الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع الإعلانات يحجب 121 وسيلة إعلام عربية منذ بداية الأزمة المالية

10 أغسطس 2009 23:47
أدى تراجع الإنفاق الإعلاني خلال الأزمة المالية العالمية إلى زيادة الضغوط التشغيلية على وسائل الإعلام في الدول العربية، خاصة في قطاع النشر المتخصص والمجلات، حيث كشف تقرير مستقل أن 64 وسيلة إعلام توقفت نهائيا خلال تسعة أشهر، فيما احتجبت 57 وسيلة أخرى عن الظهور بشكل مؤقت، إلى حين تحسن الأوضاع الاقتصادية. ووفق التقرير الذي أعدته إحدى الشركات المتخصصة في بحوث السوق وحصلت «الاتحاد» على نسخة منه، فإن إجمالي عدد المجلات التي توقفت عن الصدور في المنطقة العربية منذ بداية الربع الأخير من العام الماضي 2008 وحتى نهاية النصف الأول من العام الحالي بلغ نحو 103 مجلات منها 52 مجلة توقفت تماما عن الصدور مقابل 48 مجلة علقت صدورها بشكل مؤقت، فيما استغنت ثلاثة إصدارات عن الطباعة الورقية واكتفت بالتحول التام إلى موقع إلكتروني. وجاءت الصحف في المرتبة الثانية بفارق شاسع مع المجلات التي تصدرت قائمة المتوقفين، حيث توقفت ثلاث صحف عربية موزعة بين الكويت والجزائر ومصر مقابل تعليق العمل في صحيفتين في كل من السعودية وتونس. وعلى صعيد المحطات التليفزيونية والقنوات الإذاعية، توقفت قناة «إم لايف تي في» في لبنان، وقناة البركة في مصر، وقناة «بحري تي في في» الكويت فيما توقفت محطة «أهلين» الإذاعية في الأردن. محليا، توقفت 35 مجلة صحفية عن الصدور، فيما تم تعليق العمل في 36 مجلة أخرى. وأفاد التقرير أن معظم تلك الإصدارات الصحفية تأتي في إطار المطبوعات المتخصصة في مجالات العقار والمال والصحة. وأرجع خبراء الإعلام موجة إغلاقات الإصدارات الصحفية في المنطقة العربية إلى التراجع الحاد في الإنفاق الإعلاني وصعوبات التحصيل علاوة على افتقار تلك الإصدارات لمقومات النمو المستدامة والمتمثلة في تجويد المحتوى واتباع أحدث أساليب النشر الإلكتروني. تفوق الإعلام الإلكتروني ومن جانبه، أكد عبداللطيف الصايغ الرئيس التنفيذي للمجموعة العربية للإعلام لـ»الاتحاد» أن الصعوبات التي تواجه قطاع النشر المطبوع بدأت منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أنها ظاهرة عالمية بدأت في الولايات المتحدة وأوروبا وزحفت إلى جميع أنحاء العالم. وأضاف «تفوق الإعلام الإلكتروني منذ ست سنوات على الإذاعات، وبعد ثلاث سنوات على الصحف المطبوعة». وواصل «الإعلام الجديد» نموه المطرد على حساب وسائل الإعلام التقليدية، فتفوق على التليفزيون للمرة الأولى خلال العام الحالي 2009، بحسب الصايغ. وقال الصايغ إن الأزمة المالية العالمية ضاعفت حجم التحديات التي يواجهها قطاع النشر المطبوع حيث سرعت الأزمة المالية العالمية من وتيرة انخفاض الإنفاق الإعلاني في المنطقة، موضحا أن المجلات والمطبوعات المتخصصة كانت الأكثر تأثرا كونها اعتمدت بشكل رئيسي على بعض القطاعات الحيوية التي تضررت بشدة جراء تداعيات الأزمة. واستكمل الرئيس التنفيذي للمجموعة العربية للإعلام أن مساهمة القطاع العقاري بلغت نحو 60% من إجمالي الإنفاق الإعلاني في المجلات حتى نهاية النصف الأول من العام الماضي 2008، فيما أسهم القطاع المالي وشركات التمويل بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15% في تمويل تلك الإصدارات خلال الفترة ذاتها. وأوضح أن عددا كبيرا من الإصدارات الصحفية المحتجبة في الوطن العربي يمكنها أن تظهر مجددا على الساحة الإعلامية مع انتعاش الأسواق وتوافر نموذج أعمال جيد يضمن استمرارها. اندماجات حول دور الاندماجات في التقليل من آثار الأزمة المالية على قطاع النشر المطبوع، أكد الصايغ أن المجموعة العربية للإعلام جادة في دعوتها لعقد تحالفات استراتيجية مع شركاء متواجدين في الساحة الإعلامية، إلا أن تلك الخطوات تقدم حلا جزئيا لتقليل النفقات خلال تلك الحقبة. وشدد على أهمية الذهاب إلى أبعد من حدود الأزمة المالية، والبدء في بناء استراتيجية إعلامية طويلة الأمد تهدف إلى مواكبة متطلبات العصر وصولا إلى نموذج أعمال جيد من خلال تجويد المحتوى واتباع أحدث أساليب النشر. ورأى الصايغ أن تبني المؤسسات الإعلامية في المنطقة العربية لمتطلبات التحول للنشر الإلكتروني أصبح «ملحا وحتميا»، خاصة مع ظهور جيل جديد من الشباب يحترف التعامل مع الكمبيوتر مثلما كان الآباء والأجداد يحترفون قراءة الصحف والإنصات إلى الإذاعات المحلية. وأشار إلى أن عملية التحول تتطلب وقتا طويلا، حيث تختلف آلية النشر الإلكتروني اللحظي عن أسلوب التحرير في الصحف اليومية أو الأسبوعية. ودعا الصايغ المؤسسات الإعلامية في المنطقة العربية إلى الوفاء بمتطلبات النشر الإلكتروني لتفادى المزيد من الصعوبات المادية في المستقبل القريب، مضيفا أن تهيئة الكوادر البشرية وصولا للاستعداد الذهني الكامل للتعاطي مع أسلوب النشر الإلكتروني يتطلب خططاً طويلة الأمد تتضمن زيادة الإنفاق على التأهيل وعقد اتفاقيات التدريب مع الجامعات. بدوره، أرجع إيدموند مطران رئيس مجلس إدارة وكالة «ميماك اوجلفي» للإعلان موجة إغلاقات الإصدارات الصحفية إلى صعوبات التحصيل، مشيراً إلى أن جهود اللجنة الطارئة التي شكلتها كبريات وكالات الإعلانات لحل تلك المشكلة لم تحقق نتائج ملموسة بعد. وأضاف أن تقاعس الشركات المعلنة عن الوفاء بالتزاماتها المالية المتأخرة اتجاه وكالات الإعلان سيؤدى إلى إغلاق المزيد من الإصدارات الصحفية في الفترة المقبلة. وقال جوزيف غصوب رئيس المجلس العالمي للجمعية الدولية للإعلان والرئيس التنفيذي لمجموعة القابضة إن الإنفاق الإعلاني في الدولة تراجع بنحو 30% خلال النصف الأول من العام الحالي 2009 مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي 2008. وأوضح أن تراجع الإنفاق الإعلاني علاوة على صعوبات التحصيل التي تواجهها وسائل الإعلام ووكالات الإعلان على حد سواء زاد من حجم الضغوط التشغيلية في تلك الإصدارات حيث تراجع الإنفاق في الصحف بنسبة 10% مقابل تراجع لا يزيد على 5% في الإعلانات التليفزيونية
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©