الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المشروعات الحكومية أمل المغاربة في الحصول على سكن

4 مايو 2010 22:16
يحلم أحمد، بالرغم من دخله غير المنتظم والديون التي تراكمت عليه بسبب مصاريف أولاده الثلاثة، باقتناء شقة تأويه وأسرته الصغيرة، آملاً أن يجد ضالته في خطة الحكومة المغربية لدعم الإسكان الاجتماعي. لكن أحمد الذي يعمل موظفاً بالقطاع الخاص يقول “السكن الاجتماعي والاقتصادي ومخططات الحكومة مجرد شعارات والواقع شيء آخر”. ويضيف “عندما يريد أصحاب الأجور البسيطة اقتناء شقة يصطدمون بغول أسعار العقار يلتهمهم وممارسات لا ترحم المغربي البسيط من بينها المضاربة ولونوار”. ويقصد “بلونوار” أو اللون الأسود بالفرنسية عندما يعطي مقتني العقار للبائع جزءاً من المبلغ المالي المتفق عليه من سعر البيع في الظل دون التصريح به في الأوراق الرسمية للتهرب من الضرائب. ويقول أحمد إن الدولة تعلن عن أسعار معينة للإسكان الاجتماعي أو الاقتصادي ليفاجأ الشخص بسعر آخر بعد أن تجري المضاربة فيها. وشهدت أسعار العقارات في المغرب في السنوات الأخيرة ارتفاعاً ضخماً بسبب المضاربات العقارية وارتفاع الطلب ونقص المعروض. وتفيد إحصاءات رسمية أن أسعار العقارات انخفضت بنسبة 2,2% في عام 2009 بعدما ارتفعت 4,8% في 2007 واستقرت دون تغير في 2008. وبحسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط شهد القطاع العقاري تباطؤا ملحوظاً في نهاية 2009 إذ سجلت القيمة المضافة للقطاع انخفاضا بنسبة 0,1 % مقارنة مع الفترة نفسها من 2008 ومقابل زيادة بنسبة 1% في الربع الثاني من 2009. كما تباطأ نمو القروض العقارية إلى 14,5% في نهاية الربع الثالث من 2009 وانخفضت مبيعات الأسمنت 0,8% وتراجع ناتج الصناعات المرتبطة بالبناء 5,5%. ووضع المغرب سياسة في مجال الإسكان لخفض العجز وتوفير المنازل للشرائح المتوسطة والمحدودة الدخل وكذلك الفقيرة أو المعدمة من خلال برنامج “مدن بدون صفيح” في إشارة إلى المساكن العشوائية الفقيرة التي تنتشر على أطراف المدن. ويقول المسؤولون المغاربة إن القطاع العقاري لم يتأثر بالأزمة العالمية بسبب عدم ارتباط الاقتصاد المغربي بالنظام المالي العالمي عدا شريحة الإسكان الراقي الذي شهد تراجعاً لتوقف الاستثمارات الأجنبية في هذا النوع في عدد من المدن السياحية مثل مراكش وفاس وطنجة. ويرجع عدد من المسؤولين استمرار ارتفاع أسعار العقارات إلى العجز الذي يعرفه القطاع حيث أن الطلب لايزال مرتفعا جدا مقارنة مع العرض. ويقول نبيل الكردودي رئيس شركة العمران العقارية فرع الرباط “يعرف المغرب نقصاً كبيراً في السكن يقدر بسبعمئة ألف وحدة في الوقت الذي هناك كل سنة 120 ألف طلب جديد لاقتناء السكن”. وأضاف “العجز موجود وهو متراكم منذ 35 أو 40 عاماً لكن السياسة من 2003 إلى اليوم هي سياسة تكثيف الإنتاج لكي نتغلب على ارتفاع الأسعار”.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©