلمين باسم «داعش» أو يهودية باسم الصهيونية، فالدين بريء من كل الإرهاب والقتل والذبح، وإنْ خرج حوار الأديان في الأزهر الشريف فقط بأن الأديان بريئة مما نسب إليها من إرهاب، فهو حوار ناجح بهذه النتيجة رغم أنه افتراض جدلي، فالنتائج كثيرة ومهمة، وحصاد حوار الأديان سيكون مثمراً حتى وإنْ كان على المدى البعيد. ندعو لعقلاء الأمة والعالم أن يوفقهم الله في استئصال جذور الإرهاب من جميع المجتمعات والدول، وأن تخلو بلادنا وبلاد العالم أجمع من القتل تحت راية الدين، والدين منهم بريء. هاني خليفة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©