العراقيون يناشدون المجتمع الدولي إنقاذ أطفالهم

يتعرض الأطفال في العراق إلى انتهاكات خطيرة دفعت العراقيين إلى مناشدة الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية للعمل من أجل وضع ملف الطفولة في أولوية اهتماماتها للنهوض بواقع الطفولة في العراق وتجاوز المعاناة الخطيرة التي تعرض لها الأطفال العراقيون جراء تصاعد أعمال العنف بعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق· وذكرت المنظمات المعنية بالطفولة في العراق أن أبرز تلك الانتهاكات استعانة الجماعات المسلحة بالأطفال والفتيان لتنفيذ عمليات مسلحة حيث تمكنت السلطات العراقية الشهر الماضي من اعتقال 6 فتيان تصل أعمارهم إلى 15 عاماً تم تدريبهم في مدينة الموصل لتنفيذ عمليات انتحارية لاستهداف القوات العراقية ومجالس الصحوات والقوات الأميركية· وتقدر منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة عدد الأطفال الأيتام في العراق بنحو أربعة ملايين طفل وأنهم في تزايد مستمر جراء الأعمال المسلحة والوضع الأمني غير المستقر· وأدت الأوضاع الأمنية وتردي الأوضاع المادية إلى هجرة آلاف الأطفال لمقاعد الدراسة في المراحل الأولية والعمل في مهن لا تتلاءم ومستويات أعمارهم مثل مهن الحدادة وتصليح السيارات وتجارة الخردة ونقل النفايات· وناشد جمال العتابي المدير العام لدائرة ثقافة الأطفال المنظمات الدولية للعمل على إنقاذ وضع الأطفال العراقيين، وقال: ''إننا بحاجة ماسة إلى جهد وخبرات الأمم المتحدة ومنظماتها وخاصة منظمة اليونسيف لإنقاذ أطفال العراق ومد يد العون والمساعدة والعودة بتقديم خبراتها من أجل النهوض بواقع الطفولة التي تعرضت لهزات عنيفة جراء الوضع الأمني غير المستقر الذي تلا عملية تغيير النظام في العراق عام ·''2003 وأضاف ''نأمل من المنظمات الإنسانية جميعاً المعنية بأوضاع الطفولة في العالم العمل من أجل مساعدة أطفال العراق للخروج مما يعانون منه والمشاركة في فعاليات من شأنها نقل واقع الطفولة إلى واقع جديد يعوضهم عما فاتهم طوال السنوات الماضية''· وذكر العتابي ''أن دار ثقافة الأطفال هي مؤسسة حكومية تعمل حالياً وفق الإمكانيات المتاحة لتنفيذ برامج للارتقاء بواقع الطفولة وتنمية قدرات الأطفال بالاستعانة بخبرات اختصاصيين عراقيين مهتمين بشؤون الطفولة لنشر ثقافة جديدة تنسجم والواقع الجديد، لكنها تفتقد إلى مراكز لها في المحافظات''·