السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمود الضبع: استحضار النموذج القديم للتراث ينتج ثقافة فاشلة!

محمود الضبع: استحضار النموذج القديم للتراث ينتج ثقافة فاشلة!
2 مايو 2017 23:10
نوف الموسى (أبوظبي) أثار الناقد د. محمود الضبع، رئيس الهيئة المصرية العامة لدار الكتاب والوثائق القومية السابق، منظومة «المنتج الثقافي» ومحاولات بيان ملامحه في اللحظة الراهنة من عمر الأمة العربية والإسلامية، وما الذي تبقى من التراث العربي ويمكن استثماره وفق نظرية الإنتاج المبنية على صلاحية التداول والاستخدام، مقدماً محيي الدين بن عربي نموذجاً، وذلك خلال جلسة «الثقافة العربية والإنتاج»، ضمن فعاليات مجلس الحوار في معرض «أبوظبي للكتاب»، مساء أول من أمس، حيث أدار الأمسية المعرفية مختار سعيد شحاتة الذي بدأ بسؤاله عن كيفية الاستفادة من فعل الإنتاج الثقافي على ضوء ما يحدث في المنطقة العربية، ليؤكد د. الضبع أنه علينا خوض سلسلة إنتاج ثقافي متجدد ووليد الآنية، دون الرجوع إلى كل ما تم تدوينه في التراث، ضارباً المثل بـ«الفقه»، فالأشخاص وطبيعة العلاقات في الماضي يختلفون في الوقت الراهن عن العهد القديم، وأن أكثر من ثلث الفقه لم يعد موجوداً، على مستوى الفرد والأداة المستخدمة. لذلك فإن استحضار النموذج القديم يعد أمراً فاشلاً من الأصل، ويجب التعامل مع التراث العربي على أنه نواة، والاشتغال على عمليات عديدة أهمها اختزال التراث، واختصاره، وأن نمتلك الجرأة الكافية، لنقطع جزءاً منه، ونبني قضايا للتداول والنقاش من مثل التاريخ المزيف والأدب وقضايا البلاغة. وحول أشكال صناعة المحتوى المعاصر في مجال الإنتاج، وحضور بن عربي نموذجاً، أوضح الدكتور الضبع أن ابن عربي يُرى في النقد الثقافي، فيلسوف أكثر منه متصوفاً، وما يتم التركيز عليه على مستوى «الإنتاج»، يقوم على مبدأ مناقشة عقيدته، ورؤيته الفلسفية ومدى إمكانية تطبيقها على أرض الواقع، فهو كما أشار د. محمود الضبع الوحيد في تاريخ التصوف من يعد فيلسوفاً تفكيكياً، وليس فيلسوفاً عادياً، وهو الوحيد من أطلق للعقل حريته، ممثلاً ذلك بنظرية «وحدة الوجود». مبيناً أن كل القيل الذي دار حول ابن عربي هو مسألة نظرته للكون على أنها فكرة تدور داخل العقل، وصولاً إلى ارتباط الأمر بموضوع «دورة الحياة الكبرى». ولفت الدكتور الضبع أن إسبانيا وتركيا من الدول التي استفادت من مشروع بن عربي في تفعيل سياحتها الثقافية، ففي إسبانيا يتم عقد نحو 200 مؤتمر وندوة سنوياً حول محيي الدين بن عربي، أما تركيا فتستثمر في مجال بيعها لمخطوطاته المستنسخة، منوهاً إلى أهمية أن نستوعب آلية صناعة أشكال الإبداع في إنجاز المنتج الثقافي، في المنطقة العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©