الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«صالون الملتقى» يحتفي بتجربة الراحل بسام حجّار

«صالون الملتقى» يحتفي بتجربة الراحل بسام حجّار
2 مايو 2017 23:11
إبراهيم الملا (أبوظبي) في ندوة شهدت تداعيات مرهفة واستعادات حميمية وتفاصيل غائبة وأثيرة، نظم صالون الملتقى بمعرض أبوظبي للكتاب لقاء دافئاً وفائضاً بالمحبة تجاه شخصية أدبية لبنانية قدمت إسهامات فارقة في المشهد الثقافي العربي توزعت بين الشعر والترجمة ونثر الحياة اليومية بتفاصيلها وهوامشها الرقيقة والمهملة، وتمثلت هذه الشخصية في الشاعر بسّام حجار الذي رحل في العام 2008، حيث عاش حفيفاً، ومضى خفيفاً عن حياة مثقلة بالوجع والخسارات وبشيء من بهجة طارئة. تحدث في الندوة كل من الشاعر عباس بيضون، الذي كان قريباً ومتعايشاً مع تفاصيل بسّام حجّار وانشغالاته وهواجسه، كما تحدث الشاعر والناقد عبده وازن عن علاقة التراسل بين الشاعر والمترجم في تجربة حجّار، وقدم الشاعر سامر أبوهواش مداخلة بعنوان «بسّام حجّار شاعر الحميميات ومترجم نثرها اليومي». وقال عباس بيضون: «إن إقامة هذه الندوة هي فرصتي كي أحمل بسام حجار معي، وأنقل هذا الغريب دائماً إلى مغترب الآخر، ولتكون هذه الندوة واحدة من مغترباتنا»، وأضاف: «كان بيني وبينه عشر سنوات، كنت أزيده عمراً بعشر سنوات، كان شاباً أمامي، وبقي شابّاً، ورحل شابّاً، وهو الآن بكل شبابه بيننا، كان يتراءى لي ولا أدرى إن كان يتراءى لـ «بسام» أننا كنا نعمل في المكان ذاته، وأننا الاثنان نعمل على المشروع ذاته، ونكتب قصيدة واحدة، تنفلش عندي، وتنقبض عنده». ووصف بيضون صديقه الراحل بأنه كان يكتب نفسه، ويكتب حياته، ويكتب القليل القليل الذي تمسّك به من حياته، وهذا القليل القليل كان دائماً يخسر منه، كان يخسر أصدقاء، ويخسر أقرباء، ويضيفهم جميعاً إلى هذه الغربة الكاملة التي عاشها في بيته، وفي حيّه، وبين أصدقائه. أما الشاعر سامر أبو هوّاش فذكر أن بسام حجار رغم نتاجه الكبير المتمثل في ترجمة الروايات والنثر المفتوح، فإنه انصرف متعمداً عن ترجمة الشعر، لأنه كان يرى أن الترجمة تستهدف في المقام الأول قارئ اللغة الواحدة، لا اللغتين، فقارئ اللغتين (لغة الأصل واللغة المنقول إليها النصّ ) لا يحتاج إلى الترجمة، معتبراً أن ما يسعى إليه هذا القارئ هو «شعر الترجمة، لا ترجمة الشعر»، وقال: إن كلام بسّام هذا والذي ذكره في كتابه الصادر عام 1997 بعنوان «مديح الخيانة»، يحيل إلى إشكالية تاريخية حول ترجمة الشعر، وأضاف أبو هوّاش: «ولكنه لا يبدو مشغولاً بالسجالات حول إمكانية أو جدوى أو مشروعية ترجمة الشعر من عدمها، بقدر ما يجيب لنفسه قبل أي أحد آخر، عن علاقته الخاصة جداً بالشعر وبالترجمة معاً»، مؤكداً أن الشعر بالنسبة إليه كان شكلاً من التعبير، وكانت الترجمة أيضاً، انطلاقاً من نظرته الخاصة إليها، وهي شكل من التعبير أيضاً، لا مجرّد انعكاس لتعبير آخر في لغة أخرى. بدوره أشار عبده وازن إلى أن بسام حجّار كشاعر لا ينفصل عنه كمترجم، فهما كانا بمثابة الشخص وظلّه، الأول يكمل الآخر، والآخر يمنح الأول حافزاً على الكتابة، انطلاقاً من نص هو قيد الانتقال من لغة إلى أخرى، مضيفاً أن الترجمة لدى بسّام حجّار لم تكن ضرباً من الهواية أو تنويعاً فحسب على الإبداع، شعراً ونثراً، بقدر كانت مضيّاً في فعل الكتابة، وإغراقاً في أسرارها، وإن عبر نص قرين كان ينجح حجّار دوماً في جعله ذريعة للكتابة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©