مقتل نور الدين توب مدبر اعتداءي جاكرتا

قتل نور الدين محمد توب المطلوب الأول في أندونيسيا المتهم بتدبير الاعتداءين الداميين في جاكرتا في يوليو، في هجوم شنته الشرطة السبت على أحد مخابئه بوسط مدينة جاوا، بحسب شبكة تلفزيونية محلية. ولم تذكر شبكة «مترو» مصادرها كما لم تؤكد الشرطة هذا النبأ الذي ورد فيما كانت سيارات إسعاف تصل إلى المبنى الذي يشتبه في أنه مخبأ نور الدين محمد توب، وهو منزل متواضع في قرية بيجي بمنطقة ريفية بوسط جاوا. وقال بامبانج هندارسو دانوري قائد الشرطة الأندونيسية «سنطلب من أسرة المتشدد عينة من الحمض النووي الخاص به للتأكد من مقتله». وكشفت قناة «تي في وان»أن نور الدين قتل بعد أن تحصن داخل مرحاض المنزل حيث أصيب بجروح خطيرة. وأظهرت اللقطات التلفزيونية ضباط الشرطة وهم يقفون صفاً خارج المنزل. ويصافحون بعضهم بعضاً. وكانت لقطات سابقة قد أظهرت دخول أجهزة إنسان آلي للكشف عن المتفجرات مزودة بكاميرات إلى المنزل كما سمع دوي عدة انفجارات. وقالت «تي في وان» إن قناصة كانوا يطلقون النار على المنزل من إحدى التلال. وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في الهجوم بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس شاهد الشرطة تخرج كيسين لنقل الجثث من المنزل وجثة ثالثة ممددة أرضاً في الخارج. وكانت الشرطة اعتقلت الجمعة شخصين يشتبه فيهما بجوار الموقع. وهاجمت الشرطة المنزل باكراً صباح أمس بعد أن حاصره أكثر من 75 شرطياً طوال 17 ساعة من الجمعة. وتخلل الحصار دوي انفجارات وتبادل إطلاق نار. وسمع بعدها إطلاق نار كثيف فيما فتح عناصر وحدة النخبة في شرطة مكافحة الإرهاب النار على المنزل، ثم رأى شهود شرطيين يقتحمونه. وكانت الشرطة أفادت في وقت سابق بأنه كان هناك خمسة أشخاص داخل المنزل من دون أن تؤكد وجود نور الدين محمد توب المتطرف الذي تعتبره جاكرتا مسؤولاً عن الاعتداءات الكبرى التي وقعت في أندونيسيا في السنوات الأخيرة. ونور الدين محمد توب الذي يحمل الجنسية الماليزية هو بحسب الخبراء أحد المدبرين الرئيسيين للاعتداءات الدامية التي نفذتها الجماعة الإسلامية مطلع العقد وبينها اعتداءات بالي (202 قتيل عام 2002) والاعتداء على فندق ماريوت في جاكرتا (12 قتيلاً عام 2003). كما يشتبه في أن هذا المحاسب السابق الأربعيني هو الرأس المدبر للاعتداءين اللذين استهدفا فندقين فخمين في جاكرتا في 17 يوليو (سبعة قتلى). وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم «القاعدة اندونيسيا» تبنت في نهاية يوليو اعتداءي جاكرتا في مدونة الكترونية يشتبه في أنها تابعة لنور الدين محمد توب، غير أنه لم يكن في وسع الشرطة تأكيد صحة الرسالة. من جهة أخرى، أعلنت الشرطة أنها قتلت خلال عملية نفذتها صباح أمس في جاكرتا انتحاريين يشتبه في أنهما كانا يخططان لشن عملية انتحارية بالسيارة المفخخة قرب العاصمة «خلال الأسبوعين المقبلين». وقال رئيس الشرطة بامبانج هندارسو دانوري إن الرجلين قتلا فيما كانا يستعدان لتفجير قنبلتين يدويتي الصنع أثناء هجوم الشرطة، موضحاً أن العملية أتاحت اكتشاف مخبأ للمتفجرات تابع لتنظيم نور الدين محمد توب ويحتوي على قنبلة زنتها مئة كلغ وعبوات مفخخة وسيارة «اعدت لتكون قنبلة متحركة». ويشتبه في ضلوع الرجلين في اعتداء استهدف سفارة أستراليا في جاكرتا عام 2004 (عشرة قتلى). كذلك أفادت الشرطة بتوقيف ثلاثة رجال في وقت سابق، قام أحدهم بحجز غرفة الفندق التي استخدمها الانتحاريون خلال اعتداءي جاكرتا. ونجحت اندونسيا قبل وقوع اعتداءي جاكرتا في يوليو في تسديد ضربات قاسية للحركات المتشددة المسؤولة عن موجة اعتداءات شهدتها البلاد منذ العام 2000 ولم تعد تظهر كبلد ينطوي على مخاطر إرهابية كبرى. واعتقلت اندونيسيا مئات من عناصر الحركات المتشددة ومؤيديها، غير أنها لم تتمكن من العثور على بعض القياديين ومنهم نور الدين محمد توب.