الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دومينيك مدرب فرنسا: قلبي يدمي!

دومينيك مدرب فرنسا: قلبي يدمي!
15 يونيو 2008 02:22
طغت جرأة المدرب الهولندي ماركو فان باستن على أحداث مباراة هولندا وفرنسا التي فازت فيها الأولى بنتيجة ساحقة 4-1 على وصيف بطل العالم في الجولة الثانية من تصفيات المجموعة الثالثة من كأس أوروبا 2008 التي أقيمت أمس الأول في مدينة بيرن السويسرية· ''الأمر مؤلم كثيرا''، بكلمات قصيرة عبر المدرب الفرنسي ريمون دومينيك عن الهزيمة الساحقة التي تعرض لها الديوك، وأضاف: ''لست فرحا بطبيعة الحال، ولا اللاعبون، 4-1 نتيجة مؤلمة، عندما تفتقد للفعالية ويؤخرك الحكم بصافرة معينة تحرمك من ركلة جزاء، يضاف الى ذلك نوعية نادرة للحارس الخصم·'' واعترف دومينيك ان دفاعه تحطم للمرة الاولى تحت اشرافه، ودافع عن نفسه قائلا: ''لست نادما على أي شيء، لن يقنعني احد ان أي فريق ثان كان سيلعب افضل''· أما عن قراره بحال خروج فرنسا من الدور الاول فقال دومينيك: ''لا افكر بهذا الموضوع، أملك 23 لاعبا يجب ان يتحضروا للمباراة الاخيرة، وهو أهم من مصير الجهاز الفني''· من جهته قال الحارس الفرنسي جريجوري كوبيه: ''ليست نهاية العالم، لكنها صفعة كبيرة، لم أتعرض لهزيمة ساحقة كهذه طوال مسيرتي الدولية· لم نسحق في اللقاء لأننا لعبنا وسنحت لنا بعض الفرص، أما هم، فكانت نسبة نجاحهم مخيفة· يتعين علينا الاعتماد الآن على الروح الجيدة التي تسود الفريق كي نتخطى حاجز ايطاليا· هولندا تملك لاعبين من طراز رفيع، وبصراحة هذا الفريق يملك كل شيء، من سرعة واختراق ومسددين ولاعبي وسط عمالقة وفان نيستلروي الذي كان عملاقاً''· واعتبر الظهير الفرنسي ويلي سانيول أن ''النتيجة لا تعبر عن الأداء، الهولنديون كانوا أكثر ترابطا ونجاعة منا، لكننا أزعجناهم عندما كانت الكرة بحوزتنا''، في حين رأى سيدني غوفة الذي لعب أساسيا للمرة الاولى: ''4-1 نتيجة ثقيلة جدا، لقد كان نجاحهم هائلا''· وأرجع لاعب الوسط كلود ماكيليلي سبب الخسارة الى ''تلقي الهدف الاول في وقت مبكر، وهو ما أفقدنا التوازن، لقد جعلونا نركض كثيرا، ورغم تقليصنا الفارق الى 1-2 إلا أن هدفهم الثالث دمرنا''· وقال المهاجم الهولندي روبن فان برسي صاحب الهدف الثاني: ''اقرصوني كي اصدق اني لا احلم، لقد عشت موسما صعبا (تعرض لاصابة قوية مع ناديه ارسنال الانجليزي) لكن ما نعيشه حاليا ينسيني تلك الحقبة السوداء· لم نتوقع ابدا اسقاط بطل العالم ووصيفه بهذا الشكل''· اما اريين روبن مسجل الهدف الثاني والذي دخل بدلا من اورلاندو انجيلار بين الشوطين فقال انه ''من الروعة ان تدخل في تشكيلة فريق كهذا وتساهم بإضافات عليه، كان النجاح مستحقا ويعود الفضل فيه لجرأة المدرب فان باستن''· وكان لاعب الوسط رافايل فان در فارت واقعيا إذ قال: ''6 نقاط من 6 ممكنة، سبعة اهداف في مباراتين وهدف وحيد في شباكنا، انها بداية ملفتة خصوصا انها تحققت امام بطل العالم ووصيفه، نعلم جيدا اننا نستطيع تقديم مستوى رائع، لكن قوتنا كانت بتطبيق هذا المستوى على ارض الملعب''· من ناحية أخرى خرج الهولندي ماركو فان باستن منتصرا من معركته التكتيكية امام مدرب فرنسا ريمون دومينيك ليصبح الاخير الضحية الثانية على لائحة المدرب الشاب بعد روبرتو دونادوني مدرب ايطاليا التي سقطت صفر-3 على يد الهولنديين· للوهلة قام فان باستن بتبديل مستغرب بين الشوطين عندما اخرج لاعب الوسط المساك اورلاندو انغيلار وأشرك الجناح المهاجم اريين روبن في وقت كان فريقه يتقدم بهدف ديرك كويت