الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطلب الآسيوي يقود تعافي اقتصادات أميركا اللاتينية

الطلب الآسيوي يقود تعافي اقتصادات أميركا اللاتينية
11 أغسطس 2009 00:02
بدأت تلوح في أميركا اللاتينية بوادر انتعاش اقتصادي بفضل استئناف طلب الدول الآسيوية الكبرى على مواردها الأولية، فصحيح أن إجمالي الناتج الداخلي في المنطقة سينخفض كما هو متوقع بنسبة 1,9% في 2009 بعد ست سنوات من تسجيل معدل نمو قارب 5%، إلا أنه سيعاود الارتفاع بنسبة ,3 1% اعتباراً من العام المقبل بحسب اللجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. وتوقع البرازيلي ريكاردو مارينو رئيس الاتحاد الاميركي اللاتيني للمصارف من مدريد موخراً أن تكون «أميركا اللاتينية من المناطق الأولى في العالم التي ستشهد انتعاشا». ويوم الأربعاء الماضي، قالت الرئيسة التشيلية ميشال باشليه، التي تمت الإشادة بانتظام بإدارتها للأزمة، إن «الصعوبات التي اضطررنا الى مواجهتها هذا العام بسبب الأزمة العالمية بدأت تصبح وراءنا». وبفضل وضع اكثر من عشرين مليار دولار (14 مليار يورو) جانباً عندما كانت أسعار النحاس، المادة التي تعتبر الثروة الاولى في تشيلي، في أعلى مستوياتها، تمكنت حكومة باشليه من دعم الطلب الداخلي مع خطة دعم للأكثر فقراً بقيمة أربعة مليارات دولار مطلع العام. ومن شأن معاودة ارتفاع اسعار «الذهب الأحمر» ( الذي صعد 72% منذ يناير الماضي) مدعوما بطلب الصين القوي (الذي صعد 19% خلال الفترة)، أن تسمح لسانتياجو بأن تبدأ برؤية آخر النفق. وكذلك فإن ارتفاع طلب بكين سمح أيضا للصويا باستعادة اسعارها ما قبل الأزمة، ما يصب في مصلحة البرازيل المصدر الاول لهذه السلعة في العالم، فالعملاق الاميركي الجنوبي الذي يبلغ تعداده السكاني 190 مليون نسمة اجتاز الأزمة المالية بدون أضرار جسيمة بفضل تدخل الدولة واتخاذها سلسلة من التدابير مثل دعم العملة الوطنية وضخ دولارات وخفض الرسوم على السلع الاستهلاكية او زيادة الاستثمارات العامة. ومنذ ظهور إشارات أولية الى انتعاش على الصعيد العالمي، استعادت البورصة البرازيلية مستويات سبتمبر 2008، وكسب الريال البرازيلي 27% منذ يناير 2009. وبخلاف ذلك، فإن العملاق الآخر في المنطقة أي المكسيك، هو الذي عانى اكثر من غيره من الأزمة التي نشأت في الولايات المتحدة ولا سيما بسبب علاقاته الوثيقة مع جاره الشمالي، حيث «لم تتمكن (الحكومة) من أن تنفذ في الوقت المناسب» خطة الإنعاش المقررة بقيمة تناهز 20 مليار دولار «بسبب هامش المناورة الضيق للمالية العامة» كما يرى ميجل جايتان كبير المحللين في مكتب الخبراء بورسامتريكا. إلى ذلك، فإن انتشار وباء انفلونزا الخنازير الذي كانت المكسيك بؤرته العالمية في أبريل الماضي كلف الصناعة السياحية ثمناً باهظاً، فيما تتوقع وزارة المال تراجعاً لإجمالي الناتج المحلي بنسبة 5,5% في 2009 ، قبل أن يعاود الارتفاع بنسبة 3% في 2010. والأزمة حادة أيضاً في كوبا بسبب تدهور أسعار النيكل منتجها الرئيسي للتصدير، ولمواجهتها، وعد النظام الشيوعي بخطة تقشف جديدة مع تخفيضات في النفقات العامة وتوفير الطاقة. في المقابل، فإن فنزويلا التي تجني 90% من عملاتها الصعبة من النفط، استقبلت بارتياح تحسن أسعار النفط الخام التي ارتفعت من 37,84 دولارا للبرميل في يناير الى 59,40 دولارا في يونيو. اما الأرجنتين وكولومبيا فعولتا على دعم الأشغال العامة، فيما لجأت بوجوتا الى السياسة النقدية مثل البيرو، والتدبير الاكثر اثارة للجدل اتخذته الاكوادور، فقد عمد الرئيس رافاييل كوريا الذي وعد بتكثيف «ثورته» الاشتراكية منذ إعادة انتخابه في أواخر أبريل، الى خفض استيراد مئات المنتجات، وأتاح مبلغ الـ750 مليون دولار الذي تم توفيره بين يناير ويوليو إيجاد توازن في الميزان التجاري.
المصدر: ساو باولو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©