الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كاتب بريطاني: قطر تستغل المصالح الاقتصادية والسياسية لإبقاء فرص تنظيمها لـ«المونديال»

6 ابريل 2018 22:26
شادي صلاح الدين (لندن) أكد كاتب بريطاني أن النظام القطري يتبع منذ فترة ليست بالقصيرة سياسة «التحوط الدبلوماسي» في علاقته مع المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن الدوحة أحاطت البطولة التي تلقى الكثير من الانتقادات مؤخرا في طريقة الاستعداد ومعاملة العمال وشرعية الفوز بها بشبكة من المصالح الاقتصادية والسياسية خوفا من فقدانها. وأوضح الكاتب سايمون تشادويك في مقاله بموقع «ايجن سايت» الصيني إنه بعد إعادة انتخاب فلاديمير بوتين مؤخرا كرئيس لروسيا، أرسل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني برقية تهنئة له، مضيفا أن ذلك كان بعد التصعيد المتواصل بين روسيا وبريطانيا على خلفية اتهام الأخيرة لموسكو بمحاولة تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته. وأضاف الكاتب أنه خلال الأسبوع نفسه، استضاف الأمير الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، ووصل في نهاية المطاف إلى سلسلة من الاتفاقات التي تهدف إلى تعزيز التقارب بين الدولتين، مشددا على أن المفارقة هي استمرار النزاع بين روسيا وأوكرانيا بعد ضم شبه جزيرة القرم لروسيا في عام 2014، حيث تتوتر العلاقات بشدة بين موسكو وكييف. وقال الكاتب إن ما يدعو للسخرية، أن أمير قطر توجه إلى روسيا بعد ذلك للاجتماع بالرئيس الروسي «لمناقشة مجموعة من القضايا»، لا سيما الوضع في سوريا، إضافة الى مناقشة مشاريع النفط والغاز المتبادلة بينهما، وهو ما يوضح طريقة التفكير القطري. وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، تجد النظام القطري منضما للتحالف المعارض للرئيس بشار الأسد، إلى جانب الولايات المتحدة وحلفائها، لافتا إلى أنه في الأشهر الأخيرة، انتشرت شائعات تقول إن حكومة الدوحة تسعى إلى علاقات أوثق مع واشنطن، حيث اقترحت تواجدا بحريا أميركيا كبيرا في البلاد، بينما وبعد عام تقريبا من المقاطعة العربية للنظام القطري الراعي للإرهاب، حصلت قطر على دعم عسكري من تركيا التي أرسلت لها بالفعل قوات، إضافة الى التواجد الإيراني الكبير، وهو التحالف الذي يناقض التحالف مع الولايات المتحدة. ومما يزيد من سخرية القدر – طبقا للكاتب سايمون تشادويك - أن السياسات القطرية دعمت الولايات المتحدة في تسليح المقاتلين الأكراد في سوريا، ثم أيدت المعارضة التركية القوية لتواجد الأكراد في سوريا الذين وصفهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنهم إرهابيون. وقال الكاتب إنه لا تزال المواقف التي تقف فيها روسيا مع تركيا - والعكس صحيح - غير واضحة إلى حد ما، على الرغم من أن الأدلة الحديثة تشير إلى أن العلاقة المتقطعة في كثير من الأحيان أصبحت أكثر ودية في الآونة الأخيرة. وفي الوقت نفسه، ناقش أمير قطر تميم بن حمد والرئيس الروسي بوتين امكانية التعاون بين اثنين من أكبر منتجي الغاز في العالم، وفقا للكاتب البريطاني، الذي أشار إلى أن هيئة الاستثمار القطرية هي مستثمر حالي في شركة روسنفت الروسية للنفط الحكومية، على الرغم من أن شركة «سي ايي اف سي اينيرجي» للطاقة الصينية حصلت مؤخرا على نسبة كبيرة من حصتها في الشركة (وبالتالي ضمت الصين إلى المزيج الدبلوماسي في قطر). وأشار الكاتب سايمون تشادويك إلى أن مغازلة قطر لروسيا تعمق المفارقة أكثر عندما يأخذ أي متابع بعين الاعتبار أن الدوحة تطلعت إلى إيران (حليف رئيسي لموسكو) للحصول على المساعدة بعد المقاطعة العربية، موضحا أن شركة جازبروم الروسية العملاقة للطاقة خسرت مؤخرا قضية لها في السويد، وهو ما قد يؤدي الى قطع إمدادات الغاز عن أوروبا وربما خلال الصيف القادم خلال كأس العالم، لافتا إلى استجابة بعض الدول الأوروبية، مثل بولندا، للمشكلة كتحديد قطر كمصدر بديل محتمل للغاز الطبيعي المسال، مؤكدا أن إمداد أسواق جديدة في أوروبا بالغاز يتلاءم بالكامل مع خطط حكومة الدوحة لتصبح أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم بحلول عام 2024. وقال الكاتب إن ما سبق هو مجرد لفتة صغيرة لكيفية قيام الحكومة القطرية بإدارة سياستها الخارجية ولمحة عن دبلوماسيتها المثيرة للجدل. وأضاف أن «هذه دولة تسعى إلى الحفاظ على علاقتها مع كل من روسيا والولايات المتحدة، مع الحفاظ على علاقات مع دول أخرى مثل أوكرانيا وإيران، وفي الوقت نفسه تعمل جاهدة إلى ضمان بقاء فرنسا وبريطانيا والصين ضمن قائمة حلفائها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©