سكينة اصنيب (الرباط) - خصص المغاربة احتفالات مميزة للمرأة في يومها العالمي تنوعت بين الحفلات الفنية والندوات التكريمية والعروض الاستثنائية، التي خصصتها شركات مختلف القطاعات احتفالاً بالمرأة، مثل بعض الشركات التي دعت النساء إلى دخول دور السينما مجاناً، وتركت لهن حرية اختيار الأفلام المعروضة حاليا، وشركات الهاتف المحمول التي فتحت خدمة الإنترنت مجاناً، وطرحت هواتف وردية، احتفالاً بالمرأة، ومنحت جوائز للمشتركات فيها. وامتدت الاحتفالات على مدار شهر مارس.
مميزات الاحتفال
لعل أهم ما ميّز الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في المغرب هذا العام أن الاحتفالات لم تقتصر على يوم واحد، بل استمرت طيلة الفترة الفاصلة بين اليوم العالمي للمرأة ويوم الأم، كما أنها عمت مختلف القطاعات؛ ففي قطاع الصحة احتفت المستشفيات والعيادات الطبية باليوم العالمي للمرأة، بتقديم وردة احتفالاً وعيادة لكل النساء الموجودات بالمستشفيات، وتقديم هدايا للطبيبات والممرضات، وفي قطاع العدل والإدارة العمومية احتفلت الحركة النسوية باليوم العالمي بشكل مختلف بعد تحقيق عدد من المكتسبات القانونية، وبعض الأهداف التي ناضلت الجمعيات المدافعة عن حقوق النساء من أجلها في المغرب، ونظمت الحركات النسوية ندوات فكرية وتوعوية احتفالاً بقوانين رفع الأجور والتشريعات، التي تحفظ حق النساء اللائي تعرضن للاغتصاب.
وفي قطاع الفندقة، قدمت بعض الفنادق عروضاً خاصة بالنساء، بينما فتحت بعض المطاعم أبوابها فقط للنساء، وقدمت وجبات خاصة ومميزة، مقابل نصف الثمن، إضافة إلى طبق حلوى مجاني تختاره الزبونة على ذوقها الخاص.
ولم تغب التجمعات التجارية عن لائحة المحتفلين بيوم المرأة، حيث خصصت مسابقات نسوية للفوز بسيارات تسلّم مفاتيحها للفائزة، بعد احتفال كبير يقام على شرفها، وشرف عائلتها، واحتفلت الأسواق الشعبية على طريقتها بالمرأة بعرض ورود وهدايا غلب عليها اللون الزهري.
تقديراً لها
يقول صلاح الفضيلي، مسؤول عن الخدمات الاجتماعية في إحدى المؤسسات العامة، إن الاحتفال بالمرأة هذا العام اتخذ طابعاً مختلفاً، وتنوع بين الحفلات الترفيهية والتثقيفية والتوعوية، وتقديم هدايا رمزية وباقات أزهار لكل النساء في الإدارات والشوارع، تقديراً للمرأة المغربية التي تسهم بعملها في تقدم المجتمع المغربي.
ويضيف أن الالتفاتات الإنسانية كانت حاضرة في احتفال جمعيات المجتمع المدني باليوم العالمي للمرأة، حيث قامت بعضها بتقديم مساعدات عينية للنساء في وضعية صعبة، وأخرى فضلت الاحتفاء بالمرأة القروية، باعتبار أنها تقوم بدور حاسم في المجالات التنموية بالعالم القروي، من خلال انخراطها المباشر في العملية الإنتاجية وفي رعاية الأسرة.
ويشير الفضيلي إلى أن القنوات التلفزيونية المغربية أسهمت في رفع الوعي بقيمة الاحتفال بهذا اليوم، من خلال برمجة مجموعة من الفقرات والبرامج للحديث عن إنجازات المرأة، وتقديم مسار مغربيات ناجحات في حياتهن العملية والاجتماعية، ممن يشكلن نموذجا لما حققته المرأة المغربية في درب التنمية، وتسليط الضوء على حرف ومهن جديدة على النساء، وبينما فضلت بعض القنوات تخصيص فقرات برامجها المعتادة للاحتفاء بالنساء آثرت أخرى تخصيص يوم كامل لتكريم المرأة.
المعيل..امرأة
إلى ذلك، كشفت وزارة التخطيط أن النساء المغربيات يعِلن مليون أسرة. وأضافت دراسة حديثة نشرتها الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أن نحو 1,2 مليون أسرة من أصل 8,6 مليون أسرة مغربية (حوالي 17,7 في المائة) تعيلها نساء.
وكشفت الدراسة أنه وبحسب وسط الإقامة؛ فإن نسبة الأسر التي تعيلها النساء تمثل نسبة مرتفعة في الوسط الحضري بـ(19,6 في المائة) مقابل 1,14 في المائة في الوسط القروي.
وأضافت الدراسة أن أكثر من نصف هؤلاء النساء المعيلات للأسر (55,1 في المائة) أرامل و26,6 في المائة متزوجات و11,1 في المائة مطلقات مقابل 6,8 فقط عازبات.
وتشير الدراسة إلى أن ربات الأسر اللواتي يقل سنهم عن 35 سنة يمثلن نسبة 13 في المائة مقابل نسبة 37,2 فــي المائة يبلغ سنهن 60 سنة فما فوق، وتضيف أن 86 في المائة منهن من دون شهادة دراســـية وأن 4,8 في المائة فقـط منهن يحمــلن شهادة عليا.
وأوضحت الدراسة أن تحليل وضع هؤلاء النساء بالنسبة لسوق الشغل يكشف أن ربع هؤلاء النساء يشتغلن، وأكثر من 7 من أصل 10 هن غير عاملات.
وفي الوسط القروي حيث يهيمن القطاع الفلاحي الذي يمكن ولوجه نسبيا بسهولة، ترتفع نسبة النساء معيلات الأسر المشتغلات إلى 36,2 في المائة مقابل 63,1 في المائة من غير النشيطات.
وكشفت الدراسة أن الجهات التي تعرف أعلى معدلات لعمل النساء في المغرب هي الشمال والغرب متبوعة بالمنطقة الوسطى والشرقية، وأخيراً تأتي المنطقة الجنوبية التي تعتبر الأقل نشاطاً من حيث عمل النساء، حيث سجلت الجهات الجنوبية الثلاث أقل معدل لتشغيل النساء.
عدد اليوم
