الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ساجدة الموسوي: رسائل الشعراء لا تنتهي مع الأزمنة

ساجدة الموسوي: رسائل الشعراء لا تنتهي مع الأزمنة
6 ابريل 2018 21:45
غالية خوجة (دبي) «بدأتُ الكلمة من البيئة الثقافية التي نشأت فيها، وإضافة إلى المكتبة العامرة، كنت أقلد أخوتي في القراءة، إلى أن دخلت المدرسة، وصار لدي شغف المطالعة، ثم كتبت موضوعاً عن الربيع وعمري (12) سنة، فشجعتني مدرّسة اللغة العربية، وكان يوماً مشهوداً في حياتي، لأنه استدرجني إلى الشعر». بهذه الكلمات انطلق الحوار مع الشاعرة ساجدة الموسوي، المولودة في بغداد، المتخرجة من قسم الآداب بجامعة بغداد عام (1975)، عضو اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، والتي ترأست تحرير مجلة المرأة العراقية بين عامي (1978)و(1989)، وحالياً، المستشار الثقافي لرواق عوشة بنت حسين الثقافي، كما ترجمت بعض قصائدها للغات أخرى، وأصدرت (15) مجموعة شعرية، منها (طفلة النخل، عند نبع القمر، ديوان البابليات، قمرٌ فوق جسر المعلق، رسائل إلى سكان الأرض، تباريح سومرية، ويبقى العراق). واسترسلت الموسوي: كان أبي يشجعنا على الدراسة والإبداع والوطنية، ولن أنسى كيف دمعت عيناه، لأول مرة، عندما توفي جمال عبد الناصر، ثم (بكيت العراق) بمجموعة شعرية، ومازلت أبكي الحياة لأنها تشعرنا بعدم التناغم بجوانب متعددة منها العدالة والمساواة، تؤلمني أحلام بعض الناس، هؤلاء الذين لا يستطيعون تحقيق أصغر أحلامهم في الحياة، أشعر بشقاء أمي، وهي تربي أولادها، وتتذكر أباها باكية، هذا الفيضان الكبير من الحب والعاطفة، تغدقه علينا رغم أنها بحاجة إلى الحب. ألذلك تنعكس الدرامية حتى الفاجعة في كتاباتك؟ أجابت: عندما أجسّد الألم، أشعر بأنني أوثق المعاناة والواقع، الشعر مرآة الواقع، لكنه ليس المرآة المباشرة والتقريرية، بل دلالة شفافة تفصح عن المعنى بأرقى صوره وأشكاله، وهذا لا يعني أنني غير متفائلة، لأنني أدرك مسيرة التاريخ، فما قرأته يؤكد أن الكوارث والمصائب تأتي لحين وترحل، لكنها تترك الشعر وثيقة بشكل آخر، لأن الشعر قادر على النفاذ إلى النفس البشرية، والتأثير فيها، ومخاطبة الوجدان والضمير. وأكدت: سورية كانت الرئة الثانية للعراقيين، وحين دارت بي الأيام، جئت إلى الإمارات العربية المتحدة، عشت في البداية غربة ليست قصيرة، جعلتني أكتب (قل للغريبة يا خليج)، ثم وجدت أنني في الإمارات بين أهلي. هل هي غربة مستمدة من السياب؟ ردت: حياتنا ويومياتها من حرب إلى حرب، وبين الكتب والأولاد، ومن دبي، أرى على البعد أهلي وبلادي. وعن العلاقة بين الشعر والعالم والنقد والمتلقي، أجابت: من الصعب أن نرسم الخارطة الشعرية العربية والعالمية، لأننا نفتقد إلى الدراسات الأكاديمية، ونفتقد إلى النقد في عالمنا العربي، لكن الشعر مازال موجوداً، وتابعت: إن ارتباط وصول الشاعر للمتلقي يكمن في قدرة وعيه على استبصار ما يحدث، وأية إغماضة عن الوعي تجعل الشاعر يسير في طريق لا تؤدي إلى المتلقي. وأكدت أن الصدق من أهم جماليات الشعر، وأضافت: أشعر أن رسائل الشعراء لا تنتهي مع الأزمنة لأنها تظل مشعة بالوجه الأجمل، وتابعت: الفردوس المفقود عالم جون ميلتون، وملحمة جلجامش التي أرى فيها العراق عشبة الخلود، إنه النزوع الإنساني نحو الحياة الأسمى، وهو ما يعبر عنه الشعراء، وهو نزوع بشري إلى الحياة الخالدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©