الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشيخة فاطمة: الإمارات على قناعة كاملة بأن تقدم المرأة أمر ضروري ومهم لمستقبل الوطن وبلوغه أقصى درجات التقدم والرقي

الشيخة فاطمة: الإمارات على قناعة كاملة بأن تقدم المرأة أمر ضروري ومهم لمستقبل الوطن وبلوغه أقصى درجات التقدم والرقي
14 مارس 2012
أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على قناعة كاملة "بأن تقدم المرأة أمرٌ ضروريٌ ومهمٌ لمستقبل هذا الوطن وبلوغه أقصى درجات التقدّم والرقيّ". وأشارت سموها في كلمة وجهتها أمس للمشاركين في فعاليات المؤتمر العالمي الرابع للأدوار القيادية للمرأة الذي تنظمه جامعة زايد في أبوظبي، إن الدولة تحرص كل الحرص، على تحقيق المشاركة الفاعلة، لجميع أبنائها وبناتها. وقالت سموها في الكلمة أمام المؤتمر الذي افتتحه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد تحت عنوان "نحو مستقبل مشرق للتنمية المستدامة في العالم"، إن المرأة في دولة الإمارات، شريكٌ أصيلٌ للرجل في خدمة المجتمع، أمامَها الفرصةُ كاملة للعمل والإنتاج، في المجال الذي تختاره. وأضافت "أنّ قطاعات ومؤسسات الدولة كافة، تجعل لهذا الأمر، أولويةً خاصة، كما أنها تسعى جميعُها، نحو تمكين المرأة من النجاحِ والنبوغ. وتابعت "إن وجودَكم اليوم، في هذا المؤتمر، لهو دليل أكيد، على كل ما نقول، كما أن مشاركتَكم ومساهماتِكم المرتقَبة، إنما هي تعبيرٌ واضح، عن قناعتنا الكاملة، بأن المرأة، وبالفعل، لها دورٌ مهمٌ، في تطوير المجتمعات المحليةِ والعالميةِ على السواء". ويناقش المؤتمر، الذي يعقد بمشاركة 1000 شخصية نسائية، تمثلن أكثر من 40 دولة من مختلف أنحاء العالم على مدى ثلاثة أيام، عدداً من القضايا التي تهم التنمية البشرية في العالم، وفي مقدمتها مكافحة الفقر، وحماية البيئة، وصون الموارد الطبيعية، وتحقيق التنمية المستدامة، ونشر التعليم، وتعزيز الرعاية الصحية. وحضر الافتتاح كل من الشيخ محمد بن نهيان آل نهيان والشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، ومعالي لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية، ومعالي الدكتورة ميثاء سالم الشامسي وزير الدولة، وصاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت بالمملكة العربية السعودية، وسمو الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح رئيسة المركز الكويتي للأعمال التطوعية "فزعة"، والبارونة هيلينا كيندي عضو مجلس اللوردات البريطاني، والممثلة العالمية سيجروي ويفر، والدكتورة إيزوبيل كولمن مديرة برنامج المرأة والسياسات الخارجية بالمجلس الأميركي للعلاقات الخارجية، ورودي كاسترا نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، وعدد من الباحثين والقيادات النسائية من داخل الدولة وخارجها. ووجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية كلمة افتتاحية للمؤتمر ألقاها نيابة عن سموها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي. الحوار والتفاهم ورحبت سموها في بداية الكلمة بالحضور والمشاركين في هذا المؤتمر، معربة عن سرورها لرعاية أعمال المؤتمر ولأنه أولاً: مؤتمرٌ طلابيٌّ عالميّ، يهدف إلى تعميق قنوات الحوار والتفاهم، ولأنه ثانياً: مؤتمرٌ يركز الاهتمام، على عددٍ من القضايا المهمة، التي تؤثر في جوانب الحياة كافة، في هذا العالم. وقالت سموها "إنكمن أيتها الطالبات المشاركات في المؤتمر، تُمثّلْنَ آمالَنا وتطلعاتِنا، إلى المستقبل: أُحيّي ما نلمحه في