الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قليل من الحياء

قليل من الحياء
10 أغسطس 2009 00:34
في كل دول العالم، يفخر الناس بتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم، حتى المأكولات الشعبية أو الوجبات التقليدية أو المشروبات، يعتبرون أنها نوع من ثقافتهم وشخصيتهم، وعادة ما تجد مثل هذه الوجبات في المطاعم والفنادق حتى ولو كانت ركناً صغيراً على سبيل النموذج، أو التعريف أو التذكير. هذا يحدث في الخارج، حيث تحاول الدول دائماً الحفاظ على الموروث الثقافي، وتقديمه للآخر، ولكن عندنا، حيث ضاعت الكثير من تلك الأشياء وسط موجات الثقافات الواردة، ربما نسينا أو تناسينا إبراز وتقديم شخصيتنا رغم تميزها. وحتى لا يكون الكلام عاماً أو غير محدد، سأتحدث تحديداً عن الفنادق الإماراتية، وموسم التمور والرطب، هل فكر أي فندق أن يضع الرطب الإماراتية التي نشتهر بها على الموائد المفتوحة، والوجبات اليومية التي تقدم في المطاعم؟ هل فكر أي فندق في أن يخصص ركناً للتمور الإماراتية خاصة خلال الموسم الحالي، في مداخل الفنادق والمطاعم، مع وضع لافتة صغيرة تشير إلى نوعية التمور الإماراتية وأننا في موسم حصاد الرطب؟ هل فكر أي فندق في إحياء ليلة إماراتية احتفاءً بموسم الحصاد، يحاول فيها إحياء الاحتفالات التقليدية بهذا الموسم، وتعريف الناس بعادات الإماراتيين خلال هذا الموسم؟ الإجابة لا، أو على الأقل لم أعرف أو أشاهد إعلاناً أو نشرة صحفية واحدة حول هذا الموضوع من الفنادق، التي تخصصت وتفننت في إحياء الاحتفالات الأفريقية والأسترالية والآسيوية والأوروبية، مع خالص احترامي لكل هؤلاء. هل سمعتم يوماً عن فندق يقيم ليلة إماراتية يقدم فيها الوجبات والأطعمة الشعبية والتمور والرطب؟ ويدعو فيها فرق الفنون الشعبية أو الرقصات التقليدية المعروفة؟ طبعا لا..فهذا فقط دور نوادي التراث أو الجمعيات، أما الفنادق فهي مشغولة بالليالي الأخرى، التي تحمل كل أنواع الثقافات الأجنبية، والطريف أنها تقدمها غالباً للجاليات من نفس الجنسية. والأكثر طرافة أن الفنادق تستورد الطهاة والمأكولات والأطعمة الخاصة من الخارج، وتتباهى بأنها أحضرت «الشيف فلان» من آخر الدنيا حتى يقدم الأسبوع الفلاني. ويبدو أن هذه الأشياء لن تتم إذا تركنا الفنادق تعمل وفق تقديرها الشخصي، فهي مؤسسات تعمل لتحقيق غاياتها الشخصية بدون النظر إلى المصلحة العامة، ولن تنظر للأمور من منظور المصلحة العامة إلا بقوة القانون، ويبدو أننا يجب أن نلزمهم باعتبارهم جزءاً من المنظومة السياحية في الدولة، بأن يتحركوا باتجاه نشر الثقافة المحلية وتقديمها للسياح مثلما يحدث في كل بلاد العالم، وإن كان ذلك يحدث هناك بلا قوانين ملزمة. يكفي أن هناك مئات المطاعم المتخصصة في أكلات ووجبات من كل بلاد العالم في الأسواق الإماراتية، وليس هناك مطعم واحد متخصص في المأكولات الشعبية الإماراتية، ولو وجد مثل هذا المطعم، سيكون بلا شك ليس إلا مطعماً بسيطاً فقيراً لا يصلح لاستقبال الوفود السياحية. قليلاً من الحياء يا سادة، ووجهوا أنظاركم للمكان الذي تعملون فيه وتستفيدون منه، وتحققون فيه أرباحكم وأهدافكم التجارية. وحياكم الله. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية Email: a_thahli@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©