نيويورك تايمز : السعودية تخطط لزيادة إنتاج النفط في يوليو

قالت صحيفة نيويورك تايمز أمس إن السعودية تعتزم زيادة إنتاجها النفطي في يوليو المقبل بنحو نصف مليون برميل يوميا في علامة على أن الرياض تشعر بقلق متزايد إزاء تأثير ارتفاع اسعار النفط الخام على الاقتصاد العالمي· إلى ذلك أعلنت المملكة العربية السعودية أمس الأول أن الاجتماع الذي سيعقد في جدة في الثاني والعشرين من الشهر الحالي لمنتجي ومستهلكي النفط سيعقد على مستوى الوزراء لمناقشة أسعار النفط المرتفعة التي تؤثر على الاقتصاد العالمي· وقالت نيويورك تايمز نقلا عن محللين وتجار نفط التقى بهم مسؤولون سعوديون ان مسؤولين سعوديين كشفوا النقاب خلال أحاديث خاصة في الآونة الأخيرة عن خطط السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، وامتنع المحللون عن كشف هويتهم خشية قطع السعوديين المعلومات عنهم في المستقبل· وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الابيض للصحيفة: ''سنرحب بأي وبكل الزيادات في انتاج النفط بما في ذلك من جانب السعودية''، وحث الرئيس الأميركي جورج بوش على زيادة الانتاج خلال زيارتين للسعودية في وقت سابق من العام الجاري· وقالت الصحيفة ان ابراهيم المهنى وهو مستشار في وزارة البترول السعودية امتنع عن التعليق على زيادة الانتاج على الرغم من اشارته الى عدم ارتياح السعودية لاسعار النفط قائلاً إن: ''هدفنا هو اعادة الاستقرار الى سوق النفط العالمية''· وهذه الزيادة التي تقول الصحيفة انها قد تعلن اوائل الاسبوع قد تجعل انتاج السعودية يصل الى عشرة ملايين برميل يومياً مما سيكون اكبر مستوى لانتاجها حتى الآن اذا استمر، ويبلغ الانتاج الحالي 9,45 مليون برميل يوميا· وقال التقرير ان هذه الخطوة تعتبر اشارة الى قلق السعودية بشأن التأثير السياسي والاقتصادي لارتفاع اسعار النفط مع تراجع الطلب على النفط في الدول المتقدمة بما في ذلك الولايات المتحدة· وارتفعت أسعار النفط بنسبة 40% الى نحو 140 دولارا للبرميل هذا العام مما ادى الى ارتفاع اسعار البنزين في الولايات المتحدة لمستويات قياسية ويتوقع بعض المحللين وصول سعر البرميل الى 200 دولار هذا العام· ونقلت الصحيفة عن جون كيلدوف وهو أحد كبار نواب الرئيس في مؤسسة ام اف جلوبال للسمسرة إن: ''هذا يمثل بشكل واضح اكبر اختبار لهم'' لان هذه الخطوة قد تكون لها آثار عكسية اذا لم يرد المستثمرون على الامدادات الاضافية· وانخفضت أسعار النفط أمس الأول بعد أن قالت نشرة متخصصة ان السعودية تدرس إجراء زيادة كبيرة لانتاج الخام لتهدئة الاسعار التي تحوم قريبا من مستويات قياسية مرتفعة، وقالت نشرة ميدل ايست ايكونوميك سرفي (ميس) أمس الأول إن السعودية تدرس إجراء زيادة كبيرة في انتاجها النفطي ليصبح قريبا من مستويات قياسية عند حوالي عشرة ملايين برميل يوميا وذلك قبل اجتماع منتجي النفط ومستهلكيه في 22 من يونيو· ومن المتوقع ان تنتج المملكة هذا الشهر 9,45 مليون برميل يوميا في اعقاب اعلانها في مايو انها ستزيد الانتاج 300 الف ب-ي، وفي نهاية التعاملات أمس الأول في بورصة نايمكس الأميركية للسلع هبط سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف عند التسوية 1,88 دولار إلى 134,86 دولار للبرميل، وفي لندن هبط سعر عقود مزيج النفط الخام برنت لعقود شهر يوليو 1,84 دولار مسجلا 134,25 دولار للبرميل· من ناحية أخرى قال وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس الأول ان اجتماع منتجي النفط ومستهلكيه الذي تستضيفه المملكة في 22 من يونيو يجب ان يسعى لإيجاد حل لأسعار النفط المرتفعة التي قال إنها قد تضر بالاقتصاد العالمي ولاسيما الدول النامية· وقال النعيمي الذي كان يتحدث لوكالة الانباء السعودية ان عوامل السوق الأساسية لا تبرر اسعار النفط المرتفعة الحالية، وقد أثار صعود النفط مخاوف أن تضر الاسعار المرتفعة بالطلب على النفط وفجر احتجاجات في انحاء العالم على اسعار الوقود المرتفعة· وقفزت الأسعار اكثر من ستة أمثال منذ عام 2002 إذ يكافح المعروض لمجاراة الطلب في الاقتصاديات الصاعدة ولاسيما الصين والهند، ولقي النفط مزيدا من الدعم هذا العام مع تدفق موجة من أموال المستثمرين على شراء النفط بحثا عن وسيلة للتحوط من التضخم وتراجع الدولار· واصبحت اوبك أمس الأول أحدث مجموعة تخفض تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2008 للمرة الثالثة هذا العام، وقالت المنظمة انها تضخ أكثر من الطلب المتوقع على نفطها وان معدلات الانتاج الراهنة مع امدادات اضافية من السعودية ستؤدي إلى زيادة المخزونات في الربع الثالث من العام· وقالت أوبك في تقريرها الشهري عن سوق النفط لشهر يونيو إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 1,10 مليون برميل يوميا هذا العام أي أقل بمقدار 60 ألف برميل يوميا عن تقديراتها السابقة· وأجرت أوبك التخفيضات السابقة لتوقعاتها في مايو وفبراير، وخفضت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق من هذا الشهر تقديرها لنمو الطلب في عام 2008 الى 800 ألف برميل يومياً