الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العمارة تمارس عنفها ضد الإنسان

العمارة تمارس عنفها ضد الإنسان
15 مارس 2015 16:43

هيفاء مصباح (دبي) للعنف مفهوم آخر بريشة الفنان الفلسطيني حازم حرب، فالعمارة البحتة يراها عنفاً ضد أجسامنا الباهتة والباحثة عن الحميمية بين الخراسانات. بذاكرة الفلسطيني المسكونة بهواجس الاحتلال يوثق حرب لوحاته التي قدمها في معرضه الفردي في المتحف الصلصالي في دبي على شكل 3 مجموعات رئيسية ضمت 48 لوحة كانت شاهدا على تفرده بمشاهد غير مرئية وخرسانة المستقبل لأنه كان يبحث بعمق في أسئلة حول الهندسة المعمارية وكل ما يتعلق بالاستعمار والقهر. يتكون المعرض من 3 مجموعات أساسية، أولها «مجموعة آثار الاحتلال» المكون من 23 عملًا. والثاني «مجموعة تاغ» المكون من 24 عملاً، والعمل الرئيسي الإنشائي «هذا ليس متحفا». وعن المعرض يقول حرب لـ»الاتحاد»: يتمحور مفهوم المعرض حول شعور العزلة في محيطنا العائلي والحميمة التي تحولت إلى كوابيس وهياكل تشكل تهديداً على حياتنا، حيث أصبحت العمارة عنفاً ضد أجسامنا الأمر الذي يضعف ثقتنا في الهندسة المعمارية والبنية التحتية. ويتابع أنه يسعى إلى تجريد كل من الطوب الذي عادة ما يكون مخفياً وراء جدران مطلية، وركاكة الفراش التي عادة ما تتكثف بطبقات وأقمشة للكشف عن الضعف في العمارة، مشيرا إلى أنه قام بتصميم سلسلة من الفن التصويري تعكس خراسانيات متعلقة في الهواء حول صور لدولة فلسطين قبل عام 1948 وهي مجموعة عشوائية من الأشكال الهندسية المعتمة التي تحوم فوق المدن بكآبة كأشكال غريبة منثورة على المشهد. وأكد حرب أنه انشغل في السابق بعمل عنوانه «التماس» في متحف القدس، والذي كان منزلًا فلسطينياً إلى أن استخدمه الجيش الإسرائيلي عام 1948 وقام بتحويله إلى ثكنة عسكرية حتى عام 1970 حيث تحول بعدها إلى متحف من وقت إلى آخر. وقد قام ببناء منصة على شكل مخطط متحف، وقال إنه سيقوم بعرض عدة تماثيل صغيرة وفيديو يتضمن استعارات من النوم يطرح فيها النوم بشكل مرتبط بالهندسة المعمارية، حيث يصبح النوم علامة للتحول والإمكانية وتوحيد قوة المتحف على شكل طرح سؤال عما إذا كان المتحف نائماً فقط وأنه سيصحو يوماً ما ليجد مستقبلًا مختلفاً. وفي رده على سؤالنا عن الرسالة التي يرغب في إيصالها للجمهور، قال: إن الفكرة الرئيسية للمعرض والمفهوم القائم عليه، هو إعادة النظر والأسئلة حول الذاكرة وإلغاء التاريخ الحضاري، وتداعيات التغيير الجغرافي للمشهد المعماري في فلسطين بعد الاحتلال وحتى الآن، وأطرح أسئلة عن المستقبل «والآثار» التي ستتبقى من الاحتلال بعد عقود من الزمن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©