الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مريام شغي?: رؤيتنا الداخلية.. تجعلنا أكثر قبولاً لمعضلة وجودنا

مريام شغي?: رؤيتنا الداخلية.. تجعلنا أكثر قبولاً لمعضلة وجودنا
6 ابريل 2018 21:45
نوف الموسى (دبي) هل مسألة «قبولنا» لطبيعة حياتنا، يمثل أمراً صعب جداً، أمام ما يواجهنا من معضلات فكرية أو حسية أو حتى جسدية؟! سؤال أثاره معرض «الرؤية الداخلية»، للفنانة الفرنسية مريام شغي?، الذي انطلق مساء الأربعاء الماضي، بالرابطة الثقافية الفرنسية في دبي، باحثاً عن قصص حقيقية، لأشخاص عاشوا تحولات روحية وذاتية، أدت بهم إلى إدراك الضوء الداخلي، النابع من حضورهم الاستثنائي في هذه الحياة، التي لا تزال بالنسبة للكثير من المفكرين فضاء يمتاز بالتوسع الذي يوازيه السؤال، تراه الفنانة مريام شغي?، استمرارية متفردة في إعادة اكتشافنا لأنفسنا، وعلاقاتنا مع ذواتنا الداخلية، التي تمتلك قوة عبور مذهلة، لا نستطيع وصفها بالقبول للوجود فقط، ولكنْ تجاوز إلى حدود التكيف نحو ما نواجهه من معضلات تحتفي بالحياة من حولنا. في اللوحات، عاشت مريام شغي? تتبعاً مذهلاً لمتغيرات أفراد واجهوا تحديات حياتية لأكثر من 10 سنوات، تمثل البعض منها في خلل قد يصيب الحس الفيزيائي الجسدي والنفسي، والجمالية تكمن في الحوار المتجلي على اللوحة بين الفنانة والأشخاص، خاصة أن «الكامبس»، يعكس اللحظة الفارقة بين الخلق الكلي للأشياء، والتماهي التفصيلي لما بعد أثر الخلق على المتلقي، راسماً هو الآخر، إيقاعات متتالية حول مصير تلك الشخصيات، من خلال أن يقف بنفسه على أماكنهم، ويشرف على تقمص الأدوار. كل ما هو ممتلئ بالحس، كالموسيقى الروحية، يلهم مريام شغي?، للبحث مجدداً، عن تطوير أبعاد التشكل التجريدي في لوحاتها، بعد أن اعتبرت الفن هو طريقتها في التعبير عن السلام الداخلي، لكل يوم في حياتها، تقول إن ما استوقفها في «الرؤية الداخلية»، تلك القوة المهيبة لـ «التحمل» التي يمتلكها الأشخاص، للاجتياز والمرور من مرحلة انهزام طاغٍ، إلى قدرة فكاهية على صناعة نكته، برغم كل شيء مروا به. ترسم مريام شغي? تحت اسم «أتيلير م.»، تعشق الأحجام الكبيرة للوحات، إلا أن في معرضها الحالي فضلت الحجم المتوسط، رغبة منها في بيان المساحات المضيئة لكل شخصية في الأعمال، مؤكدة أن اختيار الأشخاص، قائم على حدسها الخاص، بمجرد أن ترى أحدهم، ينتابها شعور بأنها يجب أن ترسم رؤيته الداخلية للكون. وأضافت مريام شغي? أن تأمل حياة الأشخاص، بعد مرحلة القبول، مثير، فهناك من يذهب للمغامرة، ومنهم من يختار وظيفة تناسبه ويستمع فيها، وآخرون لا يزالون في محاولة التجاوز، مفضلين أن لا يتحدثوا عن ما يمروا به، إلا بعد أن يكونوا قد وصلوا إلى التوازن الذي يرتأون إليه. «محبة»، هو فعل الفنان على اللوحة، مهما أعطيتها لا ينتهي ولا ينقص منك شيء.. هنا تعبر الفنانة مريام شغي?، عن مكامن فعلها على اللوحة، مبينة أنها نادراً ما تسرد قصص الناس في لوحاتها، مفضلة أن يعيش المتلقي حكايته النوعية مع اللوحة، أن يتخيل الأشخاص، ويعيش الحالات، وينفتح لأفق أوسع من اللوحة نفسها، فمثلاً إضافة الألوان على سرمدية الأبيض والأسود، في عالم التجريد، يحمل تصورات متعددة، كفعل الطاقة والديناميكية في الشخصيات، لا تفصح عنها مريام شغي?، بل تتبعها في اللغة المرئية بين اللوحة والمشاهد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©