عيونكنّ، من طاقةٍ وحماسة، وأقدّر تصميمَكنّ، على مناقشة القضايا المهمة في هذا العصر، كما أعتزّ كثيراً، بما تُمثّلُه كلٌ منكنّ، من قدراتٍ واعدة، وطموحاتٍ مأمولة - أنتم جميعاً، قادةُ الغد، أمامكم الفرصة، وعليكم المسؤولية، كي تفيدوا، مما حققتموه من تعليم، وما لديكم، من وعيٍٍ وذكاء، وما تتمتعون به، من عزمٍ وتصميم، للمساهمة في تطوير مجتمعاتكم، وتشكيل معالم المستقبل، من أجل بناء عالمٍ أفضل". إن هذا المؤتمر العالمي، إنما يوفّر أمامكم، فرصةً فريدة، لإدراك ما يمثّله التواصلُ والارتباطُ بينكم، وأنتم من مختلف الدول والأقطار، من أداةٍ فعالة، لتحقيق هذه الأهداف والغايات كافة. مناخ التسامح وقالت سموها إن هذا المؤتمر العالمي، إنما هو في واقع الأمر كذلك، احتفاءٌ بأهمية الحوار وتبادل الآراء، وتعبيرٌ حقيقي، عن أن التواصل بين سكان هذا العالم، قد أصبح أمراً ضرورياً، يحرص عليه الجميع، من أجل تحقيق التقدم والسلام، إن ذلك، وعلى وجه الخصوص، إنما يمثل بالنسبة لنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، قيماً ومبادئ أساسية، تشكّل مسيرتنا في الحاضر، ورؤيتنا للمستقبل ـ إن دولة الإمارات، كما ستعرفونها، دولةٌ مسالمة، تسعى دائماً وباستمرار، إلى تعميق قنوات التعاون والسلام: إقليمياً وعالمياً على السواء - إنها الدولة، التي يعيش فيها المواطنون والوافدون، في سلامٍ وأمان - وهي الدولة، التي استطاعت في ظل القيادة التاريخية، لزوجي العزيز، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - عليه رحمة الله ورضوانه - استطاعت هذه الدولة، في ظل قيادته الحكيمة، أن تتلافى آفات الجهل والشك وعدم التسامح، وأن تنطلق إلى آفاق العلم والثقة والتصالح والتعايش - إنها دولة المؤسسات، التي تمّ بناؤها على قواعدَ راسخة، وأسسٍ مستقرة، وأقول أيضاً، إنها الدولة، التي تلتزم كل الالتزام، بالأساليب السِّلميّة، في حل الصراعات وتسوية المشكلات، في العالم. وقالت سموها، إنه في هذا الإطار، فإنني أقول وأكرر: أنتم قادة الغد، عليكم أن تدركوا تماماً، أن أسلوب تواصلكم، مع بعضكم بعضاً، سيكون له أثرٌ كبيرٌ، على مجتمعاتنا، وعلى عالمنا الذي نعيش فيه - إن عصر العولمة، يتطلب نشر قيم التسامح، والتعاون، والفهم المشترك، بين الدول والثقافات. إن المرأة، والقياداتِ النسائيةَ الشابة بالذات، أمامهن مسؤولية كبرى، في أن يعملن معاً، في سبيل تأكيد هذه القيم، وفي سبيل تصحيح الآراء والمفاهيم، حول دور المرأة في هذا السبيل - علينا أن نعمل معاً، في سبيل إزالة العوائق الاجتماعية والاقتصادية، التي تحول من دون تقدم المرأة ـ علينا جميعاً، أن نعمل معاً، لتنمية خصائص القيادة والريادة، لدى الفتاة: كلِّ فتاة، ليس فقط، في المدارس والجامعات، بل وأيضاً، خلال حياتها كلِّها ـ يجب علينا جميعاً، أن نوفّر الظروف المواتية كافة، لتَقدّم المرأة، كي تتبوّأ مناصب القيادة في المجتمع - كما يجب علينا في الوقت ذاته، أن نتأكد من أن المرأة، تثق في قدراتها على تحقيق كل ما تَضعُه لنفسها، من أهدافٍ وغايات، وأنها بإذن الله، ستكون دوماً قادرة، على البناء، والمساهمة الإيجابية في المجتمع. وأكدت سموها، أهمية موضوع هذا المؤتمر، الذي يدور حول تحقيق التنمية المستدامة في العالم، والتنمية المستدامة، حسب تعريف الأمم المتحدة لها، هي التنمية التي تفي باحتياجات الحاضر، دونما أي تأثير سلبيّ، على قدرة أجيال المستقبل، للوفاء باحتياجاتهم أيضاً. إن هذا المؤتمر، يعكس تماماً هذا المعنى، من خلال