الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قروض السَّفر طريق الهمِّ السريع

قروض السَّفر طريق الهمِّ السريع
15 يونيو 2008 01:11
للسفر متعته وأعباؤه أيضاً· فمع كل صيف يبدأ التخطيط والتفكير في السفر للاستجمام بعد عناء شهور عدة في العمل· ومع السفر يبدأ إعداد ميزانية خاصة يضطر رب الأسرة أو المسافر أمامها إلى اللجوء للقروض وإضافة عبء آخر إلى الأعباء المتراكمة· هذا رب أسرة يقدّر تكلفة سفر أسرته (المكونة من 7 أفراد مع الخادمة) لتمضية أسبوعين في ربوع أوروبا بنحو 80 ألف درهم، أولها بطاقات السفر وليس آخرها التسوق· ومع موسم السفر والعطلات تبدأ البنوك الترويج لعروضها الجذابة والمغرية· ومعظم هذه العروض عبارة عن قروض ميسرة، تبدأ رحلة سدادها على شكل أقساط بعد العودة من السفر· ولا عجب في أن نسبة القروض ترتفع في الصيف بنسبة كبيرة، بسبب موسم السفر والإجازات· وفي ظل الإغراءا ت التي تقدمها شركات السياحة وعروض البنوك، كثيرون يدفعون ثمن الراحة والاستجمام من الجيب والأعصاب· بعت سيارتي بصراحة ومن دون مبالغة تؤكد موزة السويدي أن زوجها ''أضطر، من أجل السفر والاستجمام، إلى الاستدانة من البنك مبلغ (60 ألف درهم)· علماً أن هذا المبلغ لا يكفي مصاريفنا فبعد أسبوع فقط من بدء رحلتنا إلى المانيا وقعنا في ضائقة مالية بسبب كثرة مصاريفنا وصولاتنا وجولاتنا التي لم نتوقع أن نبذر أموالنا فيها· فطلبت من أخي أن يبيع سيارتي ويبعث لنا المبلغ بأسرع وقت· وبالفعل، بيعت السيارة بثمن بخس وندمت على ذلك· فلو لم نسافر لما اضطررنا إلى ذلك· وعندما عدنا وجد زوجي نفسه أمام كم هائل من الديون، فهو كان قد استدان من البنك نحو 250 ألف درهم من أجل الزواج، والآن أخذ هذه السلفية من أجل السفر''· تأسف مريم المطروشي لأؤلئك الذين ''يستدينون من البنوك أو يبيعون بعضاً من ممتلكاتهم من أجل تمضية إجازة في أوروبا أو أميركا''· تقول: ''تحولت الإجازة هذه الأيام إلى نوع من ''الفشخرة'' أمام الآخرين، ليقال إن أسرة فلان سافرت إلى هذه الدولة أو تلك· وبعدما كان السفر نوعاً من الراحة والاسترخاء بات أبعد ما يكون عن الراحة الجسدية والمتعة، وقلة من الناس يستمتعون به· فالجميع بعد العودة من الإجازة غالباً ما يكون مرهقاً ومفلساً وتعيساً أيضاً، أكثر مما كان عليه قبل الإجازة''· يوجه حمد الكتبي اللوم إلى الزوجة، التي يعتبرها ''السبب الرئيسي في المشاكل التي تحدث في موسم الإجازات والسفر''· ويبوح: ''أصرت زوجة صديقي على السفر مع أبنائها وصديقاتها إلى أستراليا، على الرغم من إدراكها أن راتب زوجها لا يكفي، وعلى الرغم من أن المبلغ الذي أعطاها أياه لم يكفها لمدة أسبوع، فأضطر مرة أخرى إلى الاقتراض، حتى وجد نفسه في مصيدة القروض، وعليه أن يسددها على مدار أربع سنوات، ومازال يسدد القرض حتى يومنا هذا، إلا أنه قطع على نفسه عهداً بألا يسمح لزوجته بالسفر إلى الخارج، وأكد لها أن هذه السفرة هي الأولى والأخيرة في حياتها، فبسببها وقع في قرض بقيمة 190 ألف درهم إضافة إلى الفوائد''· مطرقة المظاهر يتقاطع قول حمد هذا مع رأي خلفان عبيد، الذي يرى أن ''الزوج غالباً ما يجد نفسه بين مطرقة المظاهر الخادعة وسندان القروض الشخصية· فالناس، ولاسيما النساء، مصابون بهوس التباهي بالسفر إلى الدول الأوروبية نتيجة التقليد الأعمى''· لكنه وهو يتهم المرأة لا يرغب في تبرئة ''البنوك التي تقدم التسهيلات والإغراءات للمقترضين''· ويسأل: ''لماذا تقول إعلانات البنوك: خذ قرضاً واحصل على تذكرة سفر مجانية''؟ تؤيد هدى عوض رأي خلفان، وتلاحظ أنه ''بسبب موضة السفر والإجازات حدثت حالات طلاق وانفصال عديدة، وكأن السفر صار من الواجبات الأساسية أو فرضاً يجب أن يتم كل عام· حتى بات الكثير من الذين يسافرون يذهبون في قمة السعادة ويعودون في قمة التعاسة، نتيجة الديون والفوائد التي يعجزون عن سدادها، لاسيما أن كثيرين ينساقون إلى الاقتراض من دون التفكير في العواقب''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©