الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السَّفر بالسيارة متعة تمشي على عجلات

السَّفر بالسيارة متعة تمشي على عجلات
15 يونيو 2008 01:26
تتمتع مدن عديدة في دول الخليج العربي بأجواء جميلة في الصيف، ما يشجع الكثيرين على السفر في السيارة نظراً لما تتيحه من حرية في التوقف والحركة والتنزه المتأني، في المناطق الخضراء أو الساحلية أو الجبلية الباردة· ولهذا، تحرص الكثير من الأسر الإماراتية والخليجية على اقتناص فرصة الصيف للانتقال وزيارة الأقارب في الدول المجاورة· المواطن جلال عبد الله يجد، كما يقول، ''متعة كبيرة في قيادة السيارة على الطرقات الرئيسية التي تبعدني عن زحام المدن''· ولا يتوقف الأمر على متعة جلال الشخصية، ''فالأمر مبهج بالنسبة إلى زوجتي وأطفالي الثلاثة''· ويتابع: ''عددنا المحدود يجعل السفر في السيارة أمراً سهلاً، حتى إننا لا نأخذ معنا الخادمة أحياناً· أمّا الدول التي يسافر إليها برا فهي البحرين، التي ''أزور فيها أهلي مرة كل عام، وعُمان القريبة منا جغرافياً واجتماعياً، والتي تتمتع بأماكن جميلة مناخياً خلال الصيف، مثل صلالة وخصب، خصوصاً مع وجود التسهيلات الكبيرة لمواطني دول مجلس التعاون· فكلفة التأمين على السيارة على الحدود تبلغ 60 درهماً لثلاثة أيام، و80 درهماً لمدة أسبوع، و100 درهم لعشرة أيام، و150 درهماً للشهر· وهناك شركات تأمين في الدولة تقتطع 100 درهم إضافية إلى جانب قيمة تأمين السيارة لمن يزورون عمان باستمرار· أما بالنسبة إلى ختم جواز السفر فهو مجاني في منفذ (حتا)، علماً أن أبناء الإمارات يمكنهم دخول عُمان ببطاقة الجنسية التي تكفي بدلاً من جواز السفر''· ويؤكـــد جلال أن ''الطريق لا يشكل لي همّاً، خاصة مع وجود خدمات كثيرة على جانبي الطريق حيث تنتشر الاستراحات والفنادق والشــقق الفندقية ومحطات الوقود وفروع البنوك ومحال إصلاح الإطارات والمطاعم الشعبية والمســاجد ومراكز بيع المياه· وأكثر ما يثير أسرتي هو النزول للتسوق السريع لشراء الحلوى والمخللات والفاكهة، والفخاريات والسجاد التي تباع بأسعار شعبية جدا''· عبد الله أحمد شاب إماراتي اعتاد السفر بسيارته الخاصة أو برفقة أصدقائه الشباب وحتى في الباص لأداء العمرة، يبدأ باستعراض كيفية استعداده للسفر قائلاً: ''أولاً التأكد من صلاحية السيارة من كل النواحي، وصلاحية جواز السفر إضافة إلى الكاميرا لتسجيل اللحظات الجميلة، والمأكولات الخفيفة والماء فقط إذ تتوافر على الطرق الطويلة استراحات تقدم خدمات مختلفة ومحطات وقود حديثة مزودة بمرافق ومطاعم وأسواق صغيرة''· بعد هذه القائمة يشدد عبد الله على أن ''أهم شيء هو الرفقة الطيبة''، لاسيما أنه يفضل ''التناوب على قيادة السيارة خلال السفر على الطرقات الطويلة''· وينبه على ضرورة ''أن تكون السيارة واسعة ومريحة''· ويستدرك: ''لا بد من حمل أكثر من إطار احتياطي· فالإطارات عرضة للانفجار على الطرقات الطويلة الحارة''· لا يخفي عبد الله الذي قام برحلات سفر عديدة في السيارة إلى السعودية وقطر والبحرين والكويت، أن ثمة ''ازعاجات كثيرة تواجه المسافر براً، ومنها، بحسب قوله ''التفتيش الروتيني الممل في بعض الدول، ووجود شوارع مظلمة وسيئة أحيانا''· وعلى الرغم من ذلك يبقى السفر براً، بالنسبة إلى عبد الله، ''متعة''، إذ يتعرف إلى أصدقاء جدد ''إضافة إلى تنمية روح التعاون، ويكتشف المسافر لدى أصدقائه مواهب لم يكن يعرفها من قبل، حيث يقوم البعض بالغناء والعزف على العود والتقليد والتسلية بإلقاء النكات، وهناك أصدقاء يجيدون الطبخ والتدبير· أما أجمل اللحظات فتكمن في المقالب الطريفة، فمثلا عند التوقف في محطة من أجل أن يقضي أحد الشباب حاجته، يتم تركه والابتعاد بالسيارة لمسافة طويلة، ثم العودة إليه بعد أن يأخذ منه الهلع نصيباً، وأحياناً حين يغط أحد أفراد المجموعة في نوم عميق نقوم بالفرملة في السيارة بقوة ليستفيق مذعورا سائلا عما يجري وسط غرق المجموعة في الضحك''· يتذكر الشاب العراقي محمد جاسم، الذي يحب السفر براً، تجربة قاسية مر بها مع أسرته: ''كدنا ذات مرّة أن نتعرض لحادث مميت عندما فاجأتنا شاحنة كبيرة، ولولا لطف الله وبراعة والدي، الذي كان يقود السيارة حينها، لكنا تعرضنا للموت والله أعلم· فالتعامل مع سائقي الشاحنات الكبيرة على الطرق الخارجية صعب جداً· فهؤلاء متمرسون في تلك الشوارع، ويتعاملون بشكل قاسٍ وسيئ مع السيارات الصغيرة''· لذا، يحرص محمد على توجيه النصيحة إلى المسافرين باعتماد الطرق الرئيسة وعدم التفكير في اختصار المسافة من خلال طرق فرعية غالباً ما تكون غير مصانة ولا مجهزة بالإضاءة''· ومن خبرته يفضل ''استخدام الأجهزة الالكترونية الحديثة، كأنظمة الملاحة (أنظمة جي بي إس)، التي تساعد السائق في تحديد موقعه وترشده إلى الطرق الصحيحة وتحدد له المدة والمسافة المتبقيتين من الرحلة، وتعطي المسافر معلومات دقيقة حول الشوارع وإذا كان هذا مغلقا أو ذاك محولا بسبب الصيانة وما إلى ذلك''· ويتابع تعداد فضائل تلك الأجهزة: ''أسعارها أصبحت مقبولة، منها ما هو 300 درهم فقط· وبعض أجهزة الهاتف المتحرك تتضمن أنظمة ملاحة تساعد المسافر ومن دون تكلفة إضافية''· حرص ماريا أمير (أردنية) على الاستعداد الكامل للسفر براً يوازيه حذرها ومخاوفها· فهي تحسب حساب كل شيء· فقد بات لديها قائمة مخاوف: ''مفاجآت الطريق، أو أن أضل وسط الظلام وفي حال عدم وجود لافتات وإشارات إرشادية كافية، أو أن أسلك طرق لا دوريات للشرطة عليها، ولا تغطية فيها للهاتف المحمول''· لكن، في الوقت نفسه، لديها قائمة إرشادات تعتمدها، وهي: ''فحص السيارة ومكيفها والتأكد من كمية الوقود والمياه والطعام والمناديل المبللة''· وتشـــترط ماريا قبـل قيامها برحلة طويلة، أو حتى قصيرة، ''أن لا يدخن أحد من المســـافرين داخل السيارة أو الباص، أحس بأنني سأختنق· فأنا أصلاً، أكره المسافات الطويلة، وأشعر بالغثيان في الرحلات الطويلة''·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©