المعارضة تعلن مقتل 60 جندياً ليبياً وإسقاط طائرتين

وجه الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مساء امس خطابا ترهيبيا الى المعارضة في بنغازي متوعداً بـ”ان قواته ستدخلها بلا رحمة” وتنهي ما وصفه بـ”المهزلة” خلال ساعات. وقال “حسم الامر.. نحن قادمون.. جهزوا انفسكم من الليلة.. لن يكون هناك تهاون او عفو الا عمن يسلم السلاح.. اما بالنسبة للمدنيين العزل فعليهم الا يخشوا شيئاً لكن كل البيوت ستفتش”، واضاف “سنلاحق الخونة في كل مكان وجاهزون لاستقبال قوات حلف الاطلسي”. وكان الجيش الليبي اعلن في بيان “انه سيوقف عملياته العسكرية ضد ما وصفه بـ”العصابات الارهابية” اعتباراً من بعد غد الاحد لاعطائها مهلة لتسليم السلاح والعفو العام عنها. في وقت واصلت القوات العسكرية استعادة سيطرتها على الشرق الليبي، وحاولت امس قصف مواقع في بنغازي معقل المعارضة التي اكدت من جانبها اسقاط طائرتين. واذ اعلنت قوات القذافي انها على بعد 160 كيلومترا فقط من بنغازي، قال متحدث باسم المعارضة إن القوات أسقطت طائرتين تابعتين لقوات القذافي اغارتا على المدينة. واوضح عصام الغرياني ان طائرة اسقطت في الصباح بعد أن حاولت أن تغير على مطار بنينا والثانية على مشارف بنغازي. واضاف أن الغارات لم تسبب أي أضرار أو تؤدي لسقوط قتلى أو جرحى. وقال المتحدث باسم المعارضة إن الغارات الجوية استهدفت ثلاثة أماكن على مشارف بنغازي وموقعاً رابعاً الى الجنوب قرب بلدة قمينس، ونفى بشدة اقتراب قوات القذافي من مشارف المدينة، وقال إن رجال المعارضة طوقوا القوات الليبية حين وصلت الى مرفأ الزويتينية. وصدرت معلومات متناقضة بشأن مدينة مصراتة حيث قال النظام إن قواته المسلحة استولت عليها، لكن متحدثا باسم المعارضة نفى ذلك. وقال التلفزيون الليبي الرسمي إن قوات القذافي استعادت السيطرة على ميناء الزويتينة بالكامل واصبحت على مشارف بنغازي بعد ان سيطرت في وقت سابق على مصراتة وقامت بتطهيرها من المعارضة المسلحة”. وقال متحدث باسم الحكومة الليبية إن مصراتة تحت السيطرة الكاملة تقريبا للقوات الحكومية وإنه من المتوقع انتهاء العملية العسكرية هناك بحلول صباح اليوم الجمعة. لكن شهود عيان اكدوا ان المعارضة لا تزال تسيطر على المدينة. وقال متحدث باسم المعارضة “المدينة ومشارفها حتى لا تزال تحت سيطرتنا.. القذافي يحشد قواته على بعد بضعة كيلومترات من المدينة”. واشار الى سقوط 18 قتيلا من بينهم ثلاثة مدنيين خلال مواجهات الاربعاء والحاق اضرار جسيمة بقوات القذافي حيث قتل منهم 60 عنصرا. وهاجمت قوات القذافي ايضا بالاسلحة الثقيلة بلدة الزنتان التي تبعد 145 كيلومترا عن طرابلس. وقال شهود عيان “المقاتلون يرون ان قوات القذافي تسعى حاليا الى تطويق الزنتان.. هناك تحركات في الشمال والجنوب الغربي.. انهم يتوقعون هجوما كبيرا على المدينة”. وقال قائد المعارضة في المدينة جمال منصور “انهم يمارسون سياسة الارض المحروقة”، موضحا ان “الدبابات تقصف بشكل مكثف ومستمر وهناك غارات جوية”. وقالت قنوات تلفزيونية فضائية إن مناطق سكنية في بلدة اجدابيا شرق ليبيا تعرضت لقصف مدفعي عنيف امس. وأبلغ مقاتل من المعارضة أن اجدابيا التي تقع إلى الجنوب من بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة تشهد معارك عنيفة لاسيما وسط المدينة يتخللها قصف شديد لمناطق سكنية تتعرض للتدمير. وقالت مصادر إن الاقتتال الدائر حول بلدة أجدابيا أسفر عن سقوط 30 قتيلا على الأقل بينهم نساء وأطفال ومسنون. وقال شاهد يدعى عبد الباري زوي “هناك ما يقارب 30 قتيلاً بينهم أطفال ونساء وشيوخ مدنيون وليسوا من المعارضة اضافة الى نحو مئة جريح لا يعرف إصاباتهم”، واضاف “قوات القذافي تحاصر اجدابيا من جميع الجهات.. هناك معارك طاحنة بين المعارضة وكتائب القذافي في الجبهة الجنوبية والجبهة الشرقية”. الى ذلك، اكدت صحيفة ليبية معارضة ان القذافي وضع رئيس وزرائه وكافة اعضاء الحكومة قيد الاقامة الجبرية في مقره في طرابلس. ونقلت صحيفة “برنيق” الصادرة في بنغازي عن مصدر موثوق في طرابلس قوله إن القذافي يجبر أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) البغدادي المحمودي وكل أمناء اللجان الشعبية (الوزراء) على الإقامة الجبرية في باب العزيزية منذ حوالي 3 أسابيع”. وأضاف أن اجتماعاتهم كانت تتم داخل أحد منازل القذافي داخل باب العزيزية، موضحاً أن القذافي يحاصر المنازل المقيمين فيها بعدد كبير من العناصر الأمنية. وحسب المصدر فإن الوزراء لم يخرجوا من باب العزيزية منذ حوالي 20 يوماً وان اغلبهم لا يستطيعون أن يشاهدوا أهلهم. واكدت الصحيفة ان القذافي أعطى تعليمات للكتائب الأمنية بعدم خروج أي أحد منهم إلا بأمره.