أقدم حقائب العالم في أبوظبي

لا تقتصر الحكايات على الناس· وليسوا وحدهم أبطال تلك الحكايات، فثمة أشياء وتفاصيل كثيرة في حياتنا، لها أيضاً ذكرياتها وتاريخها ورحلات قطعتها عبر عشرات السنين· هذا ما ترويه ثلاث حقائب سفر، قطعت رحلة عمرها 99 سنة، ومئات الآلاف من الأميال، إلى أن وصلت العاصمة أبوظبي، لتستقر في صالة الحقائب في معرض ''المحلات الكبرى''، والتي يعدّ ترتيبها الخامس في العالم، وتختص بمنتجات ''سامسونايت بلاك ليبل''· كانت ''سامسونايت'' الشركة التي بدأت في صناعة الحقائب في العالم، قد أطلقت عام 1910 في أميركا، عبر الإخوة سامسونايت (خمسة إخوة) باكورة صناعتها من الحقائب، التي اقتصر إنتاجها -آنذاك- على عدة نماذج لحقائب السفر بعدة أحجام وألوان وأشكال، وبخامات محدودة، من بينها هذه الحقائب المعروضة في ركن خاص من المعرض كأنها تحف تاريخية، لا يتاح للزبائن والزوار أكثر من إلقاء نظرة عليها والسؤال عنها· تُعرض الحقائب - على حد تعبير جوزفين خليل مديرة المعرض، ''كشاهد على الإبداع والعمل الدؤوب والتطوير، فقد صنعت هذه الحقائب الثلاث قبل نحو 100 عام· وكانت من بين القطع التي أنتجتها الشركة كدفعة أولى لتطرحها في الأسواق، حيث كان الناس آنذاك يستخدمون الحقائب الجلدية أو المعدنية أو صناديق الخشب خلال أسفارهم البحرية''· احتفظ الإخوة المؤسسون بنماذج من نتاجاتهم الأولى، وكانت هذه الحقائب الثلاث من بينها، بل أشهرها لأنها جابت بعض دول العالم، قبل أن تستقر هنا في أبوظبي بشكل دائم· رغم بلوغها التاسعة والتسعين، إلا أن الحقائب ما تزال تحتفظ ''بشبابها''، وهي عالية الجودة وتوحي بالرقي· صُنعت من مزيج خامتي المعدن والبلاستيك المقوى· لونها أخضر فاتح موشى بالأبيض، بثلاثة أشكال وأحجام مختلفة، الأولى رجالية مستطيلة الشكل، والثانية نسائية لها شكل هندسي، والثالثة حقيبة يد للاستخدام الشخصي المؤقت، تصحبها المسافرة عبر الباخرة بيدها''· الحقائب، وفقاً لما ذكرته خليل، ليست للبيع، وتخضع للعناية والصيانة بشكل دائم، إذ إن قيمتها لا تقدّر بثمن لأنها تاريخية وشاهدة على قرن مضى·