الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الممثلون العرب في الدراما المصرية.. يشعلون نار الغيرة والجدل بعد نجاحهم

الممثلون العرب في الدراما المصرية.. يشعلون نار الغيرة والجدل بعد نجاحهم
23 مارس 2014 22:42
محمد إبراهيم (القاهرة) - لا يختلف اثنان حول موهبة النجوم العرب، وإثرائهم الحياة الفنية في مصر والعالم العربي، وإذا كانت التقنية قد ألغت الحدود بين الدول فإن الإبداع الفني أيضاً غير محكوم بحدود الدول، فالفضائيات مثلاً أصبحت تنقل المشاهد من دولة إلى أخرى ليتابع في هذه القناة أخباراً، أو مسرحيات، وفي أخرى أفلام ومسلسلات.. ورغم ذلك هناك من يحارب وجود النجوم العرب في الدراما المصرية، سواء من منطلق الغيرة، أو لرغبة في الانفراد بالأدوار التي يحصلون عليها لتزيد فرص نجوم مصر فيها. على صعيد إنتاج العمل الإبداعي يظل التنافس هو الفيصل، والأجور هي التي تتحكم في ظهور ممثلين عرب من خارج مصر على حساب المحليين، وربما تشتعل الغيرة بين الممثلين أو تنال اعترافهم خاصةً تجسيد أدوار الزعامات التاريخية، فعلى سبيل المثال فقد وقع اختيار الممثل السوري «جمال سليمان» ليؤدي دور الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر» في مسلسل «صديق العمر»، والتونسية «درة» لتقوم بأداء دور «برلنتي عبدالحميد» زوجة الراحل عبدالحكيم عامر، بينما يجسد الممثل السوري «قصي خولي» شخصية الخديوي إسماعيل في مسلسل «سرايا عابدين»، ولكن هذه الاختيارات أصبحت تثير جدلاً في الأوساط الفنية، حيث تبناينت أراء أهل الفن بين قبول الفكرة ورفضها.. ولكل حجته.. ليست حكراً الممثل جمال سليمان ينظر للفكرة بصورة مختلفة فهو يرى أن شخصية الزعيم جمال عبد الناصر تهم كل مواطن عربي، وليست حكراً على المصريين، ويتمسك بموقفه، ويقول إن جيله عاصر الوحدة العربية بين مصر وسوريا في مرحلة تاريخية لا يمكن إغفالها، ولذلك لا يمكن إبعاد الممثلين العرب عن تجسيد الشخصيات السياسية أو الدينية المصرية في الأعمال الدرامية، نظراً لأنها شخصيات أثّرت كثيراً على جمهور الوطن العربي. وتؤكد الممثلة التونسية درة، أنها تحاول بشتى الطرق أن تكون قريبة الملامح من الفنانة الراحلة «برلنتي عبدالحميد»، التي وصفتها بأنها كانت رمزاً لجيل من الفتيات في مصر والعرب بسبب «شقاوتها» غير المعهودة، وتشير إلى أن تجسيد تاريخها الفني ليس حكراً على الفنانات المصريات، وأوضحت درة أن شركة الإنتاج وصناع العمل ربما اختاروها لأنهم رأوها أكثر فنانة على الساحة قادرة على تجسيد شخصية صعبة ومركبة مثل «برلنتي عبدالحميد». التقمص والإجادة ولكن ما هو الفيصل في أداء الممثل للشخصية التاريخية. من وجهة نظر الناقد الفني طارق الشناوي، حيث يضيف: جنسية الممثل ليست مهمة وإنما تقمصه للشخصية وإجادته لها على الشاشة، ويؤكد أن اختيار الممثل يخضع لحسابات فنية من قبل صناع الدراما، ويدلل على ذلك بأمثلة كثيرة، أبرزها اختيار الممثل السوري «تيم الحسن» لتجسيد شخصية الملك فاروق في مسلسل يحمل نفس الاسم، وأيضاً الممثل الأردني «إياد نصار» لتجسيد شخصية «حسن البنا» مؤسس جماعة الإخوان المسلمين. وأعتقد أنهما نجحا ببراعة في تجسيد الشخصيتين أفضل بكثير من المممثلين المصريين على الأقل في الأعمال، التي حملت تجسيد هذه الشخصيات سابقاً. وفي رأي الناقدة حنان شومان، أن جنسية الممثل تتوارى عند نجاحه في تجسيد الشخصية دون مبالغة، بالإضافة إلى أن الدراما المصرية أصبجت الملاذ الوحيد أمام الفنانين العرب، وخاصةً دراما رمضان لأنها الفرصة الأكبر لظهور هؤلاء الفنانين في أعمال جيدة تستحق المشاهدة، ومن بُعد آخر ـ كما تضيف شومان ـ أن ما يحدث في سوريا من أحداث سياسية أثّرت بشكل كبير على الدراما السورية، التي كانت منافساً حقيقياً للدراما المصرية، ولكنها تكشف عن أن بعض المنتجين قد يلجأون للممثلين العرب بشكل عام بسبب انخفاض أجورهم مقارنةً بنظرائهم المصريين. أرفض بشدة غير أن الناقد الفني كمال رمزي، يرفض بشدة لجوء شركات الإنتاج للاستعانة بممثلين عرب لتجسيد الشخصيات المصرية التاريخية، نظراً لأن مصر مليئة بالمواهب الفنية التي تستطيع أن تقدم هذه الأعمال ببراعة شديدة، ويشكك في قدرة الممثل العربي في إتقان اللهجة المصرية، والتي تقف عائقاً أمامه وتمثل أزمة كبيرة، وتحول دون مصداقية العمل أمام الجمهور. الفنان العربي أثرى الفن المصري اختلف في الرأى الناقد الفني نادر عدلي، الذي أكد أن الفنان العربي أثرى الحياة الفنية المصرية بشكل عام، كما ساهم هؤلاء الممثلون في دعم الدراما المصرية في دول الخليج والمغرب العربي، بسبب جمهورهم في هذه المناطق أكثر من المصريين، مؤكداً أن الفن لا يعتمد على جنسية الفنانين، ولكن المهم أن يكون الدور مناسباً للفنان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©