الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علماء يدعون لإنشاء تحالف دولي للأديان دعماً للسلام

علماء يدعون لإنشاء تحالف دولي للأديان دعماً للسلام
3 مايو 2017 13:52
إبراهيم سليم (أبوظبي) دعا علماء ورجال دين يمثلون الأديان السماوية إلى ضرورة الاتحاد من أجل إنقاذ العالم من الكراهية والتطرف والإرهاب، وصناعة جبهة سلمية عالمية ضد الكراهية والإسلامفوبيا، وصياغة تحالف إنساني ضد تيار العنف والغلو، وبناء الثقة بين الأديان الإبراهيمية من أجل السلام. جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات الاحتفاء بقافلة السلام القادمة من أميركيا في خطة تستهدف جميع دول العالم انطلاقاً من أبوظبي، والتي ينظمها «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» برئاسة معالي الشيخ عبد الله بن بيه رئيس المنتدى. وتضم القافلة رجال دين من الولايات المتحدة الأميركية ينتمون إلى مختلف ديانات العائلة الإبراهيمية، وما يزيد على ثلاثين شخصية دينية من المسلمين والمسيحيين واليهود الأمريكيين. وهم نخبة من أهم القساوسة والأئمة والحاخامات في عشر ولايات أمريكية كبرى، أصبح فيها التنوع الديني واقعا والتعايش السعيد ضرورة حاقة. وتأتي زيارة القافلة الأميركية للسلام لدولة الإمارات استلهاما للنهج الذي اختطته القيادة الرشيدة في ترسيخ ثقافة التسامح والمحبة والسلام، وتعزيز روح الأخوة والوئام. حيث ستتيح هذه الزيارة الفرصة للمشاركين للاطلاع على تجربة الدولة في تنمية قيم التسامح والعيش المشترك ووضع الأطر القانونية والتشريعية الكفيلة بحمايتها، مثل قانون مكافحة التمييز والكراهية. أرض التسامح وأكد العلامة بن بيه خلال كلمته الافتتاحية أن التلاقي على أرض التسامح والسلام والوئام في أبوظبي يهيئ الفضاء المريح، الذي يسمح بطرح الأفكار النيرة والمبادرات النافعة للخروج من أزمة البشرية الراهنة، والبحث عن التعايش السعيد بين الديانات، والحرصَ على مبادئ التسامح والتعارف، مشددا على أن الوقت قد حان ومنذ زمن طويل، لضرورة القيام بعمل يتصف بالديمومة والإخلاص، بغرض تفعيل المشتركات الكثيرة، التي أدَّى تجاهلها، وإذكاء الخصوصيات بديلا عنها إلى كثير من الحروب والدمار، وابتعاد البشرية عن قيم الخير والمحبة والتراحم، التي أرساها الأنبياء سلام الله عليهم أجمعين». وأكد معاليه أن هذه المبادرة تمثّل أملا في هذا الوقت بإتاحتها الفرصة للتعايش والتعارف، وعقد أواصر الأخوة ليعود المشاركون من الأئمة والقساوسة والحاخامات بهذه الروح إلى مجتمعاتهم الخاصة وليروجوا لها، مؤكِّدا أن لدينا مشتركات كثيرة لبناء السلام والمحبة علينا التذكير بها وتقديمها للناس. وعبر عن اعتقاده اليقيني أن كل الديانات المنتمية للعائلة الإبراهيمية جميعها تحمل في نصوصها الكثير من الأسس التي تدعو إلى التعايش والتي لا تخطئها العين، وأن تعاليمها الأساسية حول السلام والتعايش وحول عالمية الكرامة الإنسانية، واحترام الاختلافات الدينية هي مضادات قوية للتطرف الديني العنيف، مؤكدا أن الرجوع إلى النصوص والتأويل المناسب والمقارب هو الذي سيسمح لنا بالرد على مروجي الكراهية والإسلامفوبيا وعلى الإرهابيين على حد سواء، وضرب لذلك أمثلة من التوراة والإنجيل والقرآن الكريم. استراتيجية للسلام وقد دعا الشيخ بن بيه المشاركين إلى وضع خطة استراتيجية لمواصلة رحلتهم في البحث عن السلام ولتوسيع دائرة القافلة «لتتحوَّل إلى حلف فضول جديد للوئام والسلام السعيد بين الأديان، يستلهم جوهر الدين الصحيح في الديانات الإبراهيمية لتحقيق التعايش السعيد بين الشعوب، وعمارة الأرض بقيم الخير والجمال، ونبذ الغلو والتطرف، وتبريد القلوب والعقول، ومسح تداعيات الإسلامفوبيا ومعاداة السامية، وكل أشكال التنابذ الديني والعرقي، مؤكدا أن اليوم الذي ننبذ فيه جميعنا التصورات النمطية ومشاعر الكره لتجمعنا مشاعر