الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحكومة التونسية الخامسة تنال ثقة المجلس التأسيسي

الحكومة التونسية الخامسة تنال ثقة المجلس التأسيسي
14 مارس 2013 00:41
تونس (وكالات) - حصلت الحكومة الجديدة برئاسة علي العريض القيادي في حركة النهضة الحاكمة في تونس أمس على ثقة المجلس التأسيسي التونسي “البرلمان”. وصادق 139 من إجمالي 217 من نواب البرلمان على منح الثقة لحكومة علي العريض مقابل 45 صوتوا بلا و13 احتفظوا بأصواتهم خلال جلسة عامة حضرها 197 نائباً فقط. وهذه ثاني حكومة في تونس بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011 التي فازت فيها حركة النهضة، والخامسة منذ الإطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وكان حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة اعلن في 19 فبراير 2013 استقالته من رئاسة الحكومة احتجاجاً على رفض حزبه تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية رأى فيها الحل الأنسب لإخراج البلاد من أزمة سياسية تعمقت بعد اغتيال المعارض اليساري المناهض لحكم الإسلاميين شكري بلعيد في السادس من الشهر الماضي. وتضم حكومة علي العريض ممثلين عن 3 أحزاب هي النهضة، و”المؤتمر” و”التكتل” شريكاها العلمانيان في الائتلاف الحكومي الثلاثي الذي تشكل بعد انتخابات 2011، إضافة إلى مستقلين. وتم إسناد الحقائب الوزارية السيادية “الدفاع والداخلية والعدل والخارجية” في الحكومة الجديدة إلى مستقلين. وقال علي العريض أمس الأول، لدى تقديمه برنامج الحكومة، إنها “ستستمر تسعة أشهر أي إلى نهاية العام على أقصى تقدير، على أن تضع على رأس أولوياتها إيضاح الرؤية السياسية في البلاد وإجراء الانتخابات في أسرع وقت إلى جانب بسط الأمن ومواصلة النهوض بالاقتصاد والتشغيل ومقاومة ارتفاع الأسعار والإصلاح والمحاسبة”. وتعهد العريض بخلق 90 ألف وظيفة لامتصاص حدة البطالة التي يتجاوز معدلها 17 بالمئة على المستوى الوطني، لكنها أكثر حدة في المناطق الداخلية الفقيرة. من جانب آخر توفي فجر أمس بمستشفى الإصابات والحروق البالغة في ولاية بن عروس “جنوب العاصمة” شاب تونسي عاطل عن العمل أحرق نفسه أمس الأول في قلب العاصمة تونس. وقال عماد الطويبي المدير العام للمستشفى: “توفي الشاب متأثراً بحروقه البالغة”. ويدعى الشاب المتوفى عادل الخذري “27 عاماً”، وهو من منطقة سوق الجمعة من ولاية جندوبة “شمال غرب”. وصباح أمس الأول أضرم الخذري في نفسه النار أمام مقر المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس في حادثة هي الأولى من نوعها بهذا الشارع الذي يعتبر رمزا للثورة التونسية التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وقال شهود عيان، إن الشاب قال عندما أضرم في نفسه النار “هذا هو الشباب الذي يبيع السجائر، هذا ما تفعله البطالة (..) الله أكبر”. وأثارت كتلة اللهب الكبيرة التي انبعثت من الشاب المحترق هلع المارة وسائقي السيارات الذين سارع بعضهم ووسط الصراخ إلى إطفاء النيران باستعمال ملابسهم. وأصيب الخذري بحروق بالغة على مستوى الظهر وخلف الرأس، حسبما أعلن جهاز الحماية المدنية “الدفاع المدني” أمس الأول. وقال منجي القاضي الناطق الرسمي باسم جهاز الحماية المدنية “الدفاع المدني”، إن الشاب الذي نقل إلى مستشفى الحروق البليغة بولاية بن عروس “نوب