الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حديقة للجميع» .. مبادرة تزيد المساحات الخضراء وأواصر المحبة بين الجيران

«حديقة للجميع» .. مبادرة تزيد المساحات الخضراء وأواصر المحبة بين الجيران
23 مارس 2014 22:39
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - عبر الفائزون في مسابقة «مبادرة مساهمتي» وهي فرع من شجرة جائزة أبوظبي، التي تركز على دور الشباب في تنمية مستقبل الإمارة، وتفتح أبواب المشاركة أمام جميع الشباب من مواطنين ومقيمين في أبوظبي عن بالغ سعادتهم بالثقة التي منحت لمشاريعهم، كما تعهدوا ببذل المزيد من الجهود لتحقيق هذه المشاريع والسعي نحو تجويدها وتنفيذها على أرض الواقع، عازمين على خلق تغيير في المجتمع من خلال إسهاماتهم، كما تقدموا بالشكر والعرفان للمبادرة التي منحتهم فرصة رائعة للمشاركة في تنمية مجتمع أبوظبي. وتوجت جائزة أبوظبي، التي تقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشهدها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، في دورتها السابعة مؤخراً المشروعين الفائزين اللذين أطلقتهما المبادرة «حديقة للجميع» و«نظام المراقبة الفورية لمرضى السكري»، وأشادت بأفكارهما، وذلك ضمن حفل تكريم الشخصيات المميزة التي قدمت أعمالا جليلة في مجتمع أبوظبي. وفتحت «مبادرة مساهمتي» التي تعتبر أولى مبادرات جائزة أبوظبي وهي جزء من مبادرة أوسع لتقدير وتكريم الأفراد الذين كرسوا وقتهم وجهدهم لخدمة مجتمع إمارة أبوظبي، وتمثل فرصة للشباب ليحدثوا تغييرًا حقيقيًا في مجتمعهم، وتضمنت فئات خمس هي: التوعية البيئية والمحافظة على البيئة، والثقافة والتراث، والتكنولوجيا والابتكار، ونمط الحياة الصحي، والمسؤولية الاجتماعية التي فتحت أبواب المشاركة للفئات العمرية بين 16 و23 سنة من جميع الجنسيات، لتقديم أفكار مبتكرة أو حلول لمسألة ما، وذلك إيمانا منها بأن الشباب هم المستقبل ومن مسؤوليتها سماع أفكارهم لجعل الإمارة مكانًا أفضل للجميع. «حديقة للجميع» وفاز في مسابقة «مســاهمتي» في دورتها الأولى بالمركز الأول مشروع «حديقة للجميع» بينما حل في المركز الثاني مشروع «نظام المراقبة الفورية لمرضى السكري» وجرى تقديم المشروع الفائز بالمركز الأول من قبل طالبين من جامعة نيويورك أبوظبي وهما ناهويل روزا وإيرين بانيدا، ويهدف إلى تطوير حديقة مجتمعية مستدامة في أحد أحياء أبوظبي لتعزيز التنمية المجتمعية، وتناول مسألة الاستدامة من خلال زراعة الفواكه والخضراوات والأعشاب لاستخدامها من قبل المجتمع المحلي، من خلال حديقة تجمع أفراد المجتمع للاستمتاع بخيرها سنوات مقبلة. وفي هذا الصدد قال الأرجنتيني ناهويل روزا من جامعة نيويورك أبوظبي إنه سعيد جداً بوصول مشروعه الذي سيحصل على دعم كامل ومتابعة من مبادرة «مساهمتي» إلى النهاية وحصوله على المركز الأول، واصفا نفسه بالمحظوظ كونه متواجدا في مجتمع يهتم بالمشاريع والمبادرات الشبابية ويدعمها، موضحا أن مثل هذه المبادرات تخلق تنافسية في المجتمع سيما أنها تشمل كل فئات المجتمع إلى جانب المواطنين والمقيمين. أهل الحي وعن فوز مشروح