مَحاوره، والمتحدّثين فيه. إنه أيضاً، يدرك العوامل والظروف، التي قد تقف عائقاً، أمام تحقيق هذا الهدف ـ ولعلّكم تعلمون، أنّ الدول الصناعية، قد حققت تَقدُّمَها، خلال القرنين الماضيين، من خلال استغلالٍ سيئ للبيئة، واستخدام غير رشيد للموارد الطبيعية. ومن هنا، فإننا لا نستغرب، إذ نَجِدُ كثيراً من الدول النامية، تحاول هي الأخرى، أن تطبّق هذا النموذج نفسه، وهو أمرٌ، بدأنا نلمس آثارَه السيئة، في البيئة حول العالم - إنني من هذا المؤتمر، أناشد الجميع، بأن يلتزموا الحكمة والوعي، في الحفاظ على البيئة، ومساعدة قادة جميع الدول، في الأخذ بطرقٍ جديدةٍ للتنمية: طُرُقٍ رائدة، تحافظ على البيئة، تطوّرُها وتُنمّيها، ترعَى شؤونَها، وتأخذ مصالح أجيال المستقبل، في الاعتبار. كما أكدت سموها أنّ للقيادة أدواراً مهمة، في هذا الصدد. على قيادات المجتمع، أن تشرح الحقائق بصراحةٍ وشفافية، على نحوٍ يسهّل فهمَها، وحتى يُصبح مفهوم الاستدامة، مبدأً ثابتاً وراسخاً، في سلوك الأفراد والأمم كافة ـ على القادة، مساعدة مجتمعاتهم، في إدراك عدد من الحقائق، أهمها: أنّ جودةَ الحياة - بل الحياةُ ذاتُها - إنما تعتمد بالأساس، على حماية البيئة ـ وأن التنمية المستدامة، تحقق وتحافظ، على الشروط والأوضاع كافة، التي يستطيع الإنسان، أن يعيش في ظِلّها باطمئنانٍ ونجاح، وأن يكون دائماً، قادراً على العطاء والإنتاج. كل هذا، فضلاً عن أن التنمية المستدامة، تستطيع أن توفّر الشروطَ اللازمة، التي تفي للأجيال الحاضرة والمستقبلية، بالاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية، بل والجمالية، على السواء. الحكمة وبُعد النظر وأشارت سموها إلى أن أبوظبي، ودولة الإمارات، تسيران بعزمٍ وتصميم، نحو بناء مستقبلٍ قائمٍ على التنمية المستدامة ـ إننا نسعى إلى بناء مجتمعٍ يتسم بالاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، مجتمعٍ يحافظ على التراث، وينفتح في الوقت ذاته، على إنجازات التطور كافة في العالم - إننا فخورون بما يقوم به قادتنا الكرام، من تحديدٍ دقيق لأهداف التقدم في المجتمع، ومن الأخذ بأفضل السُبل والوسائل، لتحقيق هذه الأهداف، في ظل إطارٍ يتسم بالحكمة وبُعد النظر - إن تجربتنا في دولة الإمارات، تؤكد دور القيادة الواعية، في وضع خطط العمل، والتعريف بها، وتحقيق التفاف الجمهور العام حولها، في مسيرةٍ مباركة، تحقق بإذن الله، الأهداف المنشودة، للتنمية المستدامة في المجتمع. وقالت سموها، إنني أوافقكم تماماً، فيما تؤكّدونه من خلال هذا المؤتمر، بأن المرأة في كل مكان، بما لديها من طاقةٍ وقدرة، هي قوةٌ كبرى، لتحقيق الخير والرخاء في العالم - وأن تضحيات المرأة، ومثابرتها عبر العقود الماضية، لتحقيق المساواة، والمساهمة في تنمية المجتمع، تظل في واقع الأمر، وهي محل تقديرٍ وإعجاب، بل ومصدرُ تحفيزٍ وإلهام، للأجيال الجديدة، من الرجال والنساء، على حدٍ سواء، كما أنني أوافقكم أيضاً، على أن التحديات التي نواجهُها، في مجالات التنمية المستدامة، إنما تتطلب التعاون والتنسيق عبر العالم - أوافقكم على أن التنمية المستدامة، لا ينبغي أن تكون مجرد تعبير فضفاض أو حتى مجردَ مفهومٍ نبيل، نُردِّدُه من حينٍ لآخر، بل يجب أولاً وقبل كل شيء، أن تكون هذه التنمية المستدامة، هي الحافز الرئيسي، لخطط عملٍ في كل مجتمع في العالم - خططِ عمل، تحقق التوازن المطلوب، بين الاحتياجات الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، والجمالية - خططِ عمل، تلبّي احتياجات ومتطلبات