منذ الدقيقة التاسعة، غير ان مجريات المباراة اللاحقة اكدت ان فان باستن قام بضربة معلم لإبعاده ضغط الفرنسيين واراحته لخط الدفاع· وبرر فان باستن التبديل ''الخطير'' الذي قام به بادخال روبن على حساب انجيلار: ''لم يكن لدينا كثير من المساحات في الشوط الاول، مع روبن وفان برسي تمكننا من الغوص في عمق ملعب الخصم، ما اتاح لنا مساحات اضافية· ساهمت سرعة روبن باقلاق راحة مدافعي ''الزرق''، وتمكن لاعب ريال مدريد الاسباني من المرور عن الظهير ويلي سانيول ليقدم كرة سهلة لروبن فان برسي، الذي أدخله ايضا فان باستن في الدقيقة 55 بدلا من كويت مسجل الهدف الاول، فما كان من مهاجم ارسنال الا ان زرع الكرة في شباك الحارس جريجوري كوبيه المتهالك· ''لدي مشكلة في خط الهجوم، وهي كثرة المهاجمين!''· ، هكذا يعبر ''سان ماركو'' عن وفرة مهاجميه الذين اشرك معظمهم امام فرنسا حيث تمكنوا من تفجير الحائط الدفاعي المؤلف من ليليان تورام وويليام جالاس· ورغم قراره بترك هولندا بعد نهاية كأس اوروبا وتولي الاشراف على ناديه السابق اياكس امستردام لم يقارب فان باستن البطولة الحالية وكانها تحصيل حاصل بما انه ضمن وظيفته المستقبلية، بل اعتبر ممازحا انه ''رجل انيق وتربطه علاقات مميزة بلاعبيه''· لقد سجلت هولندا حتى الان خمسة من اصل اهدافها السبعة من هجمات مرتدة، وهي تجسد فكرة ''الكرة الشاملة'' التي تعتمد على دفاع قوي تليه سرعة خارقة للمهاجمين في الاطباق على دفاع الخصم· سيناريو مشابه سيناريو مباراة هولندا مع فرنسا وايطاليا، فتقدم ابطال نسخة 1988 في اللقاءين ومبكرا، مجبرين الخصم اتخاذ مبادرات جريئة للتعويض وهو ما جعلهم عرضة للهجمات المرتدة بقيادة اسطول المهاجمين البرتقالي، وهو ما اوضحه فان باستن هداف نسخة 1988: ''لدينا لاعبون اذكياء في خط الوسط يفهمون بسرعة كيفية الاستفادة من الفراغات الدفاعية''· ''يجب ان اشكر الدفاع، في مخططي التكتيكي كل شيء يبدأ من الدفاع فلا يمكن ان نهاجم اذا لا نملك من يحمينا في الخلف''، يعرف فان باستن جيدا ان مشاركة الفريق باكمله في المهمات الدفاعية امر ضروري، وهذا ما بدا من خلال اداء مهاجمه رود فان نيستلروي المساعد لزملائه، فعندما يخسر الهولنديون الكرة، كانوا يشكلون حائطا من 6 لاعبين امام مرماهم في وقت يطارد فيه اللاعبون الاربعة الاخرون الكرة في وسط الملعب، وعندما يخون الحظ خط الدفاع يكون الحارس ادوين فان در سار في المرصاد بعدما اثبت انه بعمر الـ37 لا يزال بين صفوة الحراس العالميين· العبقرية والسرعة مع ويسلي سنايدر ورافايل فان در فارت يملك فان باستن لاعبي وسط من كوكب آخر، فمن لمسة واحدة أو تمريرة عابرة للقارات من مسافة 40 أو 50 مترا بامكان اي منهما لخبطة دفاع الخصم ودفعه لارتكاب الأخطاء· من جهة أخرى نغص روبن حياة المدافعين الفرنسيين وخصوصا ويلي سانيول الذي مل اللحاق به على الجناح الايسر، رغم الاصابة التي كان قد تعرض لها اللاعب الهولندي يوم الاحد الماضي والتي عالجها الاطباء بـ''معجزة'' على حد قول فان باستن، وهو ما تبين فور نهاية اللقاء عندما ارتمى روبن في احضان الاطباء غارقا في دموعه اذ عانى خلال الموسم المنصرم من 7 اصابات مختلفة· لقد دمر الهولنديون اخصامهم حتى الان بقيادة المدرب ''المجازف'' فان باستن، وما صورة المدافع الفرنسي العملاق ليليان تورام جاثيا على ركبتيه بعد هدف روبن الثالث الا الدليل الواضح على التغيير الجذري الذي فرضه الهولنديون على قواعد اللعبة·
المصدر: بيرن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©