الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طهران تستبعد وقف الأنشطة النووية وتتمسك بعرضها للأمم المتحدة

طهران تستبعد وقف الأنشطة النووية وتتمسك بعرضها للأمم المتحدة
15 يونيو 2008 01:55
استبعدت إيران تعليق أنشطتها النووية الحساسة بعد تسلمها أمس عرض القوى الست الكبرى، متضمناً مزايا تجارية وحوافز أخرى لإقناعها بتعليق تخصيب اليورانيوم خشية تمكنها من صنع أسلحة نووية، مصممة على أن ردها على حزمة الحوافز يتوقف على رد المجموعة نفسها على مقترحها الخاص بحل ''مشاكل عالمية''· لكن دبلوماسيّاً أوروبيّاً، رافق خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الذي سلم عرض الحوافز لطهران أمس، كشف أن الجانبين اتفقا في لقاء طهران على المضي قُدماً في الجهود لإيجاد حل دبلوماسي للمواجهة· وأعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عقب استقباله سولانا أن رد بلاده على عرض الدول الخمس الكبرى وألمانيا، يتوقف على ''رد منطقي وبنّاء'' من هذه الدول على عرض إيران للأمين العام للأمم المتحدة في مايو الماضي، ويهدف لتسوية ''مشكلات عالمية''، مشيراً إلى إقامة تحالفات ''كونسورتيوم'' لتخصيب اليورانيوم في عدة دول بينها إيران· وبالتوازي، أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش في مؤتمر صحفي مشترك مع مضيفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بباريس أمس، عن خيبة أمله من رفض طهران للعرض الجديد، وأكد المسؤولان أن إيران نووية ستشكل تهديداً للسلم العالمي، واتفقا على التنسيق فيما بينهما لتشكيل جبهة مشتركة لزيادة الضغـــوط على إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي· وفي مؤتمر صحفي مساء أمس، شدد سولانا على ضرورة بناء الثقة بالطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مؤكداً أنه والدول الست سيواصلون مطالبة طهران بتعليق تخصيب اليورانيوم خلال فترة المباحثات قائلاً: ''سنرى عندئذ نتيجة المفاوضات''، وقال إن المسؤولين الإيرانيين يأملون تقديمَ رد قريب على عرض الحوافز الجديد· وكان سولانا، الذي أوضح أنه لا يتوقع حدوث ''معجزات''، أعلن مساء أمس الأول لدى وصوله إلى طهران، أن المقترحات الجديدة ''عرض سخي وشامل''، ستدعم إيران في تطوير برنامج حديث للطاقة النووية ويغطي أيضاً العلاقات السياسية والاقتصادية، وأضاف: ''أثق في إمكانية تغيير الوضع الراهن، عرضنا جيد لمستقبل إيران ومستقبل الشعب الإيراني''· وصرح مسؤول إيراني بقوله: ''تم فتح مسار دبلوماسي جديد مع سولانا، وسيكون هذا المسار أساساً لمحادثات نووية جديدة''· فيما قال دبلوماسي أوروبي حضر مباحثات أمس: ''اتفق الجانبان على الإبقاء على الاتصالات ومواصلة العمل، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن الجانبين ضيّقا الخلافات بشأن القضية التي تمثل قلب النزاع، وهي رفض إيران الانصياع لمطالب الأمم المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم''· وأبلغ غلام حسين إلهام المتحدث باسم الحكومة الإيرانية الصحفيين عند سؤاله عن حزمة الحوافز التي حملها سولانا نيابة عن الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ''رأي إيران واضح·· أي شرط مسبق غير مقبول''، وأضاف: ''إذا تضمنت حزمة الحوافز نقطة تعليق الأنشطة فلن تكون محل نقاش على الإطلاق''، لكنه لم يذهب لحد إعلان رفض رسمي للعرض· ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية الرسمية عن سولانا قوله: إن هناك ''نقاطاً مشتركة'' قد تساعد على تمهيد الطريق أمام المفاوضات، وأرفق العرض برسالة ''سياسية'' موقعة من وزراء خارجية الدول الست الذين عبروا عن ''قناعتهم بأنه من الممكن تغيير الوضع الحالي'' المتمثل بصراع قوة مع إيران حول الملف النووي· وفي العرض، تعترف القوى الكبرى ''بحق إيران في تطوير أبحاث وإنتاج واستخدام الطاقة النووية لغايات سلمية''· وتقترح في المجال النووي المدني، مساعدة إيران على امتلاك التكنولوجيا ''الأكثر تطوراً'' وضمان تزويدها بالوقود النووي· وفي مجال الطيران المدني، أعربت واشنطن عن استعدادها لتزويد إيران بقطع الغيار الضرورية لتطوير أسطولها المتقادم من طائرات البوينج، كما تعرض الدول الست ''تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية'' مع إيران ومساعدتها على القيام بدور هام في أمن الشرق الأوسط· غير أن العرض يذكر أيضاً إيران بضرورة الانصياع أولاً لأربعة قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي بينها ثلاثة مرفقة بعقوبات، تدعوها إلى تعليق تخصيب اليورانيوم وتعاون أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية· وشجبت وكالة ''فارس'' المعروفة بأنها مقربة من الرئيس محمود نجاد مهمة سولانا باعتبارها ''سيناريو معداً مسبقاً لخلق عراقيل على طريق التقدم في المجال النووي الإيراني بهدف حرمان البلاد من حقوقها المشروعة لاستخدام الطاقة النووية المدنية''·
المصدر: طهران، باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©