الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«خوذة» أنقذت ماسا من الموت

«خوذة» أنقذت ماسا من الموت
11 أغسطس 2009 00:24
لم يكن ينظر إلى الخوذة التي يعتمرها سائق سيارة فورمولا-1 بالكثير من الاهتمام قبل الحادثة الأخيرة التي وقع ضحيتها البرازيلي فيليبي ماسا سائق فيراري في جائزة المجر الكبرى، على حلبة هنجارورينج في 25 يوليو الماضي. صحيح ان الانظار تسلط في العادة على الخوذة في مناسبات ضيقة، غير أن «حادثة ماسا» أعادت وضع «القبعة الصلبة» إلى دائرة الضوء بعد أن لعبت دوراً حاسماً في انقاذ البرازيلي من كارثة حقيقية، الأمر الذي برر الأهمية الكبرى التي يوليها القائمون على الرياضات الميكانيكية لسلامة السائقين. وكان ماسا خضع لعملية جراحية طارئة الأحد قبل الماضي نتيجة ارتجاج في الدماغ ورضوض في الجمجمة اثر الحادث الخطير الذي تعرض له، فقد اصيب في وجهه اثر تطاير قطعة من سيارة مواطنه روبنز باريكيلو، سائق فريق براون جي بي - مرسيدس، ما أدى إلى فقدانه الوعي والسيطرة على سيارته التي انحرفت عن المسار وارتطمت بحائط الاطارات الموازي للمنعطف الرابع وهي تسير بسرعة 250 كلم/ساعة. ومن 1953 اصبحت الخوذة الزامية للسائقين كافة، وبعد دراسات معمقة اجريت في مختبر بحوث النقل البريطاني (تي ار ال) جرى اعتماد المعايير الجديدة لصناعة الخوذات. ورغم أن السرية تحيط بالمواد المستخدمة في عملية صناعة الخوذة، إلا أن الجزء الخارجي منها يعتمد مكونات صلبة ومن طبقتين تستخدم فيها الألياف الصمغية المضغوطة والألياف الكربونية. ويتألف كل خيط من الالياف المعتمدة من حوالى 12 ألف شعيرة الواحدة منها أرق 15 مرة من شعرة الانسان. ويبلغ طول الخيوط المستخدمة في عملية صناعة الخوذة الواحدة حوالى 16 ألف كيلومتر تعادل المسافة بين طوكيو ولندن. بعد كل ذلك يجري جمع الطبقات كافة في وعاء خاص حيث تخضع لعملية ضغط عال ومستمر في ظل حرارة تصل إلى 132 درجة مئوية. أما مقدمة الخوذة فيتم تعزيزها بمواد تكميلية مثل الالومنيوم والتيتانيوم. وتأتي التهوية من خلال فتحة صغيرة تقع في مقدمة الخوذة وتقوم بتنقية الهواء من زيوت المحركات والكربون ومخلفات غبار الفرامل قبل ايصاله إلى السائق. ويميل معظم السائقين نحو استخدام اقنعة ملونة مصبوغة بمادة ضد الضباب لتفادي التغشية. وتخضع الخوذات لاختبارات قاسية تتميز بالدقة نفسها التي تخضع لها السيارات، كالاصطدام بأجسام مختلفة ومن الزوايا كافة بغية الوقوف على مدى قدرتها على المواجهة علما بأن الاتحاد الدولي للسيارات يفرض على كل خوذة أن تصمد أمام قوة بسرعة 34.2 كلم/ساعة على الأقل. واخضاع الخوذة لألسنة اللهب حتى 800 درجة مئوية لمدة 45 ثانية. ولعبور الامتحان، لا يسمح ان تتجاوز الحرارة داخل الخوذة حاجز 70 درجة مئوية. وتتميز مقدمة الخوذة بخصائص وقائية تفرض نفسها من خلال رميها باجسام مختلفة بسرعة 500 كلم/ساعة، ولا شك في أن صناعة خوذة فورمولا-1 مضنية وباهظة الثمن، وبالنظر إلى عودة ماسا إلى الحلبات قريبا، يبدو أن تستحق تلك «القبعة الصلبة» كل هذا الجهد والوقت والأموال.
المصدر: الكويت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©