الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسد خرفاني!

10 أغسطس 2009 00:52
لا أعتقد أنكم سمعتم يوما عن حكاية «غانم.. الأسد الخرفاني»، فأنا لم أقرأها في كتاب ولم يروها أحد لي، عثرت على تلك الحكاية صدفة، عبر شريط رسوم متحركة، أي نعم كارتون! تروي الحكاية أن شبلا صغيرا وصل إلى قطيع خرفان بطريق الخطأ فتبنته إحدى النعاج وأغدقت عليه الحنان، وحاول هو بدوره أن يندمج مع الخراف الصغيرة، فكان يأكل العشب ويحاول اللهو معها جاهلا أنه شبل، لكن الأخيرة قابلته بعنف شديد، ولم لا وهو لا يتزين بالصوف الأبيض ولا يجيد الثغاء فبدأت بنطحه وازدرائه، ولم يكن يجد أمامه إلا أمه النعجة ليحتمي بها حتى بعدما شب وأصبح أسدا. ذات ليلة هاجم الذئب قطيع النعاج فهرب غانم واختبأ، كان يرتجف رعبا وهو يرى الذئب يشتت القطيع، واختار الذئب أم غانم لتكون فريسته، هنا فقط شعر غانم بأنه أقوى من الذئب، وقرر أن يهاجمه، وهكذا انتصر غانم وأنقذ أمه النعجة واحتفلت الخراف به. انتهت حكاية الكرتون تلك.. بقي معناها في عقلي، وجدت من البشر من هم أشبه بغانم، يخافون مما هو أضعف منهم، لأنهم يعتقدون أنهم ضعفاء، بعضهم يجهل أن الإنسان قوي بعقله، وأن هناك دوما أسد مختبئ داخله، فهو مهما كانت درجة ضعفه، قوي بشكل ما وقادر بشكل ما، يستطيع أن يحمي نفسه وأن يظهر قوته، وحتى أن يوقظ المارد النائم في أعماقه. كم غانم بشري يعيش بيننا، لا يدرك مكامن نفسه، ولم يسبر يوما أغوارها، يخاف من «هناك» وبقي مكتفيا «بهنا»، لم يفكر يوما أنه «يستطيع»، ولم يدرك مقدرته للعلو إلى «هناك». ما هو شعورك لو جلست يوما بينك وبين نفسك، تأملت في شريط حياتك، فوجدت من كانوا حولك وقد صنع كل منهم مجده الخاص، بينما ما زلت قابعا محلك لأنك لم تؤمن بأنك تستطيع؟ بدلا من مشاهدة «إنجازات غيرك» فكر أنك أيضا قادر على الإنجاز، لا تنتظر أن يهاجمك الذئب لتعرف أنك أسد، لا تقع في مصيدة التأخير «اعقلها وتوكل» وأطلق نفسك للنجاح. فتحية البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©