الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مجتمعاتنا مولعة بإنتاج المقدس.. والخطاب الديني لا يتجدَّد بضغطة زر

مجتمعاتنا مولعة بإنتاج المقدس.. والخطاب الديني لا يتجدَّد بضغطة زر
2 مايو 2017 23:26
محمد عبدالسميع (أبوظبي) ضمن أنشطة البرنامج الثقافي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 27 أقيمت بمجلس الحوار، أمس الأول، ندوة بعنوان «تجديد الخطاب الديني بين الإعلام والتعليم»، شارك فيها: المفكر د. عبدالجبار رفاعي (العراق)، القاضي والمفكر عبدالجواد يسن (مصر)، أستاذ الأدب المقارن د. هبة شريف (مصر). وأدارها الشاعر والناقد د. صديق جوهر. أشار رفاعي إلى أن تجديد التفكير الديني ليس خياراً، إنما هو قدر المسلمين اليوم، إنه ضرورةٌ حضارية، ومسؤولية وطنية، وفريضة دينية، تفرضها الكثيرُ من الأسئلة والتحديات الكبرى التي تغرق بها حياةُ المسلم اليوم. وأضاف: دائماً نعمل على تبرئة المعتقدات والأديان في حين ندين التاريخ، رغم أن كلَّ المعتقدات والأديان لا تحضر في حياة الإنسان إلا عبر التاريخ. نص القرآن أبدي لا يتغير، لكن ما يتغير هو الزاوية التي ننظر من خلالها إليه. التجديد هو التحول في زاوية النظر التي نرى من خلالها النص. وكأن النصَّ مرآةٌ يرى كلُّ عصر صورته فيها. وأكد أن عملية التجديد تبنى على التمييز بين الديني والدنيوي، وتنشد عزل المسارات، وتفكيك الاشتباكات، ووضع علامات ترشدنا للحدود، والخلاص من الخلط بين المقدس والدنيوي، والديني واللاديني. وأشار إلى أن: غياب الحدود أنتج الكثير من معاركنا السياسية، وصراعاتنا الفكرية. وأن المشكلة تكمن في أن مجتمعاتنا مولعة بإنتاج المقدس، أشد من ولعها بإنتاج العلم والمعرفة والأدب والفن. إنتاج مجتمعاتنا للمقدس أكثر من إنتاجها للغذاء، لأن ما تأكله ينتجه غيرها. واختتم قائلاً: ليس التجديد حيلة للتهرب من الدين، أو محاولة للخروج عن حدوده. المجدد الحقيقي يعتقد بأبدية الدين، وأبدية حاجة البشرية إليه. إنه يتبصر الدين في أفقه الروحي الأخلاقي الرمزي الجمالي، وينشد قراءة القرآن في ضوء هذا السياق، فالإسلام دين روحي أخلاقي، والقرآن وثيقة روحية أخلاقية ثرية. لكن الكثير من المسلمين في العصر الحديث لم يكتشفوا رسالة القرآن، وضاعوا في متاهات الجماعات الدينية التي اختصرت رسالةَ القرآن فيما هو سياسي. من جهته قال عبد الجواد يسن: إن مصطلح تجديد الخطاب الديني «مصطلح حديث الاستعمال يستخدم كتعبير مخفف بديل المصطلح الذي جرى استخدامه في بداية القرن العشرين وأعني الإصلاح الديني. وكلا المصطلحين ينتميان إلى معنى واحد، تجديد أو إصلاح، كلاهما يسير إلى التغيير؛ تغيير النظام الديني». وأشار إلى أن هناك حالة من التوتر بين النظام الديني والنظام الاجتماعي. فالنظام الديني لم يعد يشبه النظام الاجتماعي والنظام الاجتماعي لم يعد يتحمل النظام الديني. وما يجب تغييره هو النظرة إلى النظام الديني ليتوافق مع مستجدات وتطورات النظام الاجتماعي. واختتم: عملية التجديد أو الإصلاح ليست عملية فكرية محضة، أي لا تتم بالإرادة المنفردة للمفكر. وأشارت د. هبة شريف إلى أن التعايش حول تجديد الخطاب ليس وليد اللحظة. فبعد اغتيال السادات شاهدنا العديد من الإصدارات التي تناولت موضوع المراجعات الفكرية للجماعات المتشددة وتمت مناقشتها في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء. وتابعت: لماذا عدنا مرة أخرى لموضوع تجديد الخطاب الديني؟ وأضافت: الدولة المصرية تبنت موضوع تجديد الخطاب الديني لمواجهة الأفكار المتطرفة عن طريق البرامج والأفلام. وفي التعليم وضع علماء التربية المناهج للتجديد، ورغم ذلك لم يجدد الخطاب، لماذا؟ لماذا لم ننجح في تحقيق الهدف من الخطاب الديني؟. الخطاب الديني لا يتجدد بضغطة زر، عندما تكون فرص التعليم متوافرة والعمل والصحة والحياة الكريمة متوافرة لكل مواطن سيتحقق التجديد، لابد من توافر شروط مجتمعية لتحقيق الهدف من الخطاب الديني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©