عشرات المستوطنين يهاجمون حي الجراح في القدس

أصيب ظهر أمس عدد كبير من الأطفال والنساء في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، بعد أن هاجم العشرات من المستوطنين المتطرفين منازل أهالي الحي، ومخيما صيفيا للأطفال، بالحجارة والزجاجات الفارغة، واعتدوا بالضرب على النساء والأطفال، كما القوا النفايات والقاذورات على المنازل . وقد دارت مواجهات بين سكان الحي والمتضامنين الأجانب ومجموعات التطرف اليهودية، واستخدمت شرطة الاحتلال الاسرائيلي الغاز المسيل للدموع لتفريق جموع الاهالي، وتوفير الحماية للمستوطنين. وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» قد عن قلقها إزاء احتمال طرد مزيد من العائلات الفلسطينية من القدس المحتلة ، وذلك بعد طرد بعض الأسر الفلسطينية الأسبوع الماضي. وبينما رحّبت «الأونروا» بتصريحات المجتمع الدولي المنددة بعملية الطرد، قالت إنها ما زالت قلقة بشأن بقية العائلات الفلسطينية اللاجئة في المنطقة وستستمر في مراقبة الوضع وفي غضون ذلك،رفع ما يسمى «الحي اليهودي في الخليل» قضية تعويضات فريدة في نوعها، طالب فيها الحكومة الاسرائيلية بتعويض اليهود عن الاضرار التي لحقت بمنازلهم التي قال انها هدمت خلال أحداث ثورة عام 1929 المعروفة فلسطينيا باسم «ثورة البُراق» خاصة في منطقة سوق الجملة وسط مدينة الخليل. واضافت صحيفة «هآرتس» التي أوردت النبأ، ان قضية التعويضات جزء من «نضال» المستوطنين وسط الخليل لاعادة الاراضي التي يدعون ملكية اليهود لها قبل احداث البُراق. ويذكر ان قوات الاحتلال قد أخلت سوق الجملة عام 1994 في أعقاب مجزرة الحرم الابراهيمي لتُدخل اليه عام 2001 عددا من عائلات المستوطنين، فيما سمي ردا على مقتل طفلة يهودية وفي عام 2006 واتفق المستوطنون مع قائد قوات الاحتلال في منطقة الخليل على إخلاء السوق على ان يتبقى قضية ملكيته كما هي تمهيدا لاتخاذ الإجراءات «القانونية» الخاصة بإقامة حي يهودي فيه. وواجه هذا الاتفاق بين قوات الاحتلال والمستوطنين، انتقادات شديدة في الوسط القضائي الاسرائيلي، ما ادى الى تراجع حكومة اسرائيل عنه من جانب واحد، وقام جنود الاحتلال بهدم بعض المنازل فيه خلال اخلاء عدد من اليهود الذين استوطنوا السوق عام 2008 وذلك بهدف جعل المنازل غير صالحة للسكن. وجاء في صحيفة الدعوى التي رفعها المستوطنون «نفذ المستوطنون الجزء الخاص بهم في الاتفاق بشكل كامل، حيث اخل افراد العائلات التي استوطنت المنطقة السوق حتى الموعد المتفق عليه، ولم يبقوا في المكان غير بعض الاثاث المرتبط بالمنازل والذي لا يرقى عمليا الى مستوى الاثاث، وبقيت في المكان بعض الممتلكات مثل الشبابيك والأبواب والجدران وبعض الخزائن وغرف الحمامات والخدمات والمطابخ وغيرها وذلك على امل العودة للمكان». وقدر المحامي دورون بن تسيفي خسائر المستوطنين نتيجة تلف ممتلكاتهم بما يعادل 214 ألف شيقل، مطالبا باسم المستوطنين، باتخاذ الحكومة عملية لاعادة أملاك اليهود «المسلوبة» بعد 80 عاما على مذبحة الخليل كما يسمونها