حديقة للجميع بالمركز الأول في مسابقة مبادرة «مساهمتي» قال: إن المشروع يهدف إلى تحقيق أكثر من جانب، بحيث نرغب من جهة في إيجاد روابط بين الجيران وتعارف وتشارك من خلال مساحة تتيح للجميع الالتقاء فيها، ونهدف أيضا إلى تأسيس فضاء لزراعة بعض النباتات العطرية والأعشاب والخضراوات والفواكه، من طرف أهل الحي، بالإضافة إلى اشتمال المكان على جانب لفسحة كبار السن والأطفال»، وأشار ناهويل روزا الذي يدرس تخصص «سيكولوجي» إلى أنه لاحظ أن الكثير من الجنسيات تعيش في الإمارات، لكن لا تتفاعل مع بعضها البعض، ولا تستفيد من خبرة أهل البلد، وهناك الكثير من الأجانب لا يعرفون أي شيء عن تقاليد وعادات الإماراتيين، رغم إقامتهم الطويلة، بحيث لم يسبق له أن دخل بيتا من بيوتهم أو تعرف إلى أبنائهم. وأضاف: أعيش في الإمارات منذ أربع سنوات، وخلال هذه الفترة لم يحصل أن التقيت إماراتيين أو تعرفت عليهم، وهناك من أصدقائي من سبقني إلى هنا بسنين طويلة ويسكن بالقرب من إماراتيين، لكن لم يسبق له أن التقى بهم أو تحدث لهم. ومن هذا الباب رأينا أن المشروع يفيد من ناحية من خلق روابط في الحي الواحد، ويسترجع الألفة التي كانت تسود في السابق بين الجيران وأهل الحي الواحد، وسنجمعهم من خلال هدف واحد وهو الزراعة التي يحبها الجميع، بحيث كان أجدادنا يزرعون ما يأكلونه بأيديهم. هدف يجمعنا ناهويل روزا وزميلته وإيرين بانيدا، كان هدفهما الأسمى من مشروع «حديقة للجميع» إعادة صياغة علاقة الحي وزراعة الخضراوات العضوية والاستفادة من خبرات الجدات، كل يهدف إلى أبعاد تنموية تنعكس على إمارة أبوظبي كافة، من خلال هدف واحد يجمع الناس، وهو ما يتضح في كلامه: أردنا أن يجمع المشروع العديد من الناس من فئات وأعمار متنوعة، بحيث سيكون هناك خمسة مسؤولين على الحديقة منهم امرأة، ورجل كبير في السن، وطفل صغير وشخص مقيم في الدولة وشاب، والهدف من ذلك جمع مختلف الاهتمامات، على أن يكون اهتمام هؤلاء بالحديقة مباشرة وبالمواد التي تحتاجها، والسهر على تسييرها، كما تناط بهم مسؤولية اختيار المزروعات، وتدبير طريقة الزراعة حسب البيئة. ترحيب بالفكرة للتمهيد للمشروع ودراسة إمكانية تحمس الناس وإقبالهم عليه، قام الزميلان عند بداية ولادة فكرة العمل بجولة في بعض الأحياء السكنية للحديث مع سكان المنطقة، عن فكرة «حديقة للجميع»، تحدث عنها ناهويل: أبدى من زرناهم اهتماماً كبيراً وأشار بعضهم، خاصة المواطنين إلى أنهم لديهم حدائق ويزرعونها ببعض الخضار والفواكه، مثل اللومي والبطاطس والطماطم والكزبرة والنعناع إلى غير ذلك من الخضراوات التي تصلح للاستهلاك الآدمي، كما أبدت الأمهات والجدات استعداداً كبيرا للمشاركة في المشروع وتعليم الصغار طريقة الزراعة واختيار أنواع المزروعات التي تناسب البيئة الإماراتية، وفي مرحلة أخرى من التعريف بالمشروع فقد تم الحديث مع إمام أحد المساجد الذي عمل بدوره على توصيل فكرته للإماراتيين والمقيمين الذين رحبوا بالمشروع إلى أبعد حد. حديقة نموذجية وعن آلية إنشاء «حديقة للجميع» قال إن المشروع يحظى بدعم كبير من «مبادرة مساهمتي» التي تنسق مع