الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما بين الغيبوبة والحلم (إلى عيد باروت)

ما بين الغيبوبة والحلم (إلى عيد باروت)
5 مايو 2010 19:59
لا يمكن إيقاظنا إلا بتلك الصدمات، ولا يمكن أن نحلم بأكثر من يوميات عادية الطباع، كالذهاب إلى السوق أو العمل أو القهقهات الخاسرة على مقهى بسوداوية مريرة. ولأننا في غيبوبة تسرق منا لسنوات الحياة ولا نفيق إلا مذعورين من الحظ المعوج الخطوط، وتأثيره على وظائفنا الإدراكية على حركة نشاطنا البدني والعقلي. ليست الفلسفة لسقراط أو حكرا على فيلسوف آخر، ولسنا مسجلين على أحد ممن استفادوا في لحظة غيبوبتنا من التاريخ ونسبوا هذه العطاءات لهم وأهملوا سنوات عديدة من عطاءات الآخرين. آمن هذا البسيط بالمحفزات الأشد بساطة وأدركها وعرف كيف يبسط الدهشة في أعماق هؤلاء الغاطين في غيبوبتهم كما أنه عرف كيف يشخص الحالة المرضية المزمنة لغيبوبتنا فدعاها للاستفاقة فينا بحلم وكررها داخلنا حتى تنشط ولو بنسب متفاوتة. إن حالات التبلد التي دستها الأزمنة فينا والأيام بأن الآخرين لهم القدرة أكثر منا على الجري مسافات عدة دون توقف. ما بين الغيبوبة والحلم أمنية ربطت من شعر رأسها بخيط رفيع وراهن عليها المخلص المثقف بثقافة الانتماء عند لحظة الاستفاقة ورفع من سقف حريتها فأبدعت فنا كرويا.. فنا إنسانيا.. كالاخضرار متعة أسرت القلوب العطشى فأكملت مسيرتها بكأس شرب الجميع منه النهايات السعيدة. في تلك الليلة لم تكن البلاد على البسيطة ولكنها على غيمة ملؤها خروج من العتمة للنور إلى الصفاء إلى الأزمنة التي تأتي بحلوها للمخلصين، في تلك الليلة تذكرت أخذي شارة الكبتن وأنا أركل معه الكرة صغيرا في فريق نادي عمان، في تلك الليلة خرجت ولم أر كعادة شاعر أحدا أشاكسه سوى غبنة فرح تمطرني دفئاًًًً وحياء متسائلا لم نحن مؤثثين بالحب حين نلمع وحين نخفق نرجم بحجارة مخصصة تطلب لنا بمحلية الصنع. لم نحن في دهاليز النسيان نخبأ وحين تضيق بهم الحياة كالوسيلة نكون وسيلة لهم. جاؤوا بنا وكأننا ممن لهم القدرة على حمل الأوزان الثقيلة، كأننا مشروع تبسط على أجسادنا شوارع ودكاكين لبيع الأسف، وحين نصل إلى نقطة النهاية بنجاح نكون في الصورة كبائعي العطر في اللافتات أو كسائقي العربات من المنحدرات الوعرة مجازفين بنا لا يعرف لنا مصير. أحبك يا عيد للأم التي أبكيتها والأب الذي أبكيت والأولاد الذين بكوا والبلاد التي بكت ولي وأنا أضع دمعتي على رأس جبل في شعم في الرمس وشمل، لي وأنا.. أجدد حياة خفيفة في الجير وخور خوير جلفار والمعيريض في الساعدي وأذن. أحبك يا عيد وأنت تزن جبالا عديدة في مسافي والغيل وتصطاد أسماكا بألوان الاخضرار على شواطئنا في رأس الخيمة والجزيرة الحمراء. ملأتنا نحن قدامى الرفاق شطآن وموانىء واستراحات وتركت ابتساماتنا متحفزة للمصافحة. بأي قدم آتي إليك وأقفز بأي روح بيضاء أضع لك دمعتي بأي فحوى للرسائل وأنا النحوي الذي يخطئ حين يحادثك فرحا بك أحبك يا عيد وأنت تأخذ في الليالي ما نقرؤه من كلام وتصفنا بالفرح إلى صفاتك في تلك الليلة أذهب إلى ألف ما نقرأ من الألق الجميل فينا نحن القدامى نسير بما تيسر لنا من إضاءة لك نذهب. أيها الراكل كرة الصفاء داخلنا، إلى صفاتك مع الأزمنة أذهب رأيناهم في بكائك وآثرنا حبس أدمعنا في انتظار تحريك السخونة في الغبطة الجميلة، آثرنا خوفا من التصاق الحب بالذوبان وخوفا من إذابتنا في الانتظار، خذنا إلى البلاد ابتسامة وروح موحدة فيك وهناك وفي تلك الصفوف المحبة لعطائك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©