برهان غليون يطرح الحلول ويشخص «أزمة العلاقات العربية الغربية»

ألقى الدكتور برهان غليون أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة السوربون الجديدة في باريس محاضرة أمس الاول في المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة تحت عنوان «أزمة العلاقات العربية الغربية». قدم للمحاضرة المذيع فيصل بن حريز، الذي رحب بالضيف واستعرض أهم المحطات في مسيرة د. برهان غليون الفكرية، منوهاً بأنه واحد من كبار الكتاب العرب ذوي الإسهامات الواضحة في الساحة الفكرية. واستهل المحاضر محاضرته باستعراض أزمة العلاقات العربية الغربية، لافتاً إلى أن الصراع بين الإسلام والغرب أصبح من المحاور المركزية في العلاقات الدولية، وأشار إلى أنه يمكن معالجة هذه الأزمة من خلال عدة نقاط، حددها بفهم طبيعة الأزمة والنظريات والمقاربات النظرية للظاهرة، وكيفية فهم المحللين السياسيين لهذا النزاع الذي أطلق عليه البعض «الحرب الباردة» ونقد بعض النظريات، ومنها فكرة الخصوصية العربية وإدراك أن التحدي الغربي ليس فقط موجهاً للعرب والمسلمين، وإنما هو أمر حادث لكثير من الشعوب. والتحرر من الغرب، والكيفية التي يتصور بها الكثيرون ومنهم العرب، الخروج من فلك هذا التصعيد المتبادل. ثم أوضح غليون، أن الحقبة التي نعيشها ليست الأولى التي يدخل فيها العرب في صراع مع الغرب، غير أن هذا الصراع تبلور في شكل أكثر وضوحاً عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، من خلال أحداث عنيفة تبنتها حركات إسلامية متطرفة في الغرب، في المقابل ما قام به الغرب من سلوكيات اعتبرها العرب أفكاراً وتوجهات عدوانية، والذي سبقه بفترات زمنية الدعم الغربي لإسرائيل، ومؤخراً حرب العراق، التي اتخذت مسمى الحرب العالمية ضد الإرهاب، وما أعقب ذلك من ظهور لفكرة الجهاد ضد الغرب. وتعرض غليون إلى ما يحدث في الغرب من هجوم على الرموز الإسلامية من نقاب وحجاب و مآذن، والمحاولات المستمرة لتشويه صورة العرب والإسلام والهوية العربية، والسعي إلى تفسير سلوك الجماعات العربية بأنها ثقافة لديها مشكلة إلى حد كبير، وكذا اتهام الغربيين للعرب برفض الآخر وكراهية الغرب. ودعا غليون لاستيعاب وتمثل القيم والمبادئ التي نشأت في الغرب، وخاضت معركة كبرى ضد الثقافة الغربية التقليدية والهيمنة الغربية، وشدد على الحاجة لمراجعة استراتيجية العرب قائلا «إن مشكلتنا ليست مع الغرب ولكن في علاقتنا مع هذا المخلوق الجديد أو العالم الحديث، وعلينا أن نثق أكثر في أنفسنا وقدراتنا عسى أن نتمكن من العقل والدين». وفي ختام المحاضرة حاور الجمهور المحاضر حول عدد من القضايا التي أثارها في محاضرته.