الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزراعة والحضارة

14 مارس 2015 22:21
«أعطوني زراعة أعطيكم حضارة» هذا من الأقوال الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه». هذا القول أطلقه، يرحمه الله، في بداية قيام دولة الاتحاد على هذه الأرض المباركة الإمارات، التي كانت بمثابة صحراء، وأصبحت اليوم جنات خضراء تسر الناظرين. إنها النظرة الثاقبة للمغفور له الشيخ زايد الذي عرف بحكمته كيف يدير موارد المياه؟ ويستصلحُ الأراضي القاحلة التي جلب لها المياه العذبة من على بعد مسافات شاسعة، سواء من مياه البحر المكررة والمحلاة، أو من خلال حفر الآبار الجوفية، التي اعتمد عليها في التوسع الزراعي. إن الحضارات القديمة اعتمدت في أساس معيشتها وتقدمها على الزراعة، فالزراعة هي الأساس القوي للصناعة والتجارة. وهذا ما أشار إليه المعنى الحقيقي لقول الشيخ زايد: إن الزراعة هي التي مكنت الأمم والشعوب من الارتقاء بحضارتها في مختلف الحقب التاريخية. في الماضي كان أهل المنطقة يعتمدون على الزراعة، والبحر في مصدر رزقهم، ومعيشتهم اليومية، فأهل السواحل يعتمدون على حرفة الصيد. وأهل السهول والبوادي، يعتمدون على حرفة الزراعة بشقيها النباتي والحيواني. وكان الاكتفاء الذاتي من المنتوجات الزراعية والحيوانية، هو السائد، بحكم أن المنطقة لم تكن مفتوحة أمام التواجد البشري المكثف الذي نشهده الآن، وهذا الانفتاح الهائل على العالم الخارجي، أدى بطبيعة الحال إلى فتح باب الاستيراد والتصدير من وإلى المنطقة لكافة السلع الغذائية وغيرها. والزراعة قديماً كانت تعتمد على مياه الأمطار، التي تُغذي الآبار الجوفية، والعيون والأفلاج التي يعتمد فيها على الزراعة في سلطنة عمان والإمارات. وبحكم أن منطقتنا تقع في الحزام الجغرافي الجاف، حيث يعد مناخ منطقة الخليج العربي مناخاً صحراوياً، وذلك لتميزه بقلة سقوط الأمطار وعدم انتظامها، وارتفاع درجة الحرارة في الصيف وانخفاضها في الشتاء. المنتجات الزراعية المحلية، يفضلها المستهلكين على تلك المستوردة، بحكم أنها طازجة، فهذا الإقبال الكبير، شيء طبيعي، لأن الناس دائماً يسعون للأفضل من المنتجات الزراعية السليمة التي تضمن لهم الصحة والسلامة.همسة قصيرة: زرعتك في قلبي بساتين مثمرة؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©