السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكمتيار.. محاذير العودة إلى أفغانستان

2 مايو 2017 23:06
كان أول ظهور لزعيم الحرب الهارب قلب الدين حكمتيار في أفغانستان السبت الماضي بعد قرابة عقدين من الاختباء. زعيمُ الحرب السابق دعا متمردي «طالبان» إلى «الالتحاق بقافلة السلام ووقف هذه الحرب المقدسة العديمة الجدوى»، كما حث كل الأحزاب السياسية على المصالحة والسعي إلى التغيير «دون إراقة دماء». عودة حكمتيار، 69 عاماً، الذي تحدث خلال حفل أقيم في الهواء الطلق في مجمع حكومي في إقليم لاغمان مثّلت نجاحاً تحتاجه بشدة حكومة الرئيس أشرف غني المطوقة بالمشاكل، وتأتي استجابةً لدعوة كان قد وجهها إليه غني من أجل العودة إلى البلاد على أمل أن يشجع ذلك «طالبان» على أن تحذو حذوه. وذكر بيان قصير صدر عن القصر الرئاسي أن غني «يرحب بعودة غلب الدين حكمتيار إلى أفغانستان نتيجة عملية السلام الأفغانية، كما يُظهر الاتفاق أن الأفغان قادرون على تسوية النزاع عبر الحوار». ولكن عودة حكمتيار إلى البلاد كانت محفوفة بالتوترات، كما أن قدومه المتوقع إلى كابول تأخر بسبب خلافات حول الإفراج عن سجناء من مليشيته السابقة المعادية للحكومة. وعلاوة على ذلك، فإن كلمته تميزت بكلمات قوية مناوئة للغرب وكانت منتقدةً للحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد «طالبان»، التي شبّهها بحرب فيتنام وبالمستنقع السوفييتي في أفغانستان. وقال حكمتيار لجمع في مدينة محترلام: «إذا كنت تعملون من أجل مساعدة أفغانستان، فإننا ممتنون لكم، أما إذا كنتم تقاتلون هنا من أجل مصالحكم السياسية والاقتصادية الخاصة، فإننا نطلب منكم أن تكفوا عن استعمال أفغانستان كساحة معركة لخصومكم ومواجهة بعضكم البعض بشكل مباشر بدلاً من ذلك»، مضيفاً «لا تجربوا ذخيرتكم على شعبنا المقهور». حكمتيار، الذي لطالما اعتُقد أنه مختبئ في المناطق الحدودية لباكستان، سُمح له بدخول أفغانستان بعد أن قامت الأمم المتحدة والإدارة الأميركية في عهد الرئيس باراك أوباما، نزولاً عند طلب غني، برفع حظر عليه بسبب تهمة الإرهاب. وقد أتى دخوله إلى أفغانستان بعد أشهر من المفاوضات حول الحقوق والامتيازات التي سيحصل عليها والدور الذي سيلعبه في الحياة المدنية. ويتنقل حكمتيار حالياً رفقة عدد من أنصاره المسلحين في وقت يشق فيه طريقه إلى العاصمة الأفغانية ويحيا من قبل أنصاره من الحزب الإسلامي. واليوم، ينضم حكمتيار إلى خليط المجاهدين السابقين وزعماء المليشيات المارقين الذين حاربوا بعضهم بعضاً ذات يوم في الماضي، ويعيد إحياء الآفاق السياسية لحزب إسلامي كان محظوراً، مع كثير من الأعداء ومئات أسرى الحرب الذين قد يُفرج عنهم قريباً – وكل ذلك من أجل ضرب مثل لطالبان وإقناعها بنبذ العنف والمشاركة في العملية السياسية. أحد الزعماء الذين عبّروا عن القلق بشأن تأثير حكمتيار كان محمد عطا نور، وهو حاكم شمالي قوي وزعيم مليشيا سابق. ففي خطاب له قرأه مساعد له في حفل أقيم بمناسبة ذكرى «يوم الانتصار» في مدينة مزار الشريف، قال نور إنه يرحب بعملية السلام ولكنه أوضح أنه يخشى أن يُسمح لرجال حكمتيار بالاحتفاظ بأسلحتهم، التي قال إنها يمكن أن «تزيد الوضع تعقيداً، مع ما قد ينطوي عليه ذلك من عواقب خطيرة وغير محمودة». ووفق بنود الاتفاق الذي وُقع الخريف الماضي، فإن ممثلي حكمتيار وافقوا على الاعتراف بالدستور، ووضع أسلحتهم، والعمل من أجل تحقيق السلام. ومن جانبها، وافقت الحكومة على الإفراج عن سجناء الحزب الإسلامي الذين لم يرتكبوا جرائم، وتسليم حكمتيار ثلاث إقامات، ومنح الآلاف من أنصاره المنفيين أراضي، والسماح لهم بالمشاركة في العملية السياسية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©