الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيمة الوقت وأهميته (2/1)

11 أغسطس 2009 00:08
كل شيء في هذا الكون يسير بقدر لأجل مسمى. وهذا يعني أن لكل شيء عمراً لا يزيد، ولا ينقص لا يعلمه إلا الله، فكل يوم يمر ينقص من عمرك. ولكي يعلم الإنسان كم مضى من عمره، وما هي أعمار الكائنات الأخرى؟ وكيف يقيس الوقت الذي يتطلب منه في إنجاز أعماله؟ فلهذه الأمور وغيرها خلق الله الشمس والقمر ليستدل بهما الإنسان على الوقت، وحساب السنين من خلال دوران القمر حول الأرض، ودوران الأرض حول الشمس، ودوران الأرض حول نفسها. فالإنسان يستدل بالشمس في النهار من شروقها إلى زوالها، فإذا غابت كان القمر دليله في الليل من خلال منازله المختلفة. قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس: 5). إن للوقت قيمة ثمينة لا يدركها إلا من تكون علاقاته، وتعاملاته مع الآخرين مرتبطة بالوقت. فإذا كان الموقف يتطلب منك السرعة في الإنجاز أو التسليم أو اتخاذ القرار، فإن أي تأخير هنا في إنجاز، وتنفيذ الشيء قد يكلفك الشيء الكثير من المال والوقت والجهد، بالإضافة إلى أمور أخرى تترتب على هذا التأخير كالسمعة، وفقد ثقة الآخرين، وهذا هو مربط الفرس. ففقدان الثقة هنا في مجال المعاملات التجارية يشل حركة التعامل ويؤثر على عملية الإنتاج، وفي مجال العلاقات الاجتماعية يسبب عدم التقبل وعدم التعاون والمشاركة، بل قد يسبب الابتعاد وقطع العلاقات. حدثني صديق عزيز وهو أستاذ جامعي فقال: «اتصل بي أحد الأصدقاء على هاتف المنزل يخبرني أنه يريد أن يزورني مع أسرته بعد ساعة حيث كانت الساعة الثامنة مساء، فرحبت بهم. ثم أخذت أنتظر أنا وزوجتي قدومهم حسب الموعد، فلم يحضروا إلا بعد الساعة العاشرة مساء. فتضايقت من هذا التصرف، فأنا وزوجتي لدينا واجبات منزلية وأولويات، كما أن لدي عمل في الصباح الباكر.. وعندما أدركت أنهم لا يقدرون قيمة الوقت، ولا يلتزمون بأوقات المواعيد، أخذت بعد ذلك أعتذر عن عدم مقدرتي لاستقبالهم لزيارتنا». في الحياة أناس كثيرون لا يعطون للوقت أية أهمية، وهذا شأنهم، فهم أحق بوقتهم وأعلم بمصالحهم المترتبة عليه. ولكن من غير المقبول أن يتمادى الأمر ليصل إلى ضياع أوقات الآخرين. فالإنسان غير المبالي بهدر وقته دون فائدة، فلا يضيع وقت الآخرين سدى، فأحدهم يطلب من صديقه الانتظار خمس دقائق حتى يعود، فينتظره الصديق ساعات طويلة دون فائدة. نسمع كثيراً مقولة «الوقت من ذهب» أو «الوقت من مال»، وهذا واضح في كثير من الوظائف والأعمال حيث يتقاضى العمال أجورهم بالساعة. فإذا لم ينتجوا فإنه سيخصم من أجورهم. فكم نحن بحاجة إلى من يقدر أهمية الوقت لنتعامل معه بثقة وطمأنينة. عزيزي القارئ إذا أردت أن تشعر بقيمة الوقت فضع نفسك في مقام الأم المنتظرة لولدها الغائب، شخص ينتظر خروج شخص عزيز عليه من غرفة العمليات، محبوب ينتظر محبوبه، متهم بريء ينتظر لحظة إصدار الحكم عليه.. والآن فكر، إذا علمت أنه لم يبق من عمرك إلا القليل، فكيف ستقضيه؟ وللحديث بقية.. د.عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©