جميع السكان في العالم، وتُساهم في نشر السلام والمحبة، في ربوعه وأرجائه كافة- إنني أوافقكم تماماً، أيها الإخوة والأخوات - أن قادة المجتمع، عليهم واجبٌ ومسؤولية، لشحْذ العزائم، وتقوية الرغبة، ودعوة الجميع، إلى اتّباع مبادئِ التنميةِ المستدامة، وعلى جميع المستويات. وفي ختام كلمتها أكدت سموها أن إيمانها بدور المرأة، وبقدراتها على المساهمة في تقدم المجتمع، أمرٌ عميقٌ وكبيرٌ، بل أؤكد قناعتي كذلك، بأهمية مساهماتها وعطائها، وأن ذلك سيظلّ دائماً وأبداً، ضرورياً ومطلوباً، لنجاح وازدهار المجتمعات كافة عبرَ العالم. الاهتمام بالمرأة وتوجهت صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل آل سعود، نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت بالمملكة العربية السعودية في كلمتها بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية على رعايتها لأعمال هذا المؤتمر، وإلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد، مؤكدة أن هذا المؤتمر يجسد الاهتمام الذي تحظى به المرأة في منطقة الخليج العربي والوطن العربي والعالم، مؤكدة أن التعليم ساهم بصورة أساسية في تمكين المرأة من القيام بدورها في التنمية الوطنية، وقد ساهم التعليمُ والانتقالُ من الاقتصاديات القائمة على القطاعِ الحكومي إلى الاقتصادياتِ القائمةِ على القطاع الخاصِ في معظم الدول العربية في توفيرِ مجموعة كبيرة من الفرصِ للمرأة العربية في سوق العمل. وأصبحت قضيةُ تمكين المرأةِ موضوعاً تعالجه معظمَ مبادرات الإصلاح الإقليمية والوطنية، فمن خلال القمم والمؤتمراتِ الدولية والعربية التزمت جميع الدول العربية دعم ومساندة حقوق المرأة، وتوسيع نطاق مشاركتها في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وشهدنا المزيد من النساء يصلن إلى أعلى مستويات المسؤولية وصنع القرار في السنوات العشر أو الخمس عشرة الأخيرة، فأصبحت المرأة السفيرةَ والوزيرةَ والبرلمانيهَ وسيدةَ الأعمال. ولقد أوضح تقرير الاتحادِ البرلماني الدولي أنَّ عددَ أعضاء البرلماناتِ العربيةِ من النساءِ قد تضاعف تقريبا خلال السنوات الخمسِ الماضية ليصبح 6.5%، بعد أن كانت 3.5% عام 2000. غير أنَّ التقريرَ أوضحَ أنَّ نسبةَ النساء بين أعضاء البرلمانات العربية ما زالت أقل كثيرا من المتوسط العالمي للبرلمانيات الذي يبلغ 15.7% حالياً. وعلى الرغم من التقدم الحاصلِ في الوضع السياسي للمرأة العربية فإن الطريقَ ما زالت طويلة بالنسبة للدول العربية، حيث معدل تمثيل النساء في المجالس البرلمانية لا يتعدى نسبة 9.1%، أي بفارق كبير عن المعدل العالمي البالغ 18.4%، مما يعني أن الدول العربية ما زالت بعيدة عن النسبة التي وضعها مؤتمر بيجين للمرأة في عام 1995، أي قبل 14 عاماً، والبالغة 30%. وأوضحت أن مسيرة المرأة تواجه عدداً من التحديات، وما زالت مساهمةُ المرأةِ القياديةِ في العالم قليلةً، بل تُعد ظاهرة قائمة ومتشابهة في معظم دول العالم. والسببُ يعود إلى معوقات عدة، حالت من دون وصول المرأة إلى المراكز القيادية، أهمها يتمحور حول التعليم والعادات والتقاليد، الأمر الذي ساهم في ضعف تمثيل المرأة في المراكز القيادية، وإن تفاوتت من بلد إلى آخر، إلا أن نسبة تدني مشاركتها في المراكز العليا، خاصة في الدول النامية تزيد على نظيراتها في الدول المتقدمة، بل إن مساهمةَ المرأة القيادية في هذه الدولِ تكثفتْ في العمل الاجتماعي والخيري، المرأة والتنمية المستدامة وألقت رودي كراتسا، نائب رئيس البرلمان الأوربي، كلمة، أكدت