الأخوة الإنسانية وحب الخير والصداقة، ذلك اليوم سيكون بحق يوما مشرقا في تاريخ الإنسانية. وحرص بن بيه على التأكيد على أن لقاء هذه الديانات المنتمية إلى العائلة الإبراهيمية لا يعني إقصاءً ولا تكتُّلا ضد الديانات والمذاهب الأخرى، وإنما يعني تعزيز المشتركات في دائرة العلاقات الإنسانية التي تتواصل فيها دائرة الإنساني مع دوائر الديانات والفلسفات الكونية التي تعلي من شأن الحياة وحقوق الإنسان. الإمارات والتسامح العالمي ورحب الدكتور محمد مطر الكعبي أمين عام»منتدى تعزيز السلم في المجتمعات«بالقافلة الأميركية للسلام على أرض الإمارات، أرض المحبة والسلام والتسامح، الذي يعد مصدر السلام في المجتمعات، وهو ما يصب في واحة التعايش الإنساني السعيد، حيث يعمل بالدولة مقيمون ووافدون ينتمون إلى نحو مئتي جنسية من مختلف الإثنيات والأعراق في العالم، ويسهمون في بناء النهضة الحديثة للدولة، ويتعايشون باحترام ووئام مع كل أطياف المجتمع الإماراتي. وهذا هو النهج الذي أسّسه القائد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه على قيم الحب والتسامح والوسطية والاعتدال. ولهذا قد تكفّل الشيخ زايد بترميم كنيسة المهد في بيت لحم، معتبرا أن المعابد ينبغي أن تحترم وتلقى الرعاية والاهتمام بغض النظر عن طبيعة قاصديها. وعلى هذا النهج القويم يسير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، و صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد. وتطرق الكعبي إلى بنية ثقافة التسامح الراسخة على كل المستويات في دولة الإمارات منذ نشأتها، مشيراً إلى عمق التاريخ الإنساني والروحي لهذه البلاد حيث تم اكتشاف كنيسة أثرية في جزيرة صير بني ياس؛ وتوجيهات القيادة الرشيدة بإعلاء هذه القيمة التاريخية والعناية بالآثار الدينية بشكل عام. التعايش في المغرب وألقى د. عبدالله بوصوف أمين عام مجلس الجالية المغربية في الخارج كلمة نيابة عن وزير الأوقاف المغربي، أشار فيها إلى المملكة المغربية لديها تاريخ في التعايش والتسامح على مر العصور الطويلة، حيث تم إصدار الظهائر للمسلمين وغير المسلمين وهي تعني ضرورة احترام الإنسان لأخيه الإنسان، إلى جانب تعامل المغرب مع الأديان الأخرى على مبدأ المواطنة. من جانبه أكد الحاخام روبي بروس لاستيك أكبر حاخامات الطائفة اليهودية في واشنطن أن أصل الإنسان واحد وأن الجميع أخوة بالإنسانية، ملفتا إلى أن الجميع مدعوون لأن يسلكوا دروب السلام، وهذا تلاحظه جميع الأديان الإبراهيمية. وأعرب عن شكره لكرم استقبال دولة الإمارات للقافلة الأميركية للسلام، مؤكداً أن هذا الاجتماع في العاصمة الإماراتية أبوظبي هو من أجل السلام ونبذ الخلافات ومد جسور التعاون . وأكد أن الحرب والكراهية والدمار يدفع ثمنها جميع البشر وأتباع الديانات، لذا على علماء الدين توحيد الجهود لنبذ الكراهية والتعصب والعيش بمحبة وسلام، وأن يحترم كل منهم الآخر، مضيفاً: إن الظروف التي نعيش فيها وجدنا أنفسنا بها ولم يكن لنا يد في خلقها، لكننا على الرغم من ذلك قادرون على أن نصنع ردود أفعالنا تجاهها، ونحن جميعاً نعيش ونموت بإرادة الله ولذا علينا خلال حياتنا أن نحدث فرقاً بالتعاون فيما بيننا وتجاوز الاختلافات التي تعيق تقدمنا واستقرارنا وتوحدنا لأننا جميعاً أخوة في الإنسانية. وشدد على أهمية التقارب والتعاون بين جميع الأديان السماوية ودحر الخلافات والتعصب. ورش العيش المشترك وستقوم القافلة، التي تستمر لثلاثة أيام، بمجموعة ورشات وجلسات نقاش وتدارس حول المحاور التالية: التصورات المتبادلة بين أتباع الديانات المختلفة وأثرها في السلم، تحديد أهم التحديات التي تواجه العيش المشترك.. أهم الفرص التي تعززه وتقويه، محورية مفاهيم السلام في الخطاب الديني في المساجد والكنائس، الدين ودوره في الفضاء العمومي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©