الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روح الجمال!

روح الجمال!
10 أغسطس 2009 00:58
هناك مثل سويدي شهير يقول: «إذا التقيت بامرأة جميلة جداً، أو بشعة جداً، فحدثها عن ذكائها أولاً»، وهناك من يعتقد دائماً بأن الرجل يبحث أولا وثانياً وثالثاً عن المرأة الجميلة الحسناء، وربما أتهم بعدم الموضوعية إن خالفت هذا الاتجاه، وهذا من وجهة نظري المتواضعة غير صحيح في بعض جوانبه، فالجمال ليس هو المحك الرئيسي و «الأوحد» عند عدد كبير من الرجال، فهنا كثيرون يفتشون عن روح هذا الجمال، ولا يمكن بطبيعة الحال أن ننكر عناصر الجذب الأخرى في الأنثى، وما الجمال الذي يبحث عنه أصحاب ذلك الرأي، سوى عنصر واحد فقط من بين عدد كبير من العناصر، وما يعجب الرجل في المرأة يرتبط بلا شك بشخصيته وثقافته وتركيبته النفسية، فكثير من المراهقين يتخذون من نجمات الفن ومشاهير السينما نموذجاً للجمال القابع في خيالهم، وهو أمر يساهم في تعزيزه بصورة مرضية ما نراه عبر الفضائيات، وثقافة الشات،وأفلام «البورنو»، وغير ذلك من مشاهد العولمة الجنسية، وعلينا أن ندرك عندما نتناول ونناقش إشكالية الجمال بشتى أشكاله وأصنافه وأنواعه أنه ليس هناك جمال مطلق، وإنما هناك ما يعرف بالجمال النسبي، فهناك مثل فرنسي شهير يقول: «لا توجد امرأة غير جميلة، لكن هناك امرأة لا تعرف كيف تجعل نفسها كذلك»، وهذا ما يساعدنا على تفسير سعي كل أنثى إلى إبراز جمالها ومفاتنها بطريقتها الخاصة، ووفق ثقافتها، وتنشئتها، وغير ذلك، ولكل أسلوبها الخاص، وتختلف تأثيرات وانعكاسات هذا الجمال، وهذا الأسلوب من شخص لآخر، ومن أنثى لأخرى، وحتى لنفس الأنثى من وقت لآخر. لكن المهم ألا ينبغي أن ننساق خلف مقولة «المرأة الجميلة تدير الرؤوس»، ولعل جمال العقل في المثل السويدي يجعلنا ننحاز إلى العقل أكثر من الأشياء الأخرى، وهذا يعني ضرورة أن يفرق الرجل بين العلاقات العابرة التي ترضي تخيلاته وهواماته ورغباته العارضة، وبين العلاقة التي تهدف إلى إقامة علاقة تعايش إنساني واجتماعي طويل الأمد. وقد يجد البعض صعوبة في التعامل مع ذواتهم حيال هذه المشكلة، ونراهم دائماً يبحثون عن ما في خيالاتهم المريضة، ويبررون خياناتهم بتبريرات سطحية، هنا لا أتردد أن أنصحهم لمراجعة استشاري نفسي متخصص على وجه السرعة ليساعدهم في حل مشكلتهم، لكن قبل أن يستجيبوا لهذه النصيحة، أنصحهم بمحاولة أن يتقبلوا أنفسهم أولاً. المحرر dunia@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©