فيها أن عقد هذا المؤتمر يتزامن مع احتفال العالم مؤخرا باليوم العالمي للمرأة، وهو فرصة فريدة من نوعها لتأكيد الدور الديناميكي للمرأة في التنمية المستدامة، حيث يركز الاحتفال هذا العام على مشاركة المرأة في النمو الاقتصادي بالرغم من التحديات التي تواجهها، حيث أشارت التقارير العالمية إلى أن المرأة الريفية كانت أكثر مساهمة في التنمية الريفية وتطوير البيئة الزراعية بما يحقق الكثير من الأمن والأمان في تلك الأماكن. وأشارت إلى التحدي المتعلق بقضية تفاوت الرواتب والأجور بين الرجال والنساء، وضرورة ردم هذه الفجوة، وأن يكون الأجر مرتبط بالقدرات والمهارات وخبرات العمل من دون النظر لطبيعة من يعمل في الوظيفة رجلاً أو امرأة. وأكدت ضرورة أن تدرك الحكومات والشركات ومختلف القطاعات دور المرأة في قطاع الأعمال، وأهمية مشاركتها في تحقيق النهضة الاقتصادية، حيث إن تفعيل دور المراة في هذا الصدد يدعم تحقيق الاستدامة والاستقرار السياسي والاقتصادي على مستوى المجتمع الدولي، وإتاحة الفرصة للنساء لتولي مناصب قيادية بشكل متوازن مع الرجل سيجعل عالمنا أفضل. كما تطرقت للحديث حول دور المراة الثقافي، وأنها العنصر الحامل للهوية في المجتمع، وللارث الثقافي غير المادي، من خلال دورها الذي تلعبه في الحياة اليومية، وتعبيرها عن الثقافة في مجتمعها، ولأن النساء فاعلات في هذا المجال أكثر عن غيرهم على المستوى الدولي، وقادرات على دعم تحقيق السلام والاستقرار من خلال التفاعل والحوار الثقافي الدولي، وأن هذا يتعلق أيضا بالاستدامة البيئية، فالنساء يمثلن (50%) من سكان العالم، وأنهن مسؤولات عن (85%) من اجمالي خيارات المستهلك، وبالتالي هي قوة عظيمة ولا تقدر بالشكل المطلوب. معبرة عن شكرها للإمارات لدورها كفاعل رئيسي في المجتمع الدولي في مجال التطوير والتنمية، وتأكيد حق المرأة ودورها في المجتمع. عرض علمي قدمت سمو الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح عرضاً علمياً حول تجربتها في العمل التطوعي في دولة الكويت الشقيقة، وما ترتب عليها من تدشين مركز “فزعة” الذي يهدف إلى نشر التوعية المجتمعية، وغرس ثقافة العمل التطوعي، واستعرضت سموها عدداً كبيراً من مبادرات هذا المركز في خدمة البيئة والعمل التطوعي بالكويت. صياغة المستقبل أكدت البارونة هيلينا كيندي، عضو مجلس اللوردات البريطاني، أهمية دور المرأة في المشاركة في صياغة مستقبل مستدام للعالم، مطالبة النساء بالالتفات إلى ضرورة أن يطورن مهاراتهن ومسؤولياتهن وأدواتهن كنساء لكي نجعل العالم أفضل. وقالت “نستطيع نحن بنو البشر جميعاً أن نتقاسم موارد العالم بعدالة، وأن نعزز قيم الاحترام والتسامح والعيش في تفاهم مشترك، وأن نعيش كلنا نساءً ورجالاً في وئام، وأن نكون ملهمين لأبنائنا وأحفادنا على مر الأجيال، مشددة على حقيقة أن “نصف أطفالنا في المدارس، ويجب أن نعدهم لمستقبل أفضل”. مأدبة غداء للمشاركين أقام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس جامعة زايد، بقصر معاليه، ظهر أمس، مأدبة غداء تكريماً لضيوف المؤتمر والوفود المشاركة، حضرها الشيخ محمد بن نهيان آل نهيان، ومعالي لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية، وصاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت بالمملكة العربية السعودية، وسمو الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح رئيسة المركز الكويتي للأعمال التطوعية “فزعة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©