الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاوضات «بريكست»... خيارات صعبة

2 مايو 2017 23:07
اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي يوم السبت في بروكسل من دون حضور رئيسة وزراء بريطانيا «تيريزا ماي» وأقروا بالإجماع المبادئ التوجيهية للتفاوض بشأن إنهاء أكثر من أربعة عقود من عضوية بريطانيا في الكتلة الأوروبية. ويعد اجتماع القمة هذا هو الأول من نوعه حيث اتخذ 27 قائداً قراراً رسمياً في هيئة غابت عنها بريطانيا ورئيسة وزرائها «ماي». وقد أيد القادة، ومن بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، استراتيجية صعبة بشأن التفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فيما يعرف بـ«بريكست»، والتي من الممكن أن تجبر الحكومة في لندن على اتخاذ خيارات محرجة سياسياً، والفكرة هي إجبار بريطانيا على التوصل لاتفاق بشأن شروط طلاقها قبل البدء في محادثات بشأن العلاقات بعد ذلك. وعقب لقاء القمة، قالت ميركل في مؤتمر صحفي: «من الواضح أننا سندافع عن مصالحنا، وأن بريطانيا ستدافع أيضاً عن مصالحها». واستطردت: «إننا نحاول تشكيل اتحاد أوروبي قوي يتألف من 27 دولة، وهذه هي الروح التي نقترب بها من هذه المفاوضات». وأشارت ميركل إلى أن اعتماد المبادئ التوجيهية قد أعقبته «جولة من التصفيق». وتتمثل أكثر القضايا الشائكة في حمل بريطانيا على ضمان أن الـ3 ملايين مواطن من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى الذين يعيشون في بريطانيا والـ1.2 مليون بريطاني الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي يمكنهم الحفاظ على حقوق الإقامة والاستحقاقات الأخرى. ومن جانبه، قال «دونالد تاسك»، رئيس المجلس الأوروبي، وهو الهيئة التي تمثل قادة الكتلة، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن حماية حقوق المواطنين تعد «الأولوية رقم 1». وقال: «إن مناقشات اليوم أوضحت أنه عندما يتعلق الأمر بالتوصل إلى قرار بشأن حقوق المواطنين، فإن السرعة ليست فقط هي المطلوبة، بل الأهم من ذلك هو المستوى، حيث إن حياة الكثيرين تعتمد على ذلك». ومن ناحية أخرى، دعا القادة بريطانيا للوفاء بالتزاماتها المالية المعلقة حتى تتمكن الدول الأعضاء الأخرى من تجنب سداد تكاليف أعلى بعد انسحاب بريطانيا. وربما تصل قيمة هذه الفاتورة المستحقة إلى 60 مليار يورو (نحو 65 مليار دولار). بيد أن المواطنين والسياسيين البريطانيين يرفضون سداد مثل هذا المبلغ الكبير. وهناك قضية أخرى رئيسية هي دفع بريطانيا للحفاظ على التدفق الحر للتجارة والناس بين أيرلندا الشمالية، التي ستترك الكتلة مع بريطانيا، وجمهورية أيرلندا التي ستظل عضواً كاملاً في الاتحاد الأوروبي. وتحتاج بريطانيا أيضاً إلى الالتزام بشروط اتفاق الجمعة العظيمة لعام 1998، والذي يقضي بالإبقاء على الباب مفتوحاً أمام التوحيد المحتمل لأيرلندا. في شهر مارس، بدأت «ماي» رسمياً عملية مغادرة الاتحاد الأوروبي التي تستغرق عامين، وكان اجتماع عطلة نهاية الأسبوع في بروكسل هو النتيجة المنطقية لهذه الخطوة، والتي تم اتخاذها بعد أن صوت غالبية الناخبين البريطانيين لصالح خروج بريطانيا قبل عشرة أشهر. ورغم ذلك، فإن «ماي» تواجه القادة الأوروبيين الذين هم أكثر تفاؤلاً بشأن مستقبلهم المشترك أكثر مما كانوا عليه منذ سنوات، وما يشجع القادة الأوروبيين هي الأخبار الاقتصادية الإيجابية في الشهور الأخيرة وكذلك هزائم المعارضين الشرسين للكتلة في الانتخابات التي أجريت في النمسا وهولندا. ومن ناحية أخرى، يشعر الأوروبيون بالتفاؤل على نطاق واسع بأن «إيمانويل ماكرون»، المرشح الوسطي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، سيتغلب على «مارين لوبان»، زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في الجولة النهائية من الانتخابات المقرر إجراؤها في السابع من شهر مايو. وقالت ميركل في المؤتمر الصحفي: «أن يكون ماكرون، مرشحها المفضل، هو الرئيس الفرنسي القادم لم يكن أمراً مفاجئاً». *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©