العاصمة”: “أصيب بحروق من الدرجة الثالثة على مستوى الظهر وخلف الرأس”. وأعلنت إذاعة “كلمة” التونسية الخاصة أمس الأول نقلاً عن خال الشاب أن الأخير يعاني مرضاً في المعدة وأنه طلب منذ أكثر من عام من السلطات منحه بطاقة علاج مجاني “تسند للفقراء” لتلقي العلاج في مستشفى حكومي، إلا أنه كان ينتظر الرد. وأضاف الخال أن الشاب يعمل بائعاً للسجائر في العاصمة تونس وقرر التوجه أمس الأول إلى وزارة الداخلية بهدف إيجاد حل لمشكلته. وقال منجي القاضي الناطق الرسمي باسم جهاز الحماية المدنية “الدفاع المدني” أمس الأول، إن الخذري يعاني الإحباط بعد وفاة والده منذ أربع سنوات والظروف المادية “الصعبة” التي تعيشها والدته وإخوته الثلاثة. ونقلت وكالة الأنباء التونسية أمس عن شهود أن الشاب يعمل بائعاً للسجائر في سوق المنصف الباي “وسط العاصمة”، وإنه “تمت مضايقته في الفترة الأخيرة من قبل أعوان الشرطة الذين يقومون بحملة ضد الباعة المتجولين وباعة السجائر”. وينتشر في العاصمة تونس مئات من الباعة المتجولين الذين ينشطون في بيع سلع مستوردة من الصين أو الخضر والغلال أو السجائر، ويطالب نحو 500 بائع متجول السلطات بتخصيص سوق منظم لهم وسط العاصمة تونس. وفي 2012، تظاهرت أعداد من هؤلاء أمام مقر الحكومة للمطالبة بتلبية مطالبهم. وقطع مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي “البرلمان” أمس ولمدة قصيرة جلسة عامة يعقدها المجلس، وتلا مع النواب الفاتحة ترحماً على عادل الحذري. يذكر أن شرارة الثورة التونسية انطلقت عندما اضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي “26 عاماً” النار في نفسه يوم 17 ديسمبر 2011 بمركز ولاية سيدي بوزيد “وسط غرب” احتجاجاً على مصادرة الشرطة البلدية عربة الفاكهة والخضار التي كان يعيش منها. من ناحية أخرى، تظاهرعشرات من الباعة الجوالين أمس في تونس بعد ساعات على وفاة زميلهم عادل الخذري. وتجمع الباعة في المكان نفسه الذي أحرق فيه الخذري نفسه مرددين هتافات بينها “يا حكومة عار..عار..النصاب (البائع المتجول) احترق بالنار”. وطالب هؤلاء بإقالة والي تونس الذي اتهموه بتعطيل مشروع لبناء سوق منظم لحوالي 500 بائع متجول في شارع قرطاج بالعاصمة، مرددين “يا والي يا جبان..النصاب (البائع المتجول) لا يهان” و”التشغيل استحقاق..يا عصابة السراق (الصوص)”. وقال معز العلوي نائب رئيس “نقابة التجار المستقلين” أي الباعة الجوالين “نطالب بفتح تحقيق في وفاة زميلنا عادل الخذري والشروع الفوري في بناء القسط الثاني من مشروع السوق المنظم للباعة الجائلين وبالاستقالة الفورية لوالي تونس لأنه عطل استكمال المشروع الذي ينتظره 500 بائع متجول”. وقال إن “الدولة وفرت الاعتمادات المالية الضرورية لبناء السوق لكن والي تونس يعطل المشروع”. وتابع “نحن قدمنا زميلنا محمد البوعزيزي قربانا أول للثورة ، والآن نقدم زميلنا عادي الخذري قربانا ثانيا، واليوم نريد حقنا”. واشتكى المتظاهرون من مطاردات الشرطة لهم وعبثها بسلع يتاجرون فيها (بضائع مستوردة من الصين وسجائر..). وقالت البائعة المتجولة حنان الزوابي إن “الشرطة تطاردنا يوميا، تصادر سلعنا وتقتادنا إلى مراكز الأمن حيث تفرض علينا غرامات مالية”. واتهمت الشرطة بالفساد وبـ”بيع ما تصادره من سلعنا ووضع أموالها في جيوبهم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©