الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب يجددون أرواحهم بالسَّفر

شباب يجددون أرواحهم بالسَّفر
15 يونيو 2008 01:09
جاء الصيف، والكثير من الشباب يجمعون أنفسهم لينظموا رحلاتهم السياحية معاً، يخططون للسفر وما سيقومون به هناك ويرسمون خرائط طرقاتهم والأماكن والأيام المبتغاة، ويتركون العنان للخيال مع وعود ملونة بصفحات جميلة للذاكرة· تنطلق الرحلة مع ناصر علي الجنيبي، الذي يجزم أنه ''لا يمكن أن يأتي الصيف ولا أسافر مع أصدقائي· فالإجازة تصبح بلا قيمة إذا لم أسافر معهم· وفي كل عام نرتب رحلة جماعية بالسيارات إلى دول الخليج المجاورة، نبدأ من البحرين، ثم نعود إلى الإمارات، وبعدها نزور صلالة في سلطنة عمان، لنتمتع بالأجواء الخريفية هناك''· ''صحبة الأصدقاء وتمضية الأيام وكل شاردة وواردة معاً'' هي ما يحبه ناصر، الذي باتت لديه سيرة طويلة من الترحال في الصيف· وقد جرب قبل عامين، في الصيف أيضاً، السفر في الطائرة إلى أوروبا، وعلى الرغم من أنه أمضى هناك ''وقتاً ممتعاً وجميلاً''، كما يقول، إلا أنه اكتشف في نفسه أنه ''من النوع الذي لا يحب السفر بالطائرة''· ويتذكر: ''لم استطع التأقلم مع السفر في الطائرة، وكان إحساسي أثناء الطيران كمن حُبس لست ساعات في غرفة مغلقة· ومنذ تلك السفرة تأكدت أنني لا أستطيع السفر للسياحة في الطائرة، ولن أفعل ذلك إلا إذا كنت مضطراً''· فالسفر في السيارة مع الأصدقاء ''تجربة غنية وممتعة لا توفرها الطائرة''، يقول ناصر· وقد توصل من خلالها إلى حكمة مفادها ''أن السفر هو المقياس الحقيقي للصحبة· فعندما أسافر أكتشف أخلاق صديقي بشكل أفضل· وبالفعل، في إحدى السفرات عرفت أن أحد أصدقائي لا يستحق صداقتي وما إن عدنا قطعت علاقتي به''· ويخلص ناصر إلى القول: ''السفر البري بشكل عام تتخلله بعض المفاجآت، لذا يحتاج إلى رفقة الأصحاب الحقيقيين''· على العكس من ناصر الجنيبي لا يحب عادل الحوسني السفر بالبر ''ولا القيادة لساعات طويلة''· وهو يجد ''هذا النوع من السفر مرهقاً جداً· لذا، أنا أسافر جواً في أغلب الأحيان، وأختار في كل مرة دولة لم يسبق لي زيارتها لأسافر إليها مع أصدقائي''· يصف عادل نفسه بأنه ''من هواة الاطلاع على ثقافة البلدان والشعوب''، ويؤكد أنه يحرص على ''زيارة المتاحف والأماكن السياحية الشهيرة والأسواق الشعبية والمناطق الطبيعية، وأحب أن أمضي في كل بلد أسبوعين على الأقل، لكي أتمكن من استكشافه· ففي العام الماضي زرت أسبانيا وحرصت على تفقد آثار المسلمين هناك''· يعتقد سعيد عبدالله أن من ''حق الشاب أن يسافر وحده''· ويرفض ''النظرة الظالمة التي تُنظر إلى المسافر برفقة أصدقائه، خصوصاً الشاب الذي يزور دول شرق آسيا، إذ يعتقد الكثيرون أنه شاب يبحث عن التسلية غير البريئة، متناسين أننا نمضي العام في الدراسة والعمل وأن من حقنا السفر للترفيه عن أنفسنا والتسوق أيضا''· يعترف سعيد أنه لا يحب مرافقة أسرته في رحلاتها السياحية: ''في كل عام يسافر والدي وباقي أفراد الأسرة إلى بعض الدول العربية أو تايلاند، ومع ذلك لا أحب مرافقتهم· فأنا أجد السفر مع الأسرة تعباً يضاف إلى تعب الأيام الأخرى من العام، ولا أحب أن تتوتر أعصابي بسبب طفل ضائع، أو تأخر في مكان ما، أو غيرها من الأمور التي تواجه من يسافر مع أسرته· ولهذه الأسباب أجد أنه من الأنسب لي أن أسافر مع أصدقائي لأستجم وأمضي أفضل إجازة، ثم أعود للعمل براحة وحماسة''· الموقف من الأسرة في الصيف يختلف مع الشاب الأردني محمد علاونة، الذي ينتظر بسبب ظروف عمله في الإمارات سنة كاملة، من الصيف إلى الصيف، كي يسافر إلى وطنه وأهله، يقول: ''أحاول طوال العام ألا آخذ إجازة، لكي أحافظ على رصيد لا بأس به من الأيام أمضيها في الأردن مع أهلي· أقول مع أهلي وإن كنت حين أصل إلى بلدي لا أبقى كثيراً في المنزل، لأني منذ تغربت عرفت أن في الأردن أماكن لم أزرها في حياتي، ومن حينها صرت أحرص على تمضية أسبوع كامل مع أهلي ثم أخرج لمدة أسبوع مع أصحابي في جولة بالأردن، قبل أن أعود إلى بيت أهلي وأمضي ما تبقى من الإجازة''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©