الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غداء في رمضان!

11 أغسطس 2009 00:09
أرجعني قرار الإجازة المدرسية في رمضان إلى ذكريات طريفة وخصوصاً وقت الغداء. فولائم الغداء في رمضان لا تنسى بالنسبة لي ولبعض زميلاتي في المدرسة، كنا في الثاني أو الثالث الابتدائي نقوم بالاحتفاظ ببعض الدراهم للشراء من أقرب بقالة فور نزولنا من الحافلة. وبما أننا ندعي الصيام حتى نحوز على إعجاب الكبار في المنزل, كنا نقوم بالاختباء في أقرب بيت من بيوتنا، ونفترش سفرتنا المتواضعة جداً وهي عبارة عن عصائر وحلويات وبطاطس، وبعد الغداء نقوم بتجفيف وتنظيف أفواهنا ونباشر بتمثيل دور الصائم الصغير. والغريب أن الجوع يصيبنا على الرغم من غدائنا هذا، وعلى العكس أيام العطلة الأسبوعية التي نصوم فيها، حيث يغلب علينا الشعور بالشبع والنشاط. وطبعاً تمثيلنا هذا لم يدم طويلاً، أولاً لانكشاف أمرنا؛ وثانيا ًلشعورنا بالخزي، وخصوصاً بعد أن عللنا بعقولنا الصغيره أن شعورنا بالجوع والخمول ما هو إلا عقاب لنا من رب العالمين. الصوم ليس طعاماً فقط، فنحن لا نصوم من الطعام وإن فعلنا في بعض الأحيان، لكنه يحمل الكثير من المعاني والأشياء التي تخص ما نؤمن به ونعمل به. وتثقيف الطفل بماهية الصيام شيء مهم، والتثقيف لا يقتصر على تعريف الصوم بل فقط كيف نصوم؟ ولماذا؟ والتثقيف هنا ليس بما نقوله أو نقرأه لأطفالنا، بل بتطبيق وتجربة الصوم مع شرح تفصيلي لكل أمر يقوم به الصائم الصغير. وربما ما قمت به وزميلاتي بغدائنا السري كانت بمثابة محاولة منا لنلتمس مفاهيم أعمق مما نعرفه أو مما قيل لنا. شقاوة الطفولة هذه جعلتني أكثر تأملاً في رمضان، وأكثر شغفاً بهذا الشهر الكريم، لم تعد وجبات الغداء المستترة هي التي تستهويني بل موائد الإفطار المليئة بالأهل وإن غاب بعضهم، والاستعداد لصلاة التراويح التي تجتمع فيها معظم الجارات، وتنافس على ختم القرآن والبحث عن الجوانب الإنسانية والإيمانية في شخصي، والأهم من ذلك التأمل في ملكوت الله. أمينة عوض ameena.awadh@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©