عمر الحلاوي (العين)
نظمت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة فعالية «رحلة عبر عاداتنا في مدينة العين»، والتي انطلقت من المتحف الوطني وحتى سوق الذهب العريق وسط المدينة، وهي فعالية متكاملة للعادات والتقاليد الإماراتية لتجهيز العروس وطقوس الزواج قبل حقب عدة، والتي مازال بعضها يمارس حتى الآن بأشكال مختلفة.
تشكيلات الذهب
بدأت رحلة العادات بزيارة سوق الذهب للتعرف إلى أهم أنواع الذهب الإماراتي الذي يتم شراؤه للعروس الإماراتية، والتمييز بين أشكاله وأحجامه وأسمائه حتى يعرف المشاركون أهمية كل قطعة منه وما يمثله بالنسبة للمرأة الإماراتية.
وتساعد الفعالية السياح على التعرف إلى سوق الذهب في العين، والذي يضم أكثر من 30 محلاً، ويمتد عمره إلى 30 سنة، وكيف أنه شهد تطوراً ملحوظاً مع نهضة الأسواق في مدينة العين، حيث استعرض أصحاب المحال أنواع وتشكيلات الذهب الإماراتي من «المرتعشة والمراري والستمي والطاسة والهياد وبوقطين» (عيار 21)، كما تعرف السياح إلى أهم القطع الذهبية التي تتزين بها العروس.
«يوم المكسار»
وتوجت الجوله بالذهاب إلى منزل موزة سلطان الظاهري (مواطنة)، لمشاهدة فعاليات عرس إماراتي بالطريقة التقليدية القديمة، وعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي المستوحاة من التراث في تجهيز العروس، ومنها طقوس «الزهبة» و«صباح المكسار»، وما يميز تلك المناسبة الاجتماعية المهمة.
وتتميز الأعراس الإماراتية القديمة برونقها الذي يشبه إلى حد بعيد تنظيم الفعاليات مثل المهرجانات اليوم بتفاصيلها الدقيقة والكثيرة، حيث تبدأ قبل يوم العرس بأيام لتنتهي بصباح «يوم المكسار»، وهو يوم استقبال زهبة العروس، وهو محمول على الأكتاف من قبل أهل العريس والجيران في مسيرة كرنفالية مبهجة، بمشاركة أهالي الحي بأكمله، ليبدأ عرضه في ساحة بيت العروس باستعراض ما جاد به كرم العريس لتقوم إحدى النساء المعروفات بـعرض تلك الزهبة «أغراض العروس» على الحاضرين، في جو من الفرح ممزوج بأهازيج وسعادة الجميع.
أهازيج «الدان»
واستقبلت موزة الظاهري وفد السياح في منزلها ضمن هذه الرحلة عبر عادتنا، وكانت الفرقة الشعبية تنشد الأهازيج المعروفة باسم «الدان»، والتي ترتبط بالعادات الإماراتية، وتتكون من رجال ونساء ينشدن في تناغم جميل وأصوات رائعة مع استخدام آلة الطبل.
وكان في بهو البيت مجلس للعروس والعريس، وكذلك استعراض ليوم الصبح «المكسار»، والتعرف إلى «الزهبة» وتتكون من ثياب العروس والعطور والهدايا التي تقدم لأهل العروس، كما عُرضت بعض أنواع «الكندورة» النسائية والتي يعود تاريخها الى 75 عاماً، والمصنوعة من الشيفون الناعم والمطرزة بأشكال وألوان زاهية.
عدد اليوم