العديد من الجهات لتنفيذه، موضحا أن البداية من المتوقع أن تنطلق بمنطقة الكرامة في أبوظبي كحديقة نموذج لتعمم الفكرة على باقي أحياء أبوظبي وباقي الإمارات، ولقد تم تحديد مكان الحديقة مبدئياً، وتم في هذا الإطار التنسيق مع العديد من الجهات المعنية من طرف المبادرة، وستتضمن الحديقة التي ستكون عبارة عن بيوت مغطاة العديد من الأقسام المخصصة لزراعات مختلفة تحت إشراف خمسة أشخاص، كما ستشتمل على مكان للأطفال ومكان لكبار السن، لأن الهدف هو تجميع مختلف الفئات والعديد من الاهتمامات، وبذلك سيتمكن أهل الحي من تبادل من منتوجاتهم بالمجان على أن المبادرة ستكلف بتوفير كل المواد، بينما إذا أراد شخص من خارج الحي اقتناء بعض الخضراوات فإن ذلك سيكون بمقابل مادي». إيمان بالمشروع يحظى المشروع برعاية كبيرة من «مبادرة مساهمتي» التي توفر الظروف لإنجاحه، لكن يظل حماس الناس الذين سيشاركون في المشروع وإيمانهم به هي العوامل التي ستحدث الفرق، وفي هذا الإطار تابع ناهويل حديثه: لا نفكر في مساحة الحديقة بقدر ما نفكر في الطريقة التي نبدأ بها المشروع لأن الفكرة جديدة، وسنطبقها خطوة خطوة، فالمساحة لا تهمنا بقدر ما يهمنا الحماس، واقتناع الناس بها، لأنها ستبنى بجهودهم، لهذا فإننا نركز على هؤلاء ليؤمنوا بها ويدافعوا عنها، ويصبح الاهتمام نابعا من ذواتهم، على أن يتم تعميم الفكرة على باقي المناطق في أبوظبي. إضاءة تعتبر مبادرة مساهمتي أولى مبادرات جائزة أبوظبي، وأطلقت بهدف تشجيع شباب أبوظبي على تقديم أفكارهم المبتكرة والمستدامة لجعل الإمارة مكاناً أفضل للجميع، ووصلت «مساهمتي» إلى آلاف الطلاب، حيث بادر أعضاء فريق مساهمتي بزيارة المدارس والجامعات في مختلف أنحاء إمارة أبوظبي لترويج المنافسة، وتمت عملية الاختيار في مساهمتي على ثلاث مراحل متتالية بدأت الأولى بفتح باب المشاركة لجميع الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين16 و23 سنة. وبعدها تأهلت 17 فكرة من أصل 250، وتمت دعوة المتأهلين لحضور ورشة عمل جمعتهم مع خبراء في مختلف المجالات لمساعدتهم على تقديم مقترحاتهم النهائية، ثم انتقلت المشاركات إلى مرحلة العرض النهائي الذي تم تقييمه من قبل لجنة من كبار رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين في إمارة أبوظبي وتم اختيار مشروعي «حديقة للجميع» و«نظام المراقبة الفورية لمرضى السكري». أبوظبي خضراء يشمل المشروع ثلاثة جوانب: جانب تثقيفي، حيث يتعلم الكبار والصغار كيفية الزراعة ويتسنى لهم الاضطلاع بالبيئة المحلية وتعليمهم الزراعات التي تناسبهم، وجانب تعليمي، إذ تعلم الأمهات والجدات من الإماراتيات الناس طريقة زرع النباتات والأعشاب الإماراتية، في حين يتعلق الجانب الثالث بتحقيق الاكتفاء الذاتي لأهل الحي من الخضراوات والنباتات الطبيعية العضوية الطازجة على نهج أجدادنا، وسيسهم ذلك في نشر ثقافة الزراعة ويعمل على محاربة الأمراض، إلى جانب إيجاد جو تعارفي بين أهل الحي الذين سيتبادلون الخبرات وينعمون بحياة بها الكثير من الألفة والمحبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©