المعارضة الفرنسية تنتقد دعوة الأسد إلى باريس

كشف النقاب أمس عن خلافات في فرنسا بشأن دعوة الرئيس نيكولا ساركوزي نظيره السوري بشار الأسد للمشاركة في احتفالات العيد الوطني في 14 يوليو المقبل· وإذ نقلت صحيفة ''لوفيجارو'' الفرنسية عن مصادر في قصر الرئاسة قولها إنه سيتم استقبال الأسد بنفس المراسم التي سيستقبل بها جميع المشاركين في قمة الاتحاد الأوروبي التي تعقد قبل يوم من الاحتفالات· انتقدت المعارضة توجيه الدعوة إلى الأسد ووصفتها بأنها ''إشارة مثيرة للغضب''· وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ''إن الأمر لا يسره بشكل خاص''، وإن كان أضاف ''لكني أعتقد أننا إذ كنا نريد الاتحاد من أجل المتوسط وإذا كان الاسرائيليون والسوريون يتحدثون سويا الآن فلا يجب علينا أن نتظاهر بالذكاء''· وقال كوشنير ''إن حضور الرئيس السوري احتفالات العيد الوطني الفرنسي ليس مدعاة سرور لي، لكنني أعتقد أنه إذا كنا نصنع الاتحاد من أجل المتوسط وإذا كان الاسرائيليون يتحدثون الى السوريين حاليا، فعلينا الا نتذاكى''· واضاف ''من المهم التحدث الى اشخاص مختلفين··هذا لا يريحني، لكن علينا أن نفعل ذلك أو نبقى في حالة توتر وصعوبات ومواجهات على الارجح''، وتابع ''قلت انه اذا تم انتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان بعد اشهر من الفراغ ستقيم فرنسا علاقات طبيعية مع سوريا ونحن نفعل ذلك حاليا''· وأوضح ردا على سؤال عما ما اذا كان ممنوعا من زيارة دمشق، ''لا أعتقد أنه من المرغوب في كثيرا''· وأبدى مسؤولو ''الاكثرية'' النيابية في لبنان امس تحفظات على قرار ساركوزي دعوة الاسد الى باريس· وقال رئيس حزب اليسار الديموقراطي النائب الياس عطالله ''نعبر عن تحفظنا بشأن هذا الانفتاح على النظام السوري، لأننا اعتدنا مع هذا الاخير أن يأخذ أي ايجابية دون ان يحولها الى سياسات ملائمة وخاصة لمصلحة لبنان''· واضاف في اشارة الى المبادرة الفرنسية نحو دمشق بهدف حل الازمة السياسية في لبنان في آخر 2007 ''اثبتت التجارب الماضية، لا سيما الفرنسية فشلها''· وكانت فرنسا جمدت اتصالاتها مع سوريا في 30 ديسمبر مطالبة دمشق بإفساح المجال لانتخاب رئيس توافقي في لبنان، بعدما فشلت وساطتها لحل ازمة سياسية في لبنان استمرت 18 شهرا· وانتخب رئيس في لبنان في 25 مايو بعد توقيع اتفاق بين الاطراف اللبنانيين في الدوحة إثر مواجهات دامية في لبنان بين أنصار الأكثرية وأنصار المعارضة· وقال عطالله ''اذا كانت الامور تنطلق من تحسن التصرف السوري، فالماضي يثبت ان هذا الامر لم يكن ناجحا، والتجربة الفرنسية خير شاهد على ذلك··لا اتكلم عن صفقة، لكن الحسابات والرهانات الفرنسية قد تكون غير دقيقة، ونأمل أن تكون السياسة الفرنسية اكثر حذرا''· وشكك النائب السابق فارس سعيد المنسق العام لقوى 14 مارس بدوره بالأسس التي يقوم عليها الانفتاح الفرنسي· وقال ''ان سوريا تفك عزلتها العربية والدولية، وفرنسا تحاول ابتكار سياسة الاستيعاب''، معتبرا أنه ''لن يكون في إمكان فرنسا أن تحصل من سوريا على ما تريده خيرا للبنان، وسوريا لن تكون قادرة على فك عزلتها لأن الغرب لن يقبل الالتفاف على المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في ·2005 وتساءل النائب جورج عدوان (القوات اللبنانية) ''الا تتصرف فرنسا ساركوزي انطلاقا من رغبتها بلعب دور في المنطقة، بتسرع مرة اخرى؟''· وقال ''ان عودة سوريا الى الساحة الدولية قد يكون مفيدا جدا للبنان، شرط أن تلتزم دمشق بالأسس والمعايير التي يرتكز عليها المجتمع الدولي''· وشدد خصوصا على الاحترام المتبادل بين دولتين جارتين تتمتعان بالسيادة بما يتضمن عدم التدخل في شؤون الدولة الاخرى وفتح سفارات واقامة المحكمة الدولية وترسيم الحدود بين البلدين''·