الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناؤنا

15 يونيو 2008 01:24
في الحديث عن الأبناء -أبنائنا- الكثير من الشجن والشجون، هو حديث تتداخل فيه الأفكار، ونسعى من خلاله إلى التحاور حول أبرز التحديات التي تواجه أبناءنا في ظل العولمة، والانفتاح، وتناسل المجمعات التجارية ''المولات'' بما فيها من مقاهٍ، ودور سينما، ومغريات كثيرة تجعل الكثير منهم يضحون بيوم دراسي مثلا من أجل الاستمتاع بالوقت في إحدى المولات المنتشرة كالنار في الهشيم في وطننا العزيز· يحدث أن تذهب صباحاً للتبضع، فتجد مجاميع من الشباب الذين تعرف من أشكالهم أنهم طلاب مدارس فروا منها لينعموا برحلة خاصة للتسكع وملاحقة الفتيات من ذوات الأعمار المشابهة لهم· ويحدث أيضا أن تتجه إلى أقرب مقهى من المقاهي المتناثرة بين كل دكان وآخر فتدلف إلى الركن العائلي لتجد شبابا وفتيات منزوين أو ''متخششين'' في تلك المساحة المغلقة التي لا يمكن أن يتصور أحد من مرتادي المقهى أن من بداخلها ليسوا عائلات على الإطلاق· ترى ما سر هذا التغيير؟ ما سر هذا الإهمال؟ ما أسبابه؟ وكيف طاب للرجل أن يتخلى عن مسؤوليته ويتنازل عن قوامته في المنزل لأشخاص لا صلة لهم به أو بأبنائه؟ وكيف أمكن للأم أن تضع رأسها على وسادتها وفراشها الوثير مطمئنة إلى أن أبناءها في مأمن وهم على أجهزة الكمبيوتر يقضون الليل في محادثات لا يُعرف مداها ودون أن يشعر بهم أحد، أو يدرك ما يفعلون من وراء ستار العتمة، وخلف شارع صغير يمتد من غرفة منزلية إلى أخرى، ليس بصعب إطلاقا تجاوزه لفهم ما يدور وراءه لو كانت الأم تعرف مسؤولياتها جيدا، ولو كان الرجل ما زال يحمل شيئا من الخوف على أبنائه الصغار، ووطنه الذي ينتظر منه ومنهم الكثير· هي تحديات ومخاطر تحاصر الأبناء بشكل مخيف فمن يتنبّه لها،ويتسلل إلى مكامنها ليعرف مواطن الخلل ويحاول علاجها بالحوار العقلاني السليم، والثقة الحقيقية التي يمكن أن يتجاوز معها ،وبها الأبناء كل تلك التحديات؟ qasaed@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©