الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«دردشة» مع الفائزين حول التكريم والفكر والحياة والناس

«دردشة» مع الفائزين حول التكريم والفكر والحياة والناس
17 مارس 2011 23:31
تحتفظ أمسيات المعرض بميزة خاصة، هي أنها تهبك على طبق جاهز دائماً مجموعة من وجوه المجتمع في مكان واحد يتعاطون معك ومع الجمهور بكل بساطة، حيث الوقت يأخذك ويأخذهم في الأحاديث الجانبية التي تلامس في الغالب اهتمامات مشتركة مرتبطة بالفكر والثقافة والنشر والتأليف، فهو ملتقى للنخبة من كتاب ومؤلفين وناشرين يتعاطون ككل الناس ويتجولون ككل الرواد، وإن كنت لا تعرف وجه أحدهم مسبقاً فقد تخطئه لأنه مثلك ـ تماماً ـ مرتاد عادي يتجول كما الناس بين رفوف المكتبات منشغل بنفسه منهمك وهو يقتني كتبه المفضلة. ونحن نتجول أيضاً وهبتنا الصدفة البحتة لقاءً مع أربعة من المفكرين العرب المميزين، الذين حصلوا على جائزة الشيخ زايد للكتاب لهذا العام، وحضروا خصيصاً للتكريم فاستدرجناهم بلطف، وقبلوا بها بطيب خاطر لجلسة في رحاب رواق الجائزة المنتصب بالمعرض في دردشة شملت الحديث عن الثقافة والفكر وعن الجائزة وعن تطلعاتهم وعن المعرض والكتب والقارئ.. سنو: المؤرخ جزء من الناس حين التقينا الحائز على جائزة الشيخ زايد للكتاب للعام 2011 في فرع الجائزة للتنمية وبناء الدولة عن كتابه المكون من مجلدين، والذي يحمل عنوان “حرب لبنان.. تفكك الدولة وتصدع المجتمع”، المؤرخ والباحث اللبناني الدكتور عبدالرؤوف سنو سألناه عن شكل التعاطي بين المبدع والقارئ حين يلتقيان مباشرة دون وسيط معرفي، الذي هو في العادة مؤلف أو كتاب بمثابة منتج ثقافي يشكل صلة وصل بينهما؛ بدأ معنا الحديث عن التواصل المبدئي بين المؤلف والقارئ عن طريق اللغة وأدوات السرد في كتاباته، حيث قال “إن المؤلف الذكي هو من يراعي قراءه أثناء عملية الكتابة والتأليف، ويختار لهم لغة سهلة، مما يساعده في الوصول لهم، وتقديم أفكاره بشكل أشمل، وأضاف أن المبدع إنسان بحكم الآخرين له ماعليهم، تنتابه نفس نزواتهم الفكرية، وإن كان ضغط الأضواء عليه أكبر، لذلك هو يتسوق ويتواصل مع الناس، وبوصفه محاضرا جامعياً قال سنو إنه ليس في عزلة عن المجتمع، حيث يتلاقى مع الجمهور بشكل مباشر ويومي من طلاب وباحثين وغيرهم ويتعاطى معهم، وهذا يغذي مدركات التواصل الطبيعية لدى الإنسان، إذ لابد له من الناس ولابد لهم منه”. وحول جائزة الشيخ زايد قال الدكتور سنو إنه بحكم ما قرأ من مآثر عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه فقد خلق في ذهنه حالة استثنائية لأنه قرن القول بالعمل، وجائزة تحمل اسمه هي رمز وقيمة بالدرجة الأولى، لما تكتسبه من أبعاد. كبة: قيمة معنوية ومن جانبه قال المترجم السوري الدكتور محمد زياد يحيى كبة، الحاصل على الجائزة في فرع الترجمة لهذا العام، إن المؤلف الناجح هو الذي ينجح في التواصل، وأغلب الكتب التي تمس اهتمام القارئ هي التي تردم فجوات الاختلاف وتقرب الأشياء، فإذا لم نستطع كمثقفين أو كمفكرين أن نسهم في التقارب ونقدم محتوى الكتاب الى القارئ بشكل واضح وجلي، لايمكن أن نكون على مستوى، كما أن المفكر لايجب أن يكتفي بطرح المشكلة، بل تقديم بدائل لها. وحول جائزة الشيخ زايد والإضافة التي حققت له قال الدكتور زياد كبة إن الجائزة هي حافز كبير للمترجمين، للنهوض بمستويات الترجمة في العالم العربي ونقل المعرفة، وقد فاز بها في فرع الجائزة للترجمة لترجمته لكتاب “الثروة اقتصاد المعرفة” لـ “ألفين وهايدي توفلر”. وأضاف الدكتور زياد أن الجائزة من المؤكد أنها ستضيف له بغض النظر عن إضافتها المادية المجزية مكاسب معنوية جمة أيضاً، لذلك أكد أنه إذا كانت قيمتها المادية كبيرة فقيمتها المعنوية أكبر، وحول كلمة يقولها للقارئ قال الدكتور زياد إنه يأمل أن تتطور التنمية البشرية في عالمنا العربي، وتفتح لحقول تفسح له عوالم أرحب على مستواه الشخص والحضاري. مفتاح: القراءة والمعرفة الباحث المغربي الدكتور محمد مفتاح، الحائز على الجائزة في فرع الآداب عن كتابه النقدي “مفاهيم موسعة لنظرية شعرية” قال إن الكاتب بطبعه متجذر في الإنسانية، لذلك تحدوه الرغبة الدائمة للناس، حيث يتشاركون في علائق معرفية، فالمفكر بوصفه معبراً عن تطلعات المجتمع وضميرا له يسعى للوصول إلى أكبر قدر من الجمهور، وأن تكون كتبه مقروءة في كل مكان، وذلك شكل من أشكال التوق لهم، وبخصوص المثقف والنخبوية والجمهور والعامة، ليست على ذلك النحو، لأن مسألة الانعزال، غير واردة وإنما هي لصيرورة البحث وعمق التخصص فالكاتب أحيانا تنأى به الشواغل للركون إلى عزلته، لكنه لاتعني تعالياً أو غياباً. كما أن للتخصص علاقة بذلك فالباحثون يختلفون في تعاطيهم حسب تخصصاتهم، فالكاتب أو المبدع في ميدان الأطفال يختلف عن المبدع في ميدان التنظير الفكري لأن الجمهور يختلف. طبالة: أستطيع الإضافة وعن القراءة أضافت الباحثة المصرية الدكتورة عفاف طبالة، الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع أدب الطفل، عن كتابها “البيت والنخلة” انه لا يجب أن نطلق أو نعمم غيابها، وإن كان مستواها العربي أقل منه مع مقارنات أخرى، لذلك لابد من جعل عادة القراءة جزءا من السلوك الجمعي لتشجيع الأطفال في المجتمعات العربية، وهذه هي مهمة الدولة ودورها، وذلك لتحفيزهم وجعلهم قراء حقيقيين يستطيعون ان يبدعوا في مختلف المجالات إذا كبروا وتفرقت بهم سبل الحياة وشواغل التخصص. وعن مفهوم النخبوية قالت الدكتورة عفاف إنه يقدم مفهوماً يحمل الكثير من الإشكالات الملتبسة، فالمفكر لو أنه انعزل عن الناس فهذا سيعزله فكريا أيضا عن المجتمع الذي هو جمهوره القارئ، لذلك هو بالنسبة لها قضية نفسية أكثر منها قضية فكرية. وحول التتويج والتكريم بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع أدب الطفل قالت الدكتورة عفاف إن هذا السؤال بالضبط يتضمن إجابات كثيرة على أشياء كثيرة، إذ إنه حين تم تكريمها في مثل هذا العمر، حيث كانت تفكر وتتساءل قبل ذلك الوقت ماذا تستطيع أن تضيف، هو بمثابة أكبر تتويج على أنها في المسار الصحيح.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©