الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعليم العالي وضرورات المستقبل «2 - 2»

7 ابريل 2018 21:17
تعتبر جامعة ولاية سان خوسيه «SJSU» في أميركا مثالاً جيداً على مؤسسة أدركت الحاجة إلى اتباع منهج في التعلم قائم على التجربة والخبرة والمهارات المرتبطة بالجانب الاجتماعي في العمل. فقد قامت هذه الجامعة بالشراكة مع شركة IBM بتصميم برنامج يوفّر للطلاب الفرصة لتعميق مهارات التواصل الاجتماعي، و كيفية التأقلم مع التحديات الواقعية الموجودة في العالم الفعلي لأي شركة. وكجزء من المواد الجامعية التي يدرسونها في البرنامج، فإنّ الطلاب يعملون بإشراف أشخاص من IBM يقدّمون لهم الإرشادات والتوجيهات. ولا شك أن هذه التجربة العملية التي يمنحها هذا النوع من التعليم يعمل على تهيئة الطلاب بشكل أفضل للمهام التي سيضطرون إلى تنفيذها في العالم الحقيقي. يُظهر هذا المثال من الشراكة بأنّ إدخال التحولات على المناهج وتبنّي التكنولوجيا يتطلّبان من المؤسسات أن تدرس إمكانية التعاون مع الشركاء في القطاعات الصناعية والاقتصادية المختلفة. فقد بينت الدراسة السابقة أن نسبة 57 % من القياديين في العالمين الأكاديمي والصناعي قد توافقوا في الرأي على أنّ التعاون ضروري من أجل تقديم تعليم عال فعال إلى الطلاب، في حين أنّ 56 % يعتقدون بأنّ التعاون بينهما ضروري حتى في خلال مرحلة وضع المناهج وتطويرها. وكانت من نتائج تلك الشراكات بين قطاع التعليم العالي والقطاع الخاص في العالم الغربي المتقدم ظهور نماذج تعليمية جديدة أسهمت في إعادة صياغة شكل العملية التعليمية بأكملها، من أمثلة ذلك ما قامت به شركة IBM من خلال برنامج ما يسمّى بــ «مسارات في التكنولوجيا للمراحل الجامعية الأولى والمدارس الثانوي (P-TECH) والذي يعزز دور المواد المتعلقة بالعلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، كما يجمع ما بين التعليم الثانوي والكليات المجتمعية أي بدءاً من طلاب الصفوف التاسع إلى الرابع عشر جامعاً في محتواه بين المهارات الوظيفية والمهارات التقنية، فكان هذا البرنامج تأكيداً على وجوب منح الطلاب أساساً متيناً في المنهاج الأكاديمي الأساسي مرتبطا في الوقت ذاته بالمعايير الأساسية المطلوبة في سوق العمل. لا شك أن نجاح التعليم العالي، نجاح ولأعوام وأجيال عديدة، في دعم التنمية الاقتصادية، والتغيير الاجتماعي. ولكن هذا الحجم من التغيير والتحولات الجذرية المزعزعة التي تحدث اليوم، تستدعي النهوض بمؤسساتنا التعليمية بكافة فئاتها وقادتها لإيجاد طرق لتقديم المزيد من «القيم المضافة» لمخرجات التعليم متمثلة بالطلاب والقوى العاملة وإيجاد سبل التعاون مع القطاعات الصناعية من أجل خلق وبناء نموذج تعليمي جديد داعم للنجاح في عالم دائم التغيّر والتطور. د.نفله مهدي